اختار المسرح الوطني الجزائري رواية "المغارة المنفجرة" ليمينة مشاكرة التي اقتبست للمسرح لتدشين فعاليات البرنامج الخاص بشهر مارس والمخصص لإبداعات المرأة في مختلف المجالات. واعتبر الفريق المنجز لهذه المسرحية بمناسبة الندوة الصحفية التي نظمها اليوم الاثنين بمقر المسرح قبيل عرض عمله الجديد "أن اقتباس رواية مشاكرة وتقديمها كخامس عمل مسرحي في إطار فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 هو بمثابة تقدير لهذه الطبيبة النفسانية التي كرست حياتها المهنية والأدبية لقضية المرأة". بخصوص المسرحية الجديدة التي تحمل نفس عنوان الرواية "المغارة المنفجرة" قال الفنان أحمد بن عيسى وهو مخرج هذا العمل الجديد الذي كتب نصه المسرحي حيدر بن حسين أن ما أثار اهتمامه بالنص كرجل مسرح هو "التناغم بين اللغة الموسيقية والصورة في النص الأصلي.. لقد وجدت نفسي أمام شعر تراجيدي وهو صرخة كبيرة في زمن اختلط فيه الماضي بالحاضر". وعن معالجته المسرحية قال أنه اعتمد في هذا النص "الذي لا يولي أهمية لعاملي الزمن والمكان" على الجمع بين الواقع والحلم في عالم تلاشت فيه الحدود وأصبح الإنسان في مواجهة نفسه في حيز يلتقي فيه الماضي والحاضر. ولعل أن ما دفع بالمخرج إلى اعتماد هذه الطريقة في الإخراج هو تأثره بالمسرحي العالمي أنتونان أرتو الذي يتناول المسرح من وجهة نظر التحليل النفساني باعتبار أن كل ما يتلقاه المخ ينعكس أتوماتكيا على الجسد, وذكر بخصوص الممثلين أنه لجأ بفعل خصوصية الكتابة الركحية إلى إضافة شخصية ثالثة وهي ظل المرأة علما وأن النص الأصلي مبني على شخصيتين. وقال بن عيسى بصدد توجيه الممثلين الثلاثة (ليندا سلام ومليكة بلباي وعلى جبارة) أنه يفضل في تعامله مع الفريق الفني ترك الحرية لهم للتعبير والتأقلم مع الشخصيات. وتقوم الشخصيات التي تتشكل داخل عالمها برسم حياتها وواقعها اليومي في عالم يتداخل فيه الواقع والخيال إلى درجة الجنون ويتحول الجنون إلى عقل. وقد اختار استعمال الكثير من المؤثرات الخارجية كسند لدعم الترتيب الدرامي في كل حالاته الشاعرية. كما أن السينوغرافيا تتأرجح بين عالمين أحدهما خيالي والآخر واقعي. وبخصوص موسيقى هذه المسرحية فقد فضل منجزها سليم حمدي اللجوء إلى التراث. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسرحية الجديدة ستقدم بعد العرض الشرفي يوم 8 مارس في عرضين على الثالثة والسابعة مساء . واج