لم يكن الطريق الوطني رقم 5 الفاصل بين شرق ووسط البلاد منذ فجر أمس موحشا كالعادة، حيث ازدحم بالهجرة الجماعية لأبناء الشرق الجزائري في مواكب كسرت صمته وحوّلته إلى كورتاج من دون انقطاع فكان الهتاف والتحام أبناء القالة مع أبناء خنشلة وغيرهما من مناطق الشرق الجزائري قمة في التآخي.. * وهو السناريو المنتظر أيضا خلال العودة، ولكن المؤسف أن البعض من الذين سرقهم الوقت استعملوا سرعات كبيرة فوقع حادث طفيف لسيارة كانت مغطاة بالعلم الوطني حوالي السادسة صباحا بترقيم قسنطينة، ووجد صاحبها الذي كان يحمل تذكرة دخول الملعب رفقة أربعة من أصدقائه سيارة عنابية أسعفتهم وأكملوا الطريق نحو البليدة في جو أنسى صاحب السيارة الإصابة البليغة التي تعرضت لها سيارته..أما في المدن فبرغم المطر الغزير الذي صنع ليالي وصباحات الشرق، وبرغم الفوز المر جدا الذي حققه الفراعنة في زامبيا، إلا أن لا شيء تغير، حيث ابتلع الجميع هدف حسني عبد ربه، وأكملوا احتفالاتهم إلى غاية موعد المواجهة، حيث خيم الصمت الكامل على كامل المدن والقرى بعد صافرة البداية التي أطلقها الحكم الغيني.. وتواصل انتعاش تجارة الأعلام وبدأ سؤال قراء الشروق اليومي في شرق البلاد وترقبهم لبوستير المنتخب الوطني.. كما تواصل انتعاش تجارة بيع الأقمصة واللافتات الوطنية.. وقدم منذ أمس أصحاب وكالات السفر عروضا للسفر إلى مصر عبر الجو والبر بعد أن تأكد رسميا بأن مباراة القاهرة هي الفاصلة لتحديد المسافر إلى جنوب إفريقيا. * باتنة ودعت مناصرا زوال أمس: * جاء من دبي لزيارة أهله ومشاهدة مباراة الجزائر ورواندا * شيّعت أمس جنازة الشاب عبد المؤمن عادل 29 سنة بباتنة في أجواء مهيبة حضرها جمع غفير من الناس انطلاقا من حي شيخي أين تقطن عائلة عبد المؤمن المعروفة بطيبة الأخلاق، وكان الشاب الباتني مقيم منذ مدة طويلة بالإمارات العربية المتحدة وتحديدا بإمارة دبي، وقد عاد إلى المدينة منذ فترة استغلها في زيارة عائلته التي تقطن بحي شيخي وعمارات المعلمين، وملاقاة أحبائه وأصدقائه الذين لم يجالسهم لفترة طويلة، ولأن الجزائر كلها تعيش أجواء محمومة وغير استثنائية بسبب حلم المونديال والنتائج الإيجابية للفريق الوطني، فقد فضل الشاب الباتني الذهاب إلى الجزائر العاصمة ومنها إلى البليدة لمتابعة أطوار مباراة الجزائر ورواندا، قبيل عودته إلى الإمارات، لكن يشاء القدر أن يفارق عادل الحياة في حادث مؤلم، حادث خلف صدمة لدى أصدقائه وأبناء حيه الذين يشهدون له بدمائة الأخلاق وحسن العشرة وخفة الروح، ليدفن في مقبرة بوزوران.