صورة ل"حراقة" في عرض البحر/ أرشيف شيعت ليلة أول أمس، بمقبرة سيدي حرب غرب عنابة، جنازة المسمى (بوكيم سفيان) 22 سنة، من قبل أبناء حيه (باتريس لومومبا) وسكان مدينة عنابة، الذين كانوا يرغبون في القيام بمسيرة تنديدية تضامنية مع روح الضحية. * * وكان مقررا حمل نعش سفيان على الأكتاف ومشيا على الأقدام انطلاقا من الحي المذكور المتواجد على الساحل العنابي الى غاية المقبرة على بعد حوالي 3.5 كلم، وذلك لدفع السلطات المحلية ومن ثم السلطات العليا لمطالبة الدبلوماسية الجزائرية بسويسرا وحملها للضغط على الشرطة السويسرية قصد فتح تحقيق معمق في الموضوع وتمكين الضحية من حقه المدني والجزائي، قبل أن تتدخل بعض الأطراف التي ساهمت في عدول المواطنين عن فكرة القيام بمسيرة احتجاجية بمشاركة جثة الضحية سفيان ابن الحي الذي عاش فقيرا ومسالما، يحبه الجميع وبكى لفقدانه أقرانه من شباب الكرتي وكل جيرانه، وتم تشييع جنازة الضحية وسط أجواء رمضانية حزينة ومؤلمة، صنعتها دموع أصدقائه وعويل أفراد عائلته وترنحات جدته المقيمة بجوار المقبرة عندما حمل لها سفيان لتلقي عليه النظرة الأخيرة، قبل أن يوارى التراب، مع تعهدات بعدم السكوت عن القضية والعمل على إيصالها الى أعلى السلطات، لاسيما وأن سفيان الشاب البشوش الخلوق، كان قد خرج من عنابة، باتجاه ايطاليا أواخر عام 2007، كمهاجر غير شرعي على متن قارب خشبي رفقة حراقة آخرين، وبلغوا سردينيا بسلام، أين مكث هناك لمدة ثلاثة أشهر بمركز الحجز بمدينة كاغلياري، قبل أن يفرج عنه ليتوجه بعدها الى سويسرا وبالضبط الى مدينة لوزان أين تقيم والدته التي تركته وعمره عامين بالجزائر، وأقام هناك، الى غاية عشية نهار الثلاثاء من بحر الأسبوع ما قبل الفارط، عندما كان سفيان يتنزه على متن دراجته الهوائية بمنتزه (مون بيمون) بضواحي لوزان، وهنا وقعت عيناه على مراهقين كانا بعين المكان، فنظر فيهما نظرة عادية جدا، فهماها على أنها نظرة استفزازية، فدخلا معه في مناوشات كلامية، دقائق قبل أن يستل احدهما السلاح الأبيض، موجها لسفيان طعنة واحدة على مستوى الجهة اليسرى من القلب، حول بموجبها على جناح السرعة الى مصلحة العناية المركزة بالمستشفى المركزي لمدينة لوزان، أين تم إخضاعه لعلاج مكثف، غير أن القضاء والقدر كان حكما في هذه الحادثة، ولفظ الضحية آخر أنفاسه صبيحة نهار الخميس، وظل بمصلحة حفظ الجثث الى غاية أول أمس، عندما حولت جتثه الى عنابة على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، في حين أوقف المتهمان وتم إيداعهما الحبس المؤقت بأمر من قاضي التحقيق لدى محكمة لوزان.. وللأسف فإن سفيان اندثر نهائيا إلى درجة أن "الشروق اليومي" عندما اتجهت إلى عائلته لم تعثر حتى على صورة للضحية الذي مات وترك ألغازا كثيرة هنا في الجزائر.. وهناك في سويسرا.