التقى، أمس، وفد عن حركة مجتمع السلم بقيادة رئيسها أبو جرة سلطاني، المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، وذلك بمقر الجماعة ليهنئه بفوز إخوان مصر بأول انتخابات برلمانية بعد الثورة، وبذلك تطوي حمس ورقة أزمتها مع التنظيم، فيما سينتقل نفس الوفد الأسبوع القادم، إلى المملكة المغربية ليهنئ حزب العدالة والتنمية فرع الإخوان المسلمين في المغرب عن افتكاكه الأغلبية في آخر انتخابات تشريعية مكنت الإسلاميين من قيادة الحكومة في المغرب. وحسب عضو المكتب الوطني لحركة حمس أحمد لطيفي، فإن الوفد الذي كاد أن يضم كامل قيادات الحركة، على اعتبار أنه ضم إلى جانب رئيسها أبوجرة سلطاني، نائبه الأول عبد الرزاق مقري ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي وعضوين من المكتب الوطني، فإن هذه الزيارة كانت خصيصا للتهنئة وستردفها زيارة مماثلة لتهنئة الإخوان بالمغرب. زيارة وفد حمس للمرشد العام للإخوان المسلمين، حتى وإن كانت نيتها المعلنة نقل التهاني فقط، فهي تبدو غير مقنعة خاصة وأن مقر حزب الحرية والعدالة الفائز المباشر بالإنتخابات هو أقرب إلى مطار القاهرة الدولي وأوضح في مكانه الجغرافي من المركز العام للإخوان، مما يفتح باب التأويلات على مصراعيه خاصة بعد حصول جماعة الدعوة والتغيير على رخصة عقد مؤتمرها التأسيسي الذي سيمكنها من مزاحمة حمس على تزكية جماعة الإخوان المسلمين، وهي التزكية التي يمكنها أن تعطي ثقلا للطرف الذي سيحوزها، في ظل اعتماد عدد من الأحزاب السياسية الجديدة ذات الخلفية الإسلامية، التي قد تعرض نفسها على مكتب بديع كبديل عن الطرفين الذين طال صراعهما، وتتدعم هذه القراءة إذا تأكد لقاء الوفد للشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي لم يكن على وفاق تام مع حمس منذ أن وطئت قدماها السلطة. ومعلوم أن موقف القرضاوي خاصة في ظل ما يصطلح على تسميته الربيع العربي كفيل بالترجيح الكفة التي يختار. وتحتاج حمس في الوقت الراهن إلى أي ثقل إضافي لأنها تدنو من الدخول في معركة لها ثلاث جبهات، إحداها أمام الناس والأخرى أمام منافسيها داخل التيار الإسلامي خاصة بعد عودة الوجه الشعبوي عبد الله جاب الله، والثالثة التي تعتبر الأهم على الإطلاق من الناحية المعنوية هي استعراض للقوى أمام شريكيها السابقين التي فكت ارتباطها معهما ضمن ما كان يعرف بالتحالف الرئاسي.