أقدم أمس، شابان بوهران على إضرام النار في جسديهما بعد ما سكبا عليهما كمية من البنزين، احتجاجا منهما على طردهما من مؤسسة اقتصادية كانا يزاولان العمل بها. حسب شهود عيان، حاول الضحيتان الانتحار حرقا؛ كونهما لم يهضما قرار تسريحهما من طرف مسؤولي مؤسسة اقتصادية تنشط في مجال صناعة المواد الدسمة بمنطقة السانيا في وهران، حيث باشرا صبيحة أمس، احتجاجا أمام مقرها، شدّ إليه جميع العمال وكذا المارة، الذين هالهم صراخ الشابين المطرودين، اللذان كانا يهددان بالانتحار في حال عدم إرجاعهما إلى منصبيهما، وقد باءت كل المحاولات لثنيهما عن هذا التصرف الجنوني بالفشل، إذ قاما بالفعل بسكب كمية من البنزين على جسديهما، وأضرما النار فيهما، التي التهمت بعض الأجزاء من جسديهما، ما أدى إلى إصابتهما بحروق استدعت نقلهما على جناح السرعة إلى مصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي بحي البلاطو، ولولا تدخل بعض زملائهما لكانت الكارثة، حيث حاول هؤلاء إطفاء النار وضمان عدم انتشارها في كامل جسميهما، وسط حالة من الذعر والهلع الممزوجة بالسخط التي سادت بين صفوف العمال، الذين طالبوا بتجميد قرار تسريح الشابين اللذان حاولا الانتحار مع تمكينهما من حقوقهما المادية. وينبغي الإشارة، إلى أن عاصمة غرب البلاد كانت قد شهدت في الآونة الأخيرة محاولات انتحار كثيرة، احتجاجا على الطرد من العمل، إلا أنها لم تنفذ بعد تدخل العقلاء، إلا أن ما قام به الشابان سالفي الذكر كاد أن يودي بحياتهما، وهما الآن يقبعان في مصلحة الحروق لتلقي الإسعافات اللازمة، إذ وصفت حالتهم بغير الخطيرة.