عبّرت عدة دول غربية عن رفضها للمبادرة الروسية، التي تقضي بإعطاء النظام السوري مزيدا من الوقت، لتنفيذ وعده "الجديد"، للقضاء نهائيا على كل أشكال العنف مهما كان مصدرها حسب تعبير الحكومة السورية. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه الأربعاء أنه لا يصدق "على الإطلاق" تعهدات دمشق خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واعتبر أن تلك الوعود بوضع حد لأعمال العنف مجرد "محاولة للتلاعب"، وفي رده على أسئلة الصحفيين، خلال برنامج نظمته بضع وسائل إعلام منها وكالة حول التعهدات التي اتخذها الرئيس السوري بشار الأسد بوقف أعمال العنف أثناء زيارة لافروف الثلاثاء إلى سوريا، موجها كلامه للروسيين، "إنكم تخدعون أنفسكم، وذرائعكم ليست قوية"، في إشارة منه لاستخدام روسيا والصين السبت حق النقض في مجلس الأمن على مشروع قرار يدين القمع في سوريا، وأضاف "لقد كتب بوضوح في مشروع القرار الذي استخدمت روسيا ضده حق النقض، إنه لن يكون هناك عملية عسكرية"، واعتبر أن الإشارة إلى السابقة الليبية وإلى التدخل العسكري الدولي بعد تبني قرار في مجلس الأمن "ذريعة خادعة"، وقال "مرات لا تحصى ذهب مسؤولون إلى دمشق للقاء بشار الأسد وهو يعطيهم تطمينات جيدة، لا أثق على الإطلاق بتعهدات النظام السوري الذي فقد صدقتيه". وأضاف جوبيه "هذا فعلا تلاعب من بشار الأسد لن ننخدع به"، وأوضح أنه بعد الفيتو الروسي "يجب أن نكرر طرح المسألة وما اقترحناه هو أن نعقد اجتماعا لمجموعة أصدقاء سوريا"، مضيفا أن الهدف من الاجتماع هو "ممارسة أقصى الضغوط أولا على روسيا لنؤكد لها أنها في مأزق، وخصوصا حول بشار الأسد لتشجيع عملية الانتقال التي طرحتها الجامعة العربية"، مؤكدا أن فرنسا ستقوم "بكل ما في وسعها من أجل وضع تلك العملية موضع التنفيذ". وفي سياق متصل أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء أن "ثقته قليلة جدا" بنتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق الثلاثاء، أمام مجلس العموم "أعتقد أن ثقتنا قليلة جدا بهذا الموضوع" مضيفا أنه على الكرملين أن "يراجع ضميره ويدرك ما فعل" بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن السبت، وأكد أن بريطانيا ستزيد دعمها لمجموعات المعارضة داخل وخارج سوريا وتلعب دورا قياديا في "مجموعة اتصال" لدول تحاول إنهاء العنف في سوريا.