تواصل الآلة الدعائية المغربية دورانها في مساعي يائسة للترويج لمشروع الحكم الذاتي الجديد وذلك عبر التجريح في الجزائر كالعادة، وجاءت آخر الخرجات على لسان محمد معتصم مستشار الملك الشاب، الذي قال في ندوة صحفية عقدها أول أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة إن "الجزائر اشترت مواقف بعض الدول الغربية الداعمة لجبهة البوليزاريو مقابل صفقات التسلح"، في إشارة إلى روسيا التي وقعت العام الماضي، مع الجزائر صفقة تسلح بقيمة سبعة ملايير دولار، رغم أن جميع المتابعين للشؤون السياسية يعرفون أن هذه الصفقة تمت مقابل مسح ديون روسية مترتبة على الجزائر. ويأتي هذا الكلام الصادر عن مستشار الملك ليؤكد تأزم الوضع الذي تعانيه الدبلوماسية المغربية أمام ازدياد عدد الدول التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية، بما لا يقل عن 50 دولة باعتراف السيد محمد معتصم مستشار محمد السادس، وفي موقف غريب أقرب إلى النكتة السياسية، اعتبر معتصم أن الرباط تنظر إلى جبهة البوليزاريو على أنه "حزب مغربي معارض"، قبل أن يضيف موضحا "نعامل أغلبية جبهة البوليزاريو - وليس قيادتها - على أنها حزب جهوي مغربي معارض غير ممثل في التراب المغربي، ومستعدون أن نتشاور معهم في مشروع الحكم الذاتي". وتبدو الغرابة في تصريحات مستشار الملك في التناقض الصارخ بين اعتبار البوليزاريو مجرد "حزب مغربي" وبين الجهود المضنية التي استهلكها البلاط المغربي طيلة 30 سنة لمحاصرة الصحراويين داخل الصحراء وفي مختلف بقاع العالم لإسكات كلمتهم، فضلا عن قبول القيادة السياسية المغربية في عهد الراحل الحسن الثاني بمخطط بيكر لتسوية النزاع والذي ينص على إجراء استفتاء لتقرير المصير، فكيف يمكن الموافقة على مطلب مجرد "حزب" لإجراء الاستفتاء إن لم يكن الأمر يتعلق بشعب وليس مجرد مناضلين في حزب معارض !! رمضان بلعمري:[email protected]