أكدت إحصاءات الديوان الفرنسي لحماية اللاجئين والمشردين لسنة 2006 أن عدد ملفات اللجوء التي قدمها الجزائريون السنة الفارطة، تراجع بنسبة مذهلة بلغت 44.3 % مقارنة بسنة 2005، لكن الجديد المسجل سنة 2006 هو إطارات الإدارة والمؤسسات الذين قدموا طلبات اللجوء لدى الدولة الفرنسية بحجة "المخاوف من السلطة بسبب رفض التستر على العمليات المشبوهة والتزوير إضافة إلى استغلال السلطة". سنة 2006 تلقى الديوان الفرنسي لحماية اللاجئين والمشردين، حسب التقرير الذي نشرته جريدة "لو جون أنديبوندن"، 1203 طلب من قبل رعايا جزائريين، 129 منها لقصر و998 منها طلبات توضع لأول مرة، ويعتبر العدد أقل بكثير مما سجله الديوان سنة 2005، وقد بلغ 2166 طلبا. ويمثل عدد الجزائريين الذين طلبوا اللجوء لدى الدولة الفرنسية3.05 % من مجموع الملفات التي تلقاها الديوان الفرنسي لغاية 29 جانفي2007 ، ومن بين 39332 ملفا منحت فرنسا حق اللجوء ل150 جزائريا في نفس الفترة بينما رفض 1141 ملفا. كما تشير الأرقام أن الجزائر تأخرت بدرجة في ترتيب اللجوء من الثامن إلى التاسع، ليصبح مجمل الجزائريين الذين حصلوا على اللجوء في فرنسا إلى غاية نهاية السنة الفارطة 1166، منهم 36 % نساء، وقد بلغ متوسط سنهم 36.1 سنة. والملفت للنظر، حسب تقرير الديوان الفرنسي لحماية اللاجئين والمشردين لسنة 2006، فإن الجديد والمبتدع بالنسبة للسنة الفارطة هو إقبال عدد كبير من المسؤولين الجزائريين على مستوى الإدارة والمؤسسات على طلب الحماية من الدولة الفرنسية "خوفا من السلطة الجزائرية" لأنهم رفضوا، مثلما قدموه في ملفاتهم، التستر على الفساد واستغلال النفوذ والعمليات المشبوهة، وهذه أول مرة تقدم مثل هذه التبريرات في ملفات طلب اللجوء التي وصفها الفرنسيون ب" صعبة التحري عنها والتحقق منها"، وترجع أساسا حسب الطرف الفرنسي دائما، إلى قضايا الفساد والاختلاسات التي تنشرها الصحافة الجزائرية يوميا منذ فترة، وتكون هي من شجعت هؤلاء على التحجج بهذا السبب الجديد في الملف. من جهة أخرى ورغم أن القانون لا يمكنهم من الاستفادة من الامتيازات التي تضمنها الاتفاقات الأممية المتعلقة بحماية اللاجئين بصفتهم أعضاء سابقين في أجهزة الأمن، إلا أن عسكريين سابقين و شرطيين و حتى حرس بلديين لا زالوا يتقدمون للمصالح المذكورة لطلب اللجوء والحماية، بحجة أنهم فروا من الجزائر لوضع حد للتهديدات الإرهابية التي يتعرضون إليها. لكن الإرهاب ليس السبب الوحيد الذي يريد الجزائريون الفرار منه، بل هناك من الشباب من يعتبر نفسه مناضلا في الحركة البربرية ويستحق حماية فرنسية، وهناك أيضا من طلب اللجوء لأنه تحول عن دينه للنصرانية وبالتالي "خشي العقاب من محيطه"، ويشير التقرير أيضا أن من الطلبات التي وصلته من الجزائريين فيها من يريد حماية فرنسا لأنه مثلي الجنس (شاذ جنسيا) ومنهم رجال ونساء، لكن هؤلاء لم يذكر التقرير رقما في حقهم وهم أيضا يلجئون لفرنسا لتحميهم من "تهديد المجتمع". أما عن الحماية الخاصة التي يحصل عليها الأجانب في فرنسا فتمنح أساسا لرعايا هايتي والجزائر والعراق، بحجة "التعذيب والمعاملات غير الإنسانية والمهينة". غنية قمراوي:[email protected]