أخرج اكتشاف حالات من الإصابة وباء اللسان الأزرق ببعض المناطق الصحراوية بالأقاليم الجنوبية لولاية غرداية، مؤخراً، الموالين عن صمتهم، خوفا من توسع وانتشار المرض على نطاق واسع، مما يفرض على الجهات المختصة وضع مخطط استعجالي لحماية هذه الثروة، واستثمار برامج المراقبة والتلقيح ضد الأمراض الحيوانية، بحيث لا يقتصر البرنامج حسبهم على فئة الموالين المؤمّنين فقط. فغالبية الذين يحترفون هذه المهنة بصحاري ولاية غرداية، هم من فئة البدو الرحل المعتمدين على الرعي التقليدي، غير المحمى من مخاطر الكوارث والأمراض والأوبئة الحيوانية المتنقلة، وقد أكد عدد من الموالين "للشروق" أن قطعان ماشيتهم من الأغنام والماعز بدأت تظهر عليها أعراض المرض الذي يصيب المعدة، ويجعل الشاة تصاب بنوع من الوهن المسبب للهزال في كامل أعضائها، وتعزف عن تناول العلف في مرحلة أخيرة للمرض، تنتهي بنفوقها في وضع مأساوي بات يهدد العديد من المربين، خصوصا بعدما كشفت مصادر من الفروع الفلاحية عن خطورة هذا المرض، واصفة إياه بالمشكلة الخطيرة، حيث يصيب فيروس اللسان الأزرق حسب ذات المصادر الحيوانات المجترة كالأغنام، الماعز، الأبقار، وحتى الغزلان، أين تظهر أشد أعراضه على نحو خاص في قطعان الماشية المتواجدة بالبادية، حيث يمكن للمرض أن ينقل فيروساته، المنتشر بواسطة حشرة تسمى "قَمعة أكرا القارِصة"، مباشرة بعد تجمع قطعان الحيوانات في مواقع السقي والرعي. وتضيف ذات المصادر، أن أول حالة للمرض في أقاليم الرعي الجنوبية لولاية قبل أكثر من شهرين، وقد زاد عامل الوقت وتأخر إعلام الموالين الجهاتِ المختصةَ عن المرض في انتشاره، وانتقال الفيروس المسبب له من مناطق مدن جنوب الولاية إلى بعض البؤرة المراقبة حاليا بالغرب. وتفيد مصادرنا أنه منذ سنة 2007، حيث تم تسجيل عشرات الحالات بهذا المرض، لم تظهر أي إصابة منه بعموم تراب الولاية، إلى أن تم الكشف عنه مؤخرا ببعض أقاليم البدو الرحل، ويبدو حسب المختصين، أن فيروس اللسان الأزرق قد عاد إلى مناطقه المعهودة عن طريق الحشرات المحلية الناقلةمن جنس حشرة "قَمعة أكرا القارِصة"، القادرة على تحمل انخفاض درجات الحرارة، خلال موجة البرد القارس التي ضربت مناطق الجنوب قبل مدة، ويعاني أزيد من 1000 موال يتواجد معظمهم بمناطق جنوب ولاية غرداية، من ظروف اجتماعية قاسية بأوبئة تهدد مستقل حرفة تربية الماشية، بسبب نقص الإمكانات وتواضع المستوى المعيشي، جراء الأوضاع المحيطة بمجال تربية المواشي، التي تتعرض اليوم لظواهر عدة، أهمها هلاك ونفوق مئات الرؤوس من الماشية الموجهة لسوق اللحوم الحمراء في ولايات الجنوب، في ظل تخلف برامج التلقيح ونقص موارد العلف المخصصة للموالين من طرف مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ما فرض على الموالين من البدو الرحل التفكير جديا في هجران حرفة الرعي والنزوح نحو القرى والمدن الكبرى، جراء تراجع مستوى نشاطهم الذي ورثوه عن أجدادهم واحترفوه بهذه المناطق منذ عشرات السنين.