قال عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، المعتمد حديثا، أن خيار تأسيس حزب جاء عقب نفاذ كل السبل من الاستمرار في الحزب العتيد، الذي نخر الصراع جسده من القمة إلى القاعدة، بقوله "الصراع كان في القمة سنة 2004 وتحول إلى القاعدة سنة 2010"، ليعلن بذلك استقالته وفق ما سماه "الطلاق بإحسان"، رافضا الخوض في تلك الصراعات، وقال "الآفلان أصبح من الماضي ومشاكله لا تعنينا". وأكد عبد العزيز بلعيد أن "التشيبة" و"الشكارة" أصبحتا جزءا من أخلاق الجزائريين، مضيفا "وانسحب ذلك على العمل السياسي لتصبح الساحة الوطنية مميعة، في ظل فساد السياسي الجزائري الذي أضحى يوصف بالنعوت الرديئة"، وقال بلعيد "إن ذلك يقتضي مراجعة كيفية بناء إنسان جزائري بأخلاق عالية في أرضية سياسية نظيفة". وفي ذات السياق، استفسر ضيف "الشروق"، إن كانت الأرضية المتاحة تسمح بنضال المرأة في أحزاب سياسية، وهل الأخ والزوج والأب يمكنهم السماح بذلك وهم مرتاحون؟ واعترف المتحدث بأهمية تشخيص الوضع، وقال "زرعنا كثيرا من الكراهية في الساحة بكلمات جارحة". واعتبر المتحدث أن مبادئ بيان أول نوفمبر لم تحقق بعد، باستثناء الاستقلال، مع بقاء قضية بناء دولة ديمقراطية اجتماعية واحترام الحقوق الأساسية للإنسان في انتظار التجسيد الفعلي على أرض الواقع. من جهة أخرى، رفض بلعيد ربط اسمه بالأمين العام السابق ل "الآفلان" ورئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، وأجاب "لا أحسب على أي إنسان، ومساندتي لشخص علي بن فليس، مردها أنني كنت ملتزم بالخط والشرعية، بداية من عهد مساعدية ثم المرحوم مهري ثم بن فليس ثم عبد الحق بن حمودة"، وقال "إن مشكل الحزب العتيد يتجسد في كون الصراع كان في القمة، ثم انسحب للقاعدة وسط كثير من المناضلين"، وعن سبب خضوعه للمتابعة القضائية، سنة 2004 وتزامنها مع تأييده لبن فليس، قال بلعيد إن "السياسة في الجزائر عبارة عن أروقة لا يجب الخروج عنها". وعن لغة الخطاب التي سيعتمد عليها حزبه، قال بلعيد "إن كثيرين يتحدثون عن مشاكل سياسية، لكن الأساس هو المشاكل الاجتماعية، وحلها- حسبنا- هو التسيير الجيد، لأن الإمكانيات والإطارات موجودين"، فيما اعتبر أن تصريحات وزير الداخلية التي تفيد بأن كثيرين سيترشحون للتشريعيات بهدف المال ومزايا ضيقة خاصة، لها جزء من الحقيقة، نظرا لكون فئة همها التهافت على المال". وقال المتحدث إن أغلب أعضاء الشبيبة المنتمين للحزب هم إطارات، وأضاف "وأعوّل على الشباب بصفة عامة والكفاءات من النخبة، أما صراعات هيكل الشبيبة ليس لديها تأثير على حزبي، وكثيرون ممن التحقوا بالحزب من أحزاب معروفة في الساحة السياسية".
التيار الإسلامي قوة عربية حقيقية لكن الجزائر ستكون الاستثناء أكد رئيس جبهة المستقبل المعتمدة مؤخرا بلعيد عبد العزيز أن الجزائر ستكون استثناء عربيا، وأن موجة صعود الإسلاميين في الوطن العربي لن تصل الجزائر، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري جد واع، ولن يكون خياره كما كان عام 91 -في إشارة لصعود الفيس- رغم إقراره بأن التيار الإسلامي قوة حقيقية في العالم العربي. وقال رئيس جبهة المستقبل خلال نزوله ضيفا على منتدى "الشروق"، أن الإسلاميين حقيقة سياسية في الوطن العربي وجب عدم تجاهلها، لكن الجزائر كانت وأبانت دوما أنها الاستثناء، والجزائر لا تمشي في نفس الرواق مع بقية العرب، مؤكدا أن مرتبة الإسلاميين وحجمهم ووعائهم السياسي سيقولها الشعب في 10 ماي المقبل، لكن لو تكون انتخابات ديمقراطية فلن يفوز الإسلاميون، لأن الشعب الجزائري لن يمشي بالعاطفة، والجزائر ستكون الاستثناء يضيف بلعيد عبد العزيز. وقلّل عبد العزيز من تحالف الإسلاميين في حسم التشريعيات المقبلة، وقال أن الشعب الجزائري في ظل التطورات الجديدة لن يكون له نفس اختيار 91، وأضاف هذه التحالفات عبارة عن تكتلات لم تبن على برامج وأفكار، بل بنيت على أشخاص لربح المناصب، فهي تفتقد للأساس المتين من بدايتها. ورفض بلعيد فكرة عقد أي تحالف مع أي طرف كان في الوقت الراهن، وقال حزبنا حزب وطني، لكن كلمة التحالف لا توجد في قاموس جبهة المستقبل في الوضع الراهن، مشيرا إلى أن عقد أي تحالف من الممكن أن يكون في المرحلة المقبلة على مستوى البرلمان مثلا إذا حصلت الجبهة على مقاعد. ويعتقد بلعيد عبد العزيز أن السلطة في الجزائر تتوفر على النية الصادقة لأول مرة من أجل تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بالنظر إلى الظرف الإقليمي المحيط بنا، وقال "إن الضمان الأكبر هو رئيس الجمهورية باعتباره القاضي الأول للبلاد، إلى جانب دخول القضاء على الخط لأول مرة في الجزائر، لأن الخوف كل الخوف يكون من التزوير المقنن الذي تقدم عليه السلطة وهذا ما نستبعده".
نؤيد مراجعة أجر النائب ولو وصل حد التطوع لكن بشروط وعن أرقام الهيئة الناخبة التي كثر الجدل والحديث بشأنها قال ضيف منتدى الشروق بأنها لا تعدو أن تكون ورقة ضغط من تشكيلات سياسية حتى تمنح أشياء وامتيازات أخرى من السلطة، فهي ضغوط من قبيل سياسة خذ وطالب. وتوقع بلعيد عبد العزيز أن تحظى الجزائر في الفترة المقبلة ببرلمان قوي بالنظر إلى نية السلطة في إجراء انتخابات نزيهة، ونظرا للظروف الإقليمية الراهنة، وقال من مصلحة النظام أن يكون البرلمان المقبل قويا، عكس ما هو حاليا، فالنظام قوي والبرلمان ضعيف، تحول لمجرد صندوق بريد حتى يتم استغلاله لتمرير ما تريده السلطة كيفما تشاء، مشيرا إلى أن جبهة المستقبل لا تعارض بتاتا مراجعة أجر النائب، حتى لو وصل الأمر إلى أن يتطوع، لأن هذا هو العمل السياسي، شريطة أن توفر الشروط للنائب حتى يعمل، وشريطة أن تعطى للنائب الهيبة الكاملة، ولا يصل إلى حد أن يرفض استقباله رئيس الدائرة، ليتفرغ النائب عندها للعمل التشريعي.
قال ضيف الشروق: *الحزب تلقى 26 اقتراحا للتسمية وخلص لاسمين جبهة المستقبل والجبهة الشعبية ليستقر في المستقبل. * دخول التشريعيات مرده التشهير بالحزب والتعريف به ولو بصوت واحد داخل البرلمان. * لم أتخل عن الحزب العتيد في السنوات الأخيرة، بل كنت مناضلا بقسمة الجزائر الوسطى، بعدما أقصيت من اللجنة المركزية سنة 2005 . * لم نتلق دعوات للتحالف مع أحزاب وطنية ولحد الساعة ليس لدينا أية فكرة. * ليس لدينا عدو بل خصوم سياسيين. * نرفض أن يبقى البرلمان مجرد مركز بريد تمرر عبره القوانين. * التقويميون خذلونا سنة 2004، وعليه قررت الانسحاب نهائيا من الآفلان للاهتمام بعائلتي قبل أن تبادرني فكرة تأسيس حزب بطلب من أبناء الشبيبة. * المرحوم عبد الحميد مهري أول من شاورته قبل وفاته في قضية تأسيس الحزب.