الأمين العام السابق للجبهة علي بن فليس قررت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني إقصاء الأمين العام السابق للجبهة، علي بن فليس، من قائمة الأمناء العامين السابقين المدعوين لحضور فعاليات المؤتمر التاسع للحزب، المقرر نهاية الأسبوع الجاري بالقاعة البيضاوية محمد بوضياف بالعاصمة. وأكد عضو الهيئة التنفيذية للحزب، السعيد بوحجة، في اتصال مع "الشروق"، أن الهيئة المشرفة على المؤتمر التاسع، وجهت الدعوة لكل من الأمين العام الأسبق، عبد الحميد مهري، وخليفته بوعلام بن حمودة، دون علي بن فليس، الذي كان قد شغل منصب أمين عام الأفلان في الفترة الممتدة ما بين 2000 و2004 . ويشكل إقصاء علي بن فليس من قائمة المدعوين للمؤتمر التاسع استثناء، سيما وأن العشرات بل المئات من الشخصيات السياسية والوطنية وجهت لها دعوات، على غرار الرؤساء السابقين، أحمد بن بلة، والشاذلي بن جديد، واليمين زروال، ورئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، علي كافي، فضلا عن إطارات الحزب السابقين من المؤسسة العسكرية، مثل الجنرال المتقاعد زين الدين حشيشي، ومحمد علاق. ولم يشرح سعيد بوحجة خلفيات استثناء بن فليس من قائمة الشخصيات الوطنية التي وجهت لها الدعوة لحضور المؤتمر التاسع، غير أن المتتبعين يوعزون القرار إلى تراكمات النزاع الذي نشب بين ما كان يعرف ب "الحركة التصحيحية" للحزب، التي برزت عقب ظهور نتائج المؤتمر الثامن الذي انتظم في 19 مارس 2003، وحمل علي بن فليس مسؤولا أولا على الأفلان. وكان علي بن فليس قد نجح في إزاحة سلفه بوعلام بن حمودة من منصب الأمانة العامة في انقلاب أبيض سنة 2000، غير أنه سرعان ما لقي ذات المصير في جانفي 2004، بعد معركة قضائية ساخنة، انتهت بإسقاط شرعية المؤتمر الثامن، ليتقرر بعدها تنظيم ما عرف ب "المؤتمر الثامن الجامع"، الذي حمل عبد العزيز بلخادم خليفة لعلي بن فليس، الذي قرر بعدها الاستقالة من الحزب العتيد والابتعاد عن الأضواء، مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية لسنة 2004، التي خيبت آمال الرجل وأنصاره في الحزب العتيد. وبالرغم من النجاح النسبي الذي حققه الجناح الذي كان مواليا لعلي بن فليس، في الحفاظ على بعض المواقع الحساسة على مستوى قيادة الحزب العتيد، على غرار وريث هذا الجناح، عبد الكريم عبادة، الذي شغل منصب عضو الهيئة التنفيذية المكلف بالتنظيم بعد المؤتمر الثامن الجامع، قبل أن يتحول إلى التكوين السياسي، إلا أن جناح الحركة التصحيحية تمكن من السيطرة على زمام الأمور في العتيد مع مرور الوقت، وهو ما يفسر استثناء بن فليس من حضور المؤتمر المقبل. من جهة أخرى، أكد سعيد بوحجة أن تحضير المؤتمر التاسع وصل آخر مراحله بتنظيم المؤتمرين الجهويين لكل من غليزان ومعسكر، اليوم، لتضاف إلى المؤتمرات الجهوية الأربعة التي احتضنتها كل من قسنطينة وسطيف والجزائر والأغواط، مشيرا إلى أن جهود ما تبقى من التحضير ستحول إلى القاعة البيضاوية من أجل استقبال المندوبين وتحديد هوياتهم.