إذا كانت ابنة اليميني المتطرف، مارين لوبان، التي قالت، نهار أمس الثلاثاء، إن مشاركتها في الرئاسيات الفرنسية المقبلة، قد تؤكد بعد أن حققت المُراد في جمع التوقيعات المطلوبة أن نجاحها لا يكون إلا بالسير على طريق والدها، معتزل الترشح للرئاسيات، بإبعاد رائحة المهاجرين وخاصة الجزائريين عنها، والمراهنة على عرقلة حياتهم الاجتماعية في فرنسا، بحكايات اللحم الحلال والنقاب، وعدم اعترافها بفرنسية زيدان وبن زيمة وسماعين، فإن الحال يختلف عند أكبر متصارعين للوصول إلى قصر الإليزيه، ونقصد بهما نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولند، اللذين يسيران على نهج كل الطرق تؤدي إلى قصر الإليزيه. وكان نيكولا ساركوزي قد استعان بالجزائريين، وسافر إلى مارسيليا وبابرباس في الانتخابات الرئاسية لعام 2007، وتمكن من أن يجعل عددا من الفنانين من أصول جزائرية إلى جانبه، ومنهم بالخصوص الكوميدي سماعين، والشاب فوضيل الذي قام بالمساهمة في الكثير من الحملات الانتخابية التي نشطها نيكولا ساركوزي، كما التقى مع الشاب خالد وعلق حينها ساركوزي على أن ما جمعه بخالد هي صداقة قديمة، وبدأ البحث عن الفرسان القدماء، رغم أن تراجع فوضيل فنيا بين سفرياته إلى المغرب، وأيضا تدهور شهرته الفنية، تجعل المراهنة على خالد أحسن بكثير، وأيضا تفضيل المغربي دبوز على سماعين، بينما يراهن المترشح فرانسوا هولند صراحة على الجزائريين، حيث ذكرت لوباريزيان في مقال عن التوجهات الرياضية لكل مترشح، على أن لاعب فرانسوا هولند المفضل على مدار التاريخ، هو زين الدين زيدان، كما أسهب في ذكر محاسن الثنائي المتألق، سمير ناصري وكريم بن زيمة، وهما من أصول جزائرية، وقال إنهما قد يقودان منتخب الديكة لإحداث مفاجأة مدوية في كأس أوربا للأمم القادمة، والتي ستجري أياما قليلة بعد الإعلان عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ويراهن فرانسوا هولند بقوة على التمكن من استمالة نجمي ريال مدريد ومانشستر سيتي، وبدرجة اقل زين الدين زيدان، في أن يكونوا إلى جانبه رغم انشغال الثنائي الأول بالبطولات الكروية القوية، سواء مع نادييهما أو منتخب الديكة، خاصة أن والد بن زيمة الذي يمتلك فيلا في ليون، يرفض قطعا أن يحشر ابنه أنفه في السياسية، وتأتي مراهنة فرانسوا هولند على خلفية تواجد اثنين من مستشاريه من مواليد الجزائر، وهما البرلماني قادر عريف مهندس معماري الذي ولد في 3 جويلية 1959 بالعاصمة الجزائرية، وفوزي لمداوي الذي ولد في 19 نوفمبر 1962 بقسنطينة، وهو مهندس في الإعلام الآلي، وهما اللذان باشرا منذ نوفمبر الماضي اتصالاتهما بكل المغاربيين، لأجل أن يكونوا مع مترشحهم فرانسوا هولندا.. يبقى السؤال هو ما بعد الانتخابات الرئاسية؟