أعلن فوزي لمداوي، المنتخب عن الحزب الاشتراكي الفرنسي في بلدية ارجنتاي بضواحي باريس، اعتزام حزبه إرسال وفد إلى الجزائر مطلع الخريف القادم، في زيارة لشرح موقف الحزب المناهض لمشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخاص بنزع الجنسية عن الفرنسيين من أصول أجنبية المتورطين في أعمال جرائم. وأوضح لمداوي، المنحدر من أصول جزائرية والموجود حاليا بالجزائر لمتابعة مباراة الجزائر-الغابون، أن الوفد سيترأسه سكرتير الحزب، البرلماني فرانسوا هولاند، وانتقد لمداوي ما أسماه بعدائية ساركوزي تجاه المهاجرين في فرنسا معتبرا أن التمييز الممارس في فرنسا أصبح يهدد التناغم الاجتماعي في المجتمع الفرنسي، متهما الرئيس باستعمال مشروع التضييق على المهاجرين للترويج المبكر للانتخابات الرئاسية 2012 ومداراة الفضائح والفشل الذريع لسياسته الاقتصادية، داعيا الجمهوريين إلى التجند وراء موقف موحد لصد أي محاولة لخرق الدستور من طرف ساركوزي الذي يفترض به أن يكون حاميه الأول والضامن لمبدأ المساواة بين المواطنين بدون تفرقة، خاصة وأن الدستور الفرنسي يقر في مادته الأولى أن فرنسا جمهورية غير قابلة للتقسيم وبأنها دولة علمانية اجتماعية ديمقراطية. كما تنبأ لمداوي بفشل المشروع إذا حافظت المؤسسات الفرنسية، وعلى رأسها المجلس الدستوري ومجلس الدولة على استقلاليتها للحيلولة دون خرق الدستور. يذكر أن الإجراءات الجديدة المتخذة من قبل حكومة فرانسوا فيون المتعلقة بالهجرة والأمن المرتقب صدورها في شهر سبتمبر من طرف وزارة الهجرة الفرنسية أعلن عنها في أعقاب الحوادث التي شهدتها مدينة غرونوبل بين شباب مهاجرين ورجال الدرك الفرنسي تعرض خلالها هؤلاء إلى عملية إطلاق نار، لاقت استنكارا واسعا من قبل الهيئات والتنظيمات الفرنسية كان آخرها بيان اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الفرنسية التي اعتبرت المشروع بمثابة التفريق بين المواطنين بحجة العمل على تحقيق الأمن، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى خلق التمييز العنصري، وهو ما يعتبر تناقضا مع مبدأ المساواة بين المواطنين من شانه ضرب الاستقرار في مجال حقوق الأجانب.