أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كراهيته للإسلام والمسلمين بشكل صريح، وأكد ذلك أنه يوافق وزيره للداخلية كلود غيون بشأن سمو الحضارة الغربية عن باقي الحضارات، وتأتي هذه التصريحات في إطار حملة منظمة من قبل قصر الإليزيه لكسب أصوات اليمين المتطرف بعدما نجح في ذلك في رئاسيات 2007. جهر ساركوزي بعدائه للإسلام يريد منه اللعب على وتر أصوات الناخبين الفرنسيين كما فعل في رئاسيات 2007، خاصة من اليمينيين المعروفين بعدائهم للإسلام والمسلمين، فالرئيس الفرنسي دعم تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيان، بخصوص عدم تساوي الحضارات والذي أكد بأنه كان يقصد الإسلام في رده على رسالة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهذا التحامل كان سعيا منه للإبقاء على حظوظه لإعادة انتخابه لولاية ثانية، كما أن منافسة اليمين المتطرف زادته تطرفا بعد ظهور نتائج عمليات سبر الآراء تعلنه خاسرا أمام مترشح الحزب الإشتراكي، والمعروف على حزب ماري لوبان «الجبهة الوطنية» كرهه للإسلام ومغازلته لليهود، ويشكل هذا الحزب خطرا على وعاء ساركوزي الانتخابي ما جعله يدخل منعرجا خطيرا بإعلانه عدائه للإسلام، ولا يخفى على أحد تشبع ساركوزي بالفكر العنصري اليهودي الصهيوني، فهو ينحدر من أسرة كاثوليكية ذات أصول يهودية، ولعل إعلانه عن مشروع اتحاد المتوسط الذي يضم إسرائيل خير دليل على مسعاه العنصري. وتشير التقارير الإعلامية بفرنسا بأن خطة العداء للإسلام رسمت بقصر الإليزيه من قبل مستشار ساركوزي «باتريك بويسون»، وهو متعاطف وإطار سابق في اليمين المتطرف، ونقل عنه موقفه بضرورة الهجوم على الإسلام لنيل أصوات الناخبين أصوات اليمين المتطرف بدل الإصلاحات أو ارتفاع نسبة البطالة، وهي استراتيجية لحزب ساركوزي للانتصار على مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف، ومنعها من الحصول على 500 إمضاء للترشح للرئاسيات، ليكون وحده الممثل الشرعي لليمين المتطرف، ومواجهة فرانسوا هولند الاشتراكي ندا للند، غير أن هذا الأخير يعتبر الأوفر حظا بالنظر لموقفه اللين بشأن الإسلام، لكن أصوات المهاجرين المسلمين تعد جد مهمة بالنسبة للفرنسيين الذي صوتوا لصالح حق المهاجرين في التوصيت.