كشف مسؤول الإعلام بجماعة "بلعور" الناشطة في الصحراء مصطفى أبو البراء في إدلاءاته للضبطية القضائية خلال التحقيق معه بأن جماعة بلعور تملك شريط فيديو مسجلا يصور أحداث اختطاف السياح الألمان واحتجازهم كرهائن إلى غاية تسليمهم من طرف أمير المنطقة الخامسة عبد الرزاق البارا سنة 2003، وماتزال الجماعة تحتفظ بهذا الشريط. كما كشف أبو البراء بأن بداية نشاطه مع الجماعات الإرهابية كانت سنة 1993 عندما التحق بالجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" بمنطقة غرداية تحت إمارة مختار بلمختار المكنى "أبو العباس خالد" المكنى بلعور، وصرح بأن سبب التحاقه بالجماعة هو أن أخاه ابراهيم غريقة المكنى ابراهيم الأفغاني كان يأتي بأشرطة فيديو من أفغانستان وكانوا يشاهدونها في المنزل، وتصور الأشرطة معارك القتال في أفغانستان والبوسنة والشيشان وعندما التحق بالجماعة كانت تنشط بين غرداية ومتليلي والمنيعة وكانوا يقومون بسرقة السيارات في الصحراء ويتوجهون لبيعها في مالي والنيجر ويشترون بثمنها الأسلحة والذخيرة الحربية، وكل ذلك تحت إمارة الأمير الوطني جمال زيتوني في تلك الفترة، وفي سنة 1996 انتقلت نفس الجماعة إلى منطقة بوكحيل التابعة لولاية الجلفة التي كانت تأوي جماعة كبيرة من الإرهابيين، وفي تلك الفترة أصبح بلعور أميرا على المنطقة التاسعة وكانت مهمتهم شراء الأسلحة من النيجر وإدخالها للجزائر وتوزيعها على جميع الجماعات الإرهابية الناشطة في الجزائر، أما باقي أفراد الجماعة، فكانت مهمتهم وضع الحواجز المزيفة في الصحراء وقتل العسكريين والمدنيين. وقال بأنهم في سنة 1997 بلغهم خبر من الجزائر العاصمة عن طريق المدعو عبد الرزاق أبو رميسة مفاده أن الجماعة الإسلامية المسلحة انحرفت عن هدفها وأصبحت تقتل أشخاصا مدنيين أبرياء، وفي تلك الفترة قرر بلعور الإنشقاق والرحيل للصحراء ثم الدخول للنيجر في أواخر سنة 1997 والإستقرار في مدينة النيجر وبالضبط بقرية "البدعة" مع الأعراب، وهي قبيلة تسمى "لتواج" التي كان يقيم بها شخص جزائري يدعى علان حسان الذي كان يوصلهم إلى بائعي الأسلحة في النيجر. وفي سنة 1998 عندما أصبح حسان حطاب أميرا وطنيا على الجماعة السلفية للدعوة والقتال اجتمعوا مرة أخرى مع مختار بلمختار وأصبحت جماعتهم تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكانت المكالمات الهاتفية تجري ما بين بلعور وحسان حطاب باستمرار وواصلوا مهمتهم المتمثلة في شراء الأسلحة. وأوضح كذلك بأنه كان يقوم بالحواجز المزيفة على الطريق الرابط بين الأغواط وآفلو من أجل جمع الأموال والمؤونة من خلال ابتزاز المواطنين، وأنهم قضوا خلال أحد الحواجز المزيفة على شرطيين وخمسة مدنيين، وأنه قام ضمن هذه الكتيبة بتنفيذ كمين في منطقة تدعى "مسقم" شرق المنيعة على دورية جمارك وتم حجز أسلحتهم وسيارتين والإستلاء على ألبستهم وتركوهم محتجزين، وفي طريقهم للعودة اشتبكوا مع دورية تابعة للجمارك، فقضوا على أحد أفرادها واستولوا على ستة رشاشات وخمسة مسدسات آلية وثلاث سيارات. وكشف أنه في سنة 2003، بينما كان في منطقة تدعى "النعمة" بمالي ينتظرون النصف الثاني من الأسلحة المتفق عليها مع المدعو جعفر ولد الداة اتصل بهم أمير المنطقة الخامسة عبد الرزاق البارا، وهذا بعد علمه بوجودهم هناك، وطلب منهم مساعدته ووعدهم بمساعدتهم بحصص من مال الفدية الذي سيحصل عليه من وراء تسليم الرهائن الألمان، وطلب منهم مساعدته في عملية التفاوض مع أهالي السياح الأجانب، وعند وصول البارا وجماعته إليهم انقسموا إلى جماعتين وتنقلوا للبحث عن رؤساء القبائل الموجودة في مالي لمساعدتهم في الإتصال بدول الرهائن لتسهيل عملية التفاوض، وقد استطاع البارا التفاوض مع عدة قبائل مالية حول قضية الرهائن واختار "عياد أقعالي" زعيم قبيلة بمالي، لمكانته المرموقة في المنطقة وسمعته الحسنة لدى باقي القبائل، وتقدم المدعو عياد إلى الحكومة المالية وأخبرها بتفاصيل قضية البارا والرهائن الألمان الذين يحتجزهم البارا، وتكفل والي ولاية "قاوا" بمالي بالتفاوض مع البارا، وقد سلم البارا، حسب اعترافات المتهم، 14 رهينة مقابل 5 ملايين أورو، وأنه في تلك الفترة كان سكان القبائل يتوافدون عليه لغرض بيعه مسدسات رشاشة، وهذا بعد علمهم بالمبلغ المالي الكبير الذي حصل عليه كفدية، بعدها ذهبوا إلى تشاد، وكانوا حوالي 47 فردا بقيادة البارا، وفي الطريق وجدوا حوالي 30 سائحا آخرين، فقاموا بالإستلاء على سياراتهم الثلاثة من نوع تويوتا ومبالغ مالية بالأورو وآلات تصوير وجهاز "جي بي آس" وهو جهاز للإسترشاد، وتركوهم دون أن يقوموا باحتجازهم. وبتاريخ 10 مارس 2004 كانوا في منطقة تدعى "زورا" تبعد عن جبل "تيبستي" بحوالي 20 كلم، فوقع الإشتباك بينهم وبين الجيش التشادي، مما أدى إلى مقتل الكثير منهم وفرار الآخرين الذين احتضنتهم الحركة التشادية المتمردة التي خدعتهم بعد أن كانت قد طمأنتهم، حيث قامت بتسليمهم للحكومة المالية. جميلة بلقاسم:[email protected]