كشفت جلسة الإستماع لمسؤول الإعلام بجماعة بلعور المدعو "نور الدين غريقة" المدعو مصطفى أبو البراء، عن عدة تفاصيل وحيثيات حول الطرق والمسالك التي كانت تسلكها جماعة بلعور من أجل الوصول للنيجر وشراء الأسلحة من القنابل وإدخالها للجزائر وتوزيعها على مختلف الجماعات الإرهابية الناشطة تحت إمرة حسان حطاب بعيدا عن أعين قوات الأمن، كما كشف المتهم الوحيد الموقوف ضمن أربعة متهمين في القضية عن حيثيات جديدة تتعلق بقضية اختطاف السياح الألمان سنة 2003. مؤكدا أن أعيان القبائل في النيجر قدموا لهم الكثير من المساعدة من خلال تزويدهم بالأسلحة الثقيلة مقابلع مبالغ مالية كانت الجماعة تحصلها من بيع السيارات المسروقة. وقائع الجلسة كما تمت: - أنت متابع بأربع جنايات هي الانتماء لجماعة إرهابية مسلحة تنشط في الخارج، نشر الرعب في أوساط السكان، المتاجرة بالأسلحة واستيراد أسلحة ممنوعة نحو الجزائرة واختطاف رعايا أجانب، وهي وقائع تورطت فيها منذ التحقت بصفوف الجماعات الإرهابية سنة 1993 إلى غاية 2004 ، وقد صرحت للضبطية القضائية بأنك تأثرت بالجهاد من خلال مشاهدتك لأفلام تحرّض على الجهاد والقتال جلبها لك شقيقك إبراهيم غريقة من أفغانستان، ومن ثم اقتنعت بفكرة الجهاد فالتحقت بالجماعات الإرهابية، فما قولك؟ = ماذكر في قرار الإحالة غير صحيح، لأن هذه الاعترافات قلتها تحت الضغط. أنا اعترفت بالانضمام لجماعة إرهابية، واعترف أمامكم بذلك، لكن هناك تصريحات قلتها تحت الضغط، وهي في الواقع غير حقيقية مثل تصريحاتي بأني تأثرت بالجهاد على طريق الأفلام البوسنية والشيشانية التي كان يجلبها أخي إبراهيم غريقة المكنى أبو إسحاق والتي تتضمن عروضا عن المقاتلين من البوسنة والشيشان، وكذلك عروضا عن التدريبات التي كانوا يتلقونها في أفغانستان، وتصريحاتي المتعلقة بأن أخي هو الذي أقنعني بفكرة الجهاد كذلك صرحت بها تحت الضغط، حيث اضطررت إلى القول لهم بأن أخي اتصل بي بعد عودته من أفغانستان سنة 1993 وطلب مني أن أذهب لمقابلته في وهران، وأني ذهبت فعلا لوهران والتقيته هناك في غرفة داخل الحي الجامعي بالسانيا، وقلت بأنه كان هناك معه خلال هذا اللقاء سبعة إرهابيين آخرين مرافقين له، وهناك أقنعوني بفكرة الجهاد والانضمام إلى الجماعة الإرهابية التي ينتمون إليها، وقلت لمصالح الأمن والضبطية القضائية إنني ذهبت لوهران والتقيت أخي إبراهيم وسبعة إرهابيين معه، ولكن الواقع أن أخي حكى لي هذه الوقائع عن شخص آخر، وأنا نسبتها لنفسي تحت ضغط مصالح الضبطية القضائية، واضطررت للقول بأنه أقنعني بالالتحاق بالجماعة الإرهابية المتواجدة في غرداية والانضمام إليهم، ولكن الحقيقة أن أمير الجماعة مختار بلمختار المكنى أبو العباس اتصل بي عن طريق الإرهابي عبد الرحمان هيبة الملقب أبو سالم سنة 1994 الذي جاءني وأخبرني أن مختار بلمختار "بلعور" يريد أن يتحدث إليّ وحدد عبد الرحمان لي موعدا معه، وهنا التقيت مختار بلمختار رفقة الإرهابي بشير بيدة المكنى عوزير الذي قضي عليه سنة 1995. - وكيف علم مختار بلمختار أنك ترغب في الانضمام للجماعة قبل أن يرسل لك عبد الرحمان هيبة؟ = هو يعرفني لأنني شقيق براهيم غريقه نائبه الأول الذي ذهب معه إلى أفغانستان وهو صديقه أيضا، قال له بأني فار من قوات الأمن فاتصلوا بي، كانوا يتصلون بأي واحد يسمعون بأنه فار من قوات الأمن ليعرضوا عليه الالتحاق بهم، وهذا مافعلوه معي. - وأين التقيت مختار بلمختار وجماعته في غرداية؟ = لا، التقيته في متليلي. - وهل حاول التأثير عليك؟ = قال لي "هل تريد الانضمام للجماعة" قلت له نعم، أنا فار من قوات الأمن، وأنتم تنشطون في الصحراء، ولذلك أريد أن التحق بكم، لأن النشاط في الصحراء يبعدني عن أعين مصالح الأمن، ومن ثم التحقت بهم. - ولماذا كنت فارا من قوات الأمن؟ = لأنهم كانوا يأخذونني كل يوم يستجوبونني ويطلقون سراحي، ثم يعودون في اليوم الموالي ويأخذونني كذلك ليستجوبوني، كانوا يضغطون عليّ كل يوم بسبب شقيقي إبراهيم غريقة، منذ أن سمعوا عنه بأنه التحق بالجماعات الإرهابية وهم يستجوبونني كل يوم، صرت أخاف منهم ولهذا هربت حتى لايجدونني. - وماهي أول هجمة إرهابية شاركت فيها؟ أليس الهجوم الذي نفذته جماعة الأعور على مقر الشرطة الذي توفي فيه 13 شرطيا سنة 1993؟ = لا. لم أشارك في هذا الهجوم. - ولكنك قلت لمصالح الأمن بأنك شاركت فيه؟ = عندما نفذ هذا الهجوم لم أكن قد التحقت بعد بالجماعة. بل قام به مختار بلمختار وجماعته وكان معهم أخي إبراهيم غريقة الذي كان قد رجع من أفغانستان بعد تلقيه تدريبات هناك، أخي شارك في الكمين الذي نصب للشرطة والذي ذهب ضحيته 13 شرطيا ولهذا أنا هربت. - ولماذا قلت لمصالح الأمن بأنك شاركت فيه إذاً؟ = قلت ذلك تحت الضغط والتعذيب ولم أكن صادقا فيما قلته لمصالح الضبطية القضائية. - وبعد أن التحقت بالجماعة أين ذهبت معهم؟ = التحقت بكتيبة الشهادة التابعة للجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" عن طريق مساعدة الإرهابي "عبد الرحمان هيبة" الملقب أبو سالم الذي قضي عليه سنة 1995، وكانت هذه الكتيبة متواجدة في متليلي، وقام أبو سالم باستئجار منزل في مدينة المنيعة، والواقع أن أبو سالم ليس هو المستأجر بل المنزل استأجره لنا باسمه شخص كان يعمل معنا يدعى الطالب عمر، استأجره لنا باسمه وبقينا مختبئين في ذلك المنزل، وأثناء تواجدنا به كان الإرهابي بشير بيدة المدعو عوزير الذي قضي عليه سن 1995 يقوم بتدريبنا على كيفية استعمال الأسلحة وتفكيكها إلى غاية سنة 1996. - ولم تنفذوا أي عملية إرهابية خلال هذه الفترة؟ = لا، لم نقم بأي عملية حتى ذهبنا إلى النيجر. - حدثنا إذا عن ذهابكم للنيجر؟ = بقينا مختبئين في ذلك المنزل بالمنيعة حتى سنة 1996 عندما جاءنا أمير الجماعة مختار بلمختار الملقب أبو العباس رفقة خمسة أفراد من مجموعته إلى المنزل حيث كنّا نختبئ، وكانوا مسلحين برشاشات من نوع كلاشنيكوف. - ولكنك تقول بأنه طرح عليكم التخطيط لبدء العمليات، وأنكم فعلا بدأتم العمليات من خلال تنفيذ عمليتين شاركت فيهما تحت إمارة بلمختار، الأولى في غرداية قتلتم فيها شرطيا قرب منزله بحي ثنية المخزن بعد ترصده، واستوليتم على سلاحه. والثانية قمتم باغتيال عسكريين واستوليتم على سلاح أحدهم، فماذا تقول؟ = هذه العمليات أنا بريء منها، نحن كنا في المنيعة، عندما نفذ بلمختار هذه العمليات في غرداية، عندما نفذها بلمختار كان معه أناس تدربوا في أفغانستان، لم يكن بلمختار يعتمد علينا لتنفيذ مثل هذه العمليات لأننا كنا جددا بالنسبة للعناصر المدربة في أفغانستان التي كانت معه في المجموعة، الاعتماد علينا كان مخاطرة غير مضمونة النتائج بالنسبة له في مثل هذه العمليات، لذلك لم يكن يعتمد علينا، وهذا ما لم تقتنع به المخابرات الجزائرية، عندما قلت لهم أنا لم أشارك في هذه العمليات لهذا السبب، لم يصدقوني، وتحت الضرب والضغط قلت لهم نعم، وأصبحت أقول نعم على كل شيء يسألونني عنه. - وهل كنت تترصد للشرطي والعسكريين الذين اغتالتهم الجماعة وتحضر المعلومات للعناصر المكلفة بتصفيتهم؟ = لا، أنا منذ أن هربت بقيت مختبئا متخفيا، إلى مابعد تنفيذ هذه العمليات جاءنا بلمختار فذهبنا معه، ولما ارتكبوا كل هذه العمليات أنا لم أكن في غرداية، وحسب ما حكى لي بلمختار فإن هناك عناصر أخرى كانت مكلفة بالترصد. - هناك عمليات نفذت في غراية، الجماعة قامت بالاستيلاء على سيارات تابعة لشركات وطنية، كان سائقو هذه السيارات يترددون على فندق في غرداية، وقد استوليتم على سياراتهم؟ = أنا لم أشارك في عملية الاستيلاء على السيارتين، أنا شاركت في عمليات أخرى فيما بعد. - حسب أقوالك لما بدأتم الاستيلاء على السيارات بدأتم تدخلون إلى النيجر لتبيعوها هناك وتشترون بثمنها الأسلحة؟ = نعم هذا صحيح. - ماهي أول عملية شاركت فيها للاستيلاء على السيارات؟ = سنة 1996 شاركت في عمليتين رفقة عناصر الجماعة بعد عملية ترصد سيارات شركتين عموميتين، العملية الأولى قمنا خلالها باقتحام فندق بغرداية واحتجزنا مدير الفندق والعمال والسائقين، ونزعنا مفاتيح السيارات للسائقين وأخذنا السيارتين، وركبنا في السيارات متوجهين للنيجر لكي نبيع السيارات بالعملة الصعبة ونشتري بثمنها الأسلحة من النيجر، أنا كنت حاضرا في عملية البيع، التسليم والاستلام بالنيجر رفقة مختار بلمختار والبقية أيضا، لكن المسؤول الأول هو بلمختار، وأنا كنت معهم فقط. - من هو الشخص الذي كان بلمختار يتصل به ليرتب الموعد قبل أن تذهبوا معه للنيجر؟ = هو "علان حسان" وهو شيخ كبير يوجد في حالة فرار من قوات الأمن الجزائرية، وهو جزائري الجنسية، وتاجر كبير، كان يعرفه كل الأعيان هناك وكان هو يعرفهم كذلك، وكانوا يثقون فيه ويحبونه، هذا الشيخ هو الذي فتح لنا الطريق لكي نبدأ استيراد السلاح من النيجر، وهو الذي كان يساعدنا على ذلك وأصبح همزة وصل بيننا وبين النيجريين الذين كانوا يبيعون لنا السلاح. - وعلان حسان مع من كان يتعامل؟ = مع "دحو" وهو نيجيري، كانوا ينسقون كلهم مع بعض. - إذن خلاصة كل هذا أنكم أخذتم السيارتين اللتين استوليتم عليهما في غرداية إلى النيجر واتصلتم بعلان وعلان اتصل بدحو لكي تتمكنوا من بيع السيارتين؟ = نعم. - بكم بعتموهما؟ = ب14 مليون صفة مالية (العملة المالية تسمى صفة)، وهذه المبالغ كلها اشترينا بها الأسلحة. - ماذا اشتريتم؟ وكم؟ = 12 قطعة رشاش كلاشنيكوف، و30 ألف رصاصة (طلقة) وقاذفة صواريخ مضادة للدبابات من نوع "آر.بي جي7" و15 قذيفة و7 رشاشات من نوع "آفم.بي.كا"، وبعدها رجعنا للجزائر، وهذه كانت أول خرجة لنا إلى النيجر. - كيف قسمتم السلاح لما رجعتم؟ = "بلمختار بلعوم" كان هو من ينظم كل شيء، نحن لانستطيع أن نسأله عن شيء، لكن سأقول لكم ما رأيته بالمنيعة بعد عودتنا من النيجر، جاءت مجموعة إرهابية من الأغواط وأخذت نصيبها من السلاح. - وأنتم؟ = ذهبنا لجبل بوكحيل. - من كان أميرا في منطقة بوكحيل وهي المنطقة التاسعة آنذاك؟ = واحد من الأغواط يدعى عبد الرحمن. - أليس عيسى كروم؟ = نعم إسمه الحقيقي عسى كروم ولكنه يدعى عبد الرحمن، كان أمير المنطقة التاسعة، ولما قضت عليه قوات الأمن أخذ مكانه بلمختار... - وكان هناك صراع مع شخصين آخرين أليس كذلك؟ = نعم، انتقلنا إلى منطقة بوكحيل التابعة لولاية الجلفة وكانت تأوي جماعة كبيرة من الإرهابيين، لم يتفقوا على الشخص الذي يتولى إمارة المنطقة خلفا لعيسى كروم، عقدوا اجتماعا للفصل في الأمر، لكن الخلافات اشتدت، فتدخل حسان حطاب الذي كان قد أصبح أميرا وطنيا للجماعة السلفية للدعوة والقتال وعيّن مختار بلمختار أميرا للمنطقة التاسعة. - كيف كان التنظيم مقسما؟ = هناك القيادة الرئيسية وهي القيادة الوطنية ثم هناك قيادة لكل منطقة، القيادة الرئيسية يتولاها شخص واحد وهو الأمير الوطني للتنظيم "حسان حطاب" المدعو "أبو حمزة"، كل السلطات في يده. - وبعد؟ = بعده يأتي أمراء المناطق، الأولى، الثانية، الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، السابعة، الثامنة والتاسعة. - وبلمختار على أي منطقة كان أميرا؟ = في الأول كان أمير جماعة بوكحيل، وبعد وفاة أمير المنطقة عين بلمختار أميرا للمنطقة التاسعة. - وهذه المناطق كيف يتم تقسيمها؟ = حسب السكان، بعض المناطق تشمل ولايتين، والبعض ولاية واحدة وتكون فيها عدة جماعات، مثلا الصحراء كان فيها عدد قليل من السكان، وصنفت كمنطقة واحدة هي المنطقة التاسعة، وتشمل عدة ولايات. - وبعد أمراء المناطق، ماذا يأتي؟ = أمراء المجموعات - وبلمختار كان في البداية أمير مجموعة في المنيعة وغرداية؟ = نعم. - وبعد وفاة عيسى كروم أمير المنطقة التاسعة، قام حطاب بتعيين بلمختار مختار الذي كان أميرا لمجموعة بوكحيل على رأس المنطقة التاسعة؟ = نعم. - والمنطقة الأولى من كان يرأسها؟ = لا أعلم. - أليس عماري صايفي المدعو عبد الرزاق البارا؟ = لا أعلم. - إذن تمركزتم في جبل بوكحيل تحت إمارة بلمختار مختار الذي أصبح أمير منطقة وليس أمير جماعة، وذلك بعد أن عدتم من النيجر؟ = نعم. - ثم ماذا فعلتم بعد تمركزكم هناك؟ = الجماعة التي أنتمي إليها قامت بعمليات عديدة أنا لم أشارك في كل العمليات، لكن ذكرت لكم كل العمليات سواء التي شاركت فيها أو التي لم أشارك فيها، لكنهم في الضبطية القضائية نسبوا لي كل العمليات التي قامت بها الجماعة. - قلت بأنكم نفذتم عمليتين بعد استقراركم في جبل بوكحيل؟ = نعم. - وهما العملية الأولى ضد شركة الأنابيب بغرداية والتي قتلتم 5 عمال أجانب فيها وعكسريين، والعملية الثانية ضد شركة أخرى تابعة لسوناطراك استوليتم فيها على 5 سيارات وشاحنة ومؤونة. = نعم. - بعد عودتكم من العملية الثانية وقعتم في اشتباك مع رجال الدرك الوطني؟ = نعم، لكن أنا لم أكن حاضرا في هاتين العمليتين، وإذا كنت قد حكيتهما للضبطية القضائية بالتفصيل، فليس لأنني شاركت فيهما، بل لأن زملائي في الجماعة سردوا علي كل تلك التفاصيل. العمليتان نفذتا تحت إمارة بلمختار، وأخي إبراهيم، أما أنا، فقد كنت في بوكحيل ولم أكن معهم في غرداية في تلك الفترة لما نفذوا العمليتين. - وبعد استلائكم على السيارات الخمس؟ = لما حصل بلمختار على السيارات خبأها في الصحراء، في مكان آمن وترك الحراسة عليها، وجاء إلى عندنا، حيث كنا في جبل بوكحيل بالجلفة، وحكى لنا ما حدث، وقال لنا سنترك الأمور تهدأ، وبعدها نرتب الأمور لنذهب إلى النيجر، وفعلا رتبنا الأمور وانطلقنا للنجير وكان الإتصال بين مختار بلمختار وعلان حسان لترتيب الموعد وعملية البيع والشراء والإستلام والتسليم، وبعنا السيارات ورجعنا بالأسلحة. - وهل كنت حاضرا في العملية؟ = نعم. - بكم بعتم السيارات؟ = لا أعلم، لم أكن أهتم بمعرفة هذه التفاصيل ولكني رأيتهم يستلمون كميات من السلاح، ولا أعلم بالضبط كم. - في الرحلة الأولى اتصل علان بدحو لإحضار السلاح لكم، وقلت لنا بأن دحو هو نيجيري الجنسية، وفي الرحلة الثانية بمن اتصل علان؟ = اتصل بشخص آخر هو "أحمد ولد سيداني" وهو نيجيري كذلك. - إذن، أكيد أن خمس سيارات عادت عليكم بكمية هائلة من الأسلحة، قل لنا كم بالضبط؟ = 18 رشاشا من نوع كلاشينكوف، قاذفة صواريخ مضادة للدبابات من نوع "أر.بي.جي 7"، 22 قذيفة ورشاشا آليا من نوع "آف ام بي كا"، 6 رشاشات من نوع "جي 3"، و45 ألف طلقة ومسدس من صنع عراقي. - ولما عدتم بكل هذه الأسلحة أين ذهبتم؟ = إلى جبل بوكحيل. - وماذا عن المنزل الذي كنتم في السابق تختبئون فيه بالمنيعة؟ = انتهى، لم نعد إليه أبدا. - وماذا فعلتم في بوكحيل؟ = وقع الخلاف في الجماعة، وقال لنا بلمختار بأن جماعة "الجيا" انحرفت عن مسارها، لذلك سننشئ تنظيما إرهابيا وحدنا في الصحراء، فتبعناه وبقينا معه في جماعته. - لما رجعتم من النيجر ماذا أحضرتم معكم؟ = أحضرنا معنا 5 أشخاص كانوا يتدربون في أفغانستان وهم جزائريون أرادوا الرجوع للجزائر ولم يجدوا طريقا لدخول الأراضي الجزائرية، أحضروا لنا المدعو "سيداتي" وأخذناهم معنا لجبل بوكحيل، مختار بلمختار هو الوحيد الذي كان قادرا على إدخالهم للجزائر، نحن لم نكن نعرفهم. - ماذا جاءوا يفعلون؟ = لا أعلم، ربما ليجاهدوا. - ولماذا بلمختار الوحيد الذي يمكنه مساعدتهم لدخول الجزائر؟ = لأنه هو الوحيد الذي كان ينشط في الصحراء، لا أحد كان ينافسه، في الشمال كانت هناك عدة جماعات، لكن في الصحراء كان هو فقط. - لمّا كنتم تصلون للحدود الرسمية كيف كنتم تعبرونها، هل كنتم فعلا تسلكون المسالك الجبلية لكي لا يراكم حراس الحدود؟ = الحدود مناطق شاسعة، كنا نمشي، ونمشي ونمشي حتى نجد أنفسنا في النيجر، لم يكن هناك لا حراس ولا حواجز أمامنا، وكنا نتبع بلمختار. - وكيف لا تتيهون في الصحراء؟ = بلمختار كان يتقدمنا، وكان يحمل جهاز "جي بي آس" للإسترشاد به، ونحن نتبعه. - قلت لنا بأن الجماعة السلفية انحرفت عن الخط، فانسحب بلمختار وحاول الإستقلال بجماعته، فهل نفذتم عمليات إرهابية لصالحهم، بعد انشقاقكم؟ = نعم، قمنا بعدة حواجز مزيفة للحصول على المؤونة والمازوت. - وقبلها لما كنتم في جبل بوكحيل من أرسل لكم حسان حطاب؟ = أرسل لنا الإرهابي أيوب المكلف بالإتصالات الدولية وشخصا آخر معه، وهما شخصان كانا مرسلين من عند بن لادن من تنظيم القاعدة، وكانا مزودين بالخرائط والآلات، وكان هدفهما معرفة الجماعة الإرهابية في الجزائر، كيف تعمل وكيف تسير واستطلاع الأمر. - كيف جاءا؟ = ذهب بلمختار للصحراء رفقة جماعة من مقربين، نحن لم نفهم لماذا، ولم نعرف سبب ذهابه للصحراء، ولما رجع أحضر معه هذين الشخصين، ففهمنا أنه ذهب للقائهما وإحضارهما، وقال لنا بأنه أيوب، وبعدها انطلق أيوب متوجها للقاء أمير الجماعة، فقتل في الطريق سنة 2000. - نريد أن نفهم، أنت كنت تنتمي للجماعة السلفية للدعوة والقتال أم للجيا؟ = في البداية التحقت بالجيا، ولما التحق بلمختار بحسان حطاب تبعته، لأنني كنت تابعا لجماعة بلمختار. - يعني أنتم تسايرون التغيير؟ = نعم كنا في البداية في جماعة الجيا ثم أصبحنا مع الجماعة السلفية. - وهل انضممتم للقاعدة؟ = لا، في تلك الفترة كان الحديث عن القاعدة مجرد كلام، سمعت بلمختار يتكلم ويقول بأنه يرغب في الإلتحاق بها، والتنسيق الحقيقي بدأ عند مجيء أيوب وصاحبه لاستطلاع الأمر. - حدثنا عن الرحلة الثالثة التي شاركت فيها نحو الدول الحدودية مع الجزائر وبالضبط نحو مالي؟ = عندما تمركزنا في جبل بوكحيل مررنا بظروف صعبة أصابتنا الشدة وكنا عرضة للموت بسبب الجوع، نظرا لمحاصرتنا من طرف قوات الجيش، فقررنا الخروج من جبل بوكحيل للصحراء، متوجهين لمالي، مكثنا هناك، وقد أعجبنا الحال، فبقينا في مالي إلى غاية سماعنا اختطاف السياح الألمان من الإذاعات ووسائل الإعلام، لم نكن نعلم من اختطفهم، هل البارا أم جماعة أخرى، لم نفهم وقد أدت عملية الإختطاف إلى محاصرتنا بسبب انتشار قوات الجيش في كل ربوع الصحراء، لم نتمكن من التحرك لمدة 5 أشهر، حتى جاء عماري صايفي المدعو عبد الرزاق البارا لمالي وسمع من أعيان القبائل عن وجودنا في مالي، فخبأ السياح الألمان في مكان آمن ووضع عليهم الحراسة وحمل المؤونة وانطلق بحثا عنا حتى وجدنا في مالي وحكى لنا القصة كيف نفذها. - ولكن البارا اتصل بكم من قبل طالبا منكم مساعدته؟ = نعم اتصل بمختار بلمختار وطلب منه المساعدة وعرض عليهم اقتسام الفدية معه. - البارا نقل السياح الذين اختطفهم حتى الحدود الجزائرية واتصل بكم انطلاقا من أنه كان على علم بأنكم متواجدون بمالي، وطلب منكم المساعدة، وأنتم قبلتم، طبعا هذا كله وقع مع أميركم بلمختار، وبعدها التقيتم وانقسمتم إلى مجموعتين، واحدة ذهبت نحو شرق مالي والثانية أخذت الاتجاه المعاكس بغرض الإتصال بشيوخ القبائل المالية، لكي تقوم هذه الأخيرة بالإتصال بالحكومة المالية وتتفاوض معها حول إطلاق سراح السياح الألمان، احكي لنا هذه التفاصيل؟ = نحن كنا مجموعة تابعة لمنطقة بوكحيل ومجموعة البارا تابعة للشرق، وهي إمارة وحدها، والبارا هو الذي اختطف، والبارا لما قرر الإختطاف لم يأخذ الإذن من حسان حطاب ولم يخبره، بل عثر عليهم في طريقه، وجدهم تائهين بعد أن دخلوا الصحراء دون مرشد، فاختطفهم. - كيف اتصلتم بالقبائل لإبلاغهم بطلب التفاوض على الإفراج مقابل الفدية؟ = نحن لم نباشر أي اتصالات، البارا قام بكل الخطوات وبعد انتهاء القضية التقينا وحكى لنا كل شيء، نحن لم نر السياح أبدا، هو خبّأهم، وهو الذي طالب بالفدية، نحن لم نكن تابعين لمجموعته. المهم أن رئيس القبيلة كان رجلا نبيها ونزيها، ففوضوه للإتصال بالحكومة المالية، وبدأت الإتصالات بين رئيس القبيلة والبارا، واشترط البارا 5 ملايين أورو كفدية على كل سائح، لكن في النهاية رست المفاوضات على 5 ملايين أورو كفدية على كل السياح، وكان يتم الإتصال بالحكومة المالية عن طريق هذا الوالي. - هل لديك معلومات عن التسليم؟ = لا، نحن كنا نتابع ونترقب انتهاء العملية حتى تتفرق عناصر الجيش التي كانت تطوق الصحراء، لكي نتمكن من التحرك، وبعد أن سلم البارا السياح واستلم الفدية جاء يبحث عنا وحكا لنا كل التفاصيل. - وبعدها تحركتم؟ = نعم. - أين ذهبتم؟ = المجموعة رجعت للجزائر، وأنا قدمت طلبا لكي يسمحوا لي بالذهاب مع البارا، لأنه قال لنا بأنه سيبقى ينشط في الصحراء، وأنا أحب الصحراء كنت أريد البقاء مع من يبقى في الصحراء، هم عادوا وأنا بقيت مع البارا، توغلنا في الصحراء حتى دخلنا تشاد، ووصلنا إلى جبل "تيوسي"، وهنا حاصرتنا قوات الجيش، وقتلت منا مجموعة كبيرة. - وكيف وقعتم في يد الحركة من أجل العدالة والديمقراطية التشادية المعارضة للنظام التشادي والمتمردة عنه؟ = لم تكن منتظرة، فاجأتنا في طريقنا، كنا نريد الهروب من قوات الأمن، والإبتعاد عنها، لكي نجد الأمن والإستقرار، وعند الإشتباك مع الجيش هربت واختفيت بين الصخور إلى غاية انتهاء الإشتباك ودخلت بعدها جبال "تيبستي"، وتفرق كل العناصر، حيث كل واحد فرّ بجلده وبحياته، فاستقبلتهم الحركة التشادية عندما خرجوا في الليل واحتضنتهم وطمأنتهم، لكنها سلمتهم للحكومة التشادية التي سلمتهم للجماهرية الليبية، والجماهرية الليبية بدورها سلمتهم للجزائر بتاريخ 14 جويلية 2004. - وهنا انتهت رحلتك التي بدأت من وهران إلى المنيعة وغرداية ثم النيجر ومالي ثم التشاد، ولما سلمتكم الحركة التشادية المتمردة لليبيا كم كان عددكم؟ = إثنان، أنا والمدعو جرمان كمال. - لما كنت تتكلم صرحت بأنك كنت مكلفا بالإعلام في الجماعة؟ = نعم؟ - ومادمت أنت مكلف بالإعلام لماذا جاء مسؤول الإتصالات الخارجية ولم يتركوك تتصل به؟ = جاء مكلفا من حسان حطاب إلى الصحراء، الأمر يتجاوزني. الكلمة لممثل الحق العام: - هل كنت تنتقل معهم لنقل المعلومات في الصحراء في إطار عملي كمكلف بالإعلام؟ = أنا أنشط في الإعلام في منطقة بوكحيل فقط، أما المكلف بالإعلام في الجماعة، فهو عبد البر. - ماذا كنت تفعل إذن؟ = أنسخ الأشرطة التي يحضرونها لي (إصدارات، دروس، تسجيلات خاصة ببعض الإشتباكات، تسجيلات لعمليات تمشيط، قصف مروحيات)، كانوا يسجلونها ويدخلون عليها بعض الكلمات ويرسلونها لي جاهزة لأنسخها. - ألم تكن تنتقل للمعارك وتصور؟ = لا، نحن في بوكحيل كنا ضعفاء جدا في الإعلام. - ماذا كان عندك كسلاح؟ = كلاشينكوف. - لماذا تحمل السلاح وأنت مكلف بالإعلام فقط؟ = أي عنصر يفرض عليه حمل السلاح ضروري، لأن من لا يحمله يعني بالنسبة لهم أنه يعرض نفسه للخطر، ولكني لم أستعمله أبدا، كنا نتجنب المواجهة مع عناصر الأمن والجيش بأمر من حسان حطاب على أساس أننا كنا مجموعة ضعيفة. - هل أخذت حصتك من المال الذي أخذه البارا كفدية مقابل الإفراج عن السياح الألمان؟ = لا، ماذا أفعل بالمال في قلب الصحراء، لا فائدة من المال هنا. بعد مجيء المصالحة أنا أعلم بأن الظروف القاسية في الصحراء لا تسمح للعناصر المسلحة الناشطة بتسليم نفسها، وأعلم أن الكثير منهم يريدون تسليم أنفسهم، لكنهم لا يستطيعون، وأنا لما كنت أنشط معهم، كان هدفي البحث عن مكان آمن وبعيد عن مصالح الأمن والجيش، كنت أهرب من المواجهة معهم، هذا الهدف لم أكن أكشف عنه للبارا أو لمختار بلمختار، لأنه لا يمكنني الكشف عنه، لكن الواقع هو أنني كنت أريد الفرار من الجيش فقط، لم أكن أرغب في القيام بالعمليات الإرهابية أبدا وكنت دائما في الصفوف الخلفية. - كم كان نصيبكم من الفدية الخاصة بالسياح؟ = لا أعلم، أنا لم آخذ، نحن كان همنا النجاة وليس الفدية. جميلة بلقاسم:[email protected]