أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة النظر في قضية حسان حطاب وجماعته إلى الدورة الجنائية المقبلة بسبب غياب دفاع المتهم " ع. حميدة"، وبالمقابل رفضت المحكمة الطلب الذي تقدم به دفاع المتهم "ب.محمد" من أجل الإفراج المؤقت عنه رغم أن المحامي استند في طلبه إلى أن موكله يعانني من مشاكل صحية. القضية تضم 12 متهما متابعين بتهم إنشاء جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب وخلق جو انعدام الأمن في أوساط السكان والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وحيازة أسلحة نارية وذخيرة والسرقة باستعمال السلاح الناري ووضع المتفجرات في بنايات ذات منفعة عامة وخاصة أدت إلى وفاة عدة أشخاص ، غير أن خمسة من بين المتهمين ال 12 استفادوا من العفو وأفرج عنهم في إطار المصالحة الوطنية، وهم "أ. بوعلام"، "ش. فاتح"، "ل. نور الدين"، "م. مصطفى"، "و. سعيد" وأربعة آخرين في حالة فرار وهم حسان حطاب ، "ب. كمال"، "م. أيت الهادي"، "م. رشيد"، ومتهم كان توفي لقي أثناء فترة توقيفه وهو "م. أرزقي"، ليبقى الموقوفان الوحيدان في القضية هما كل من "ع. حميدة" و"ب. محمد" اللذان استثنيا من تدابير المصالحة الوطنية لتورطهما في وضع قنابل ومتفجرات في أماكن عمومية أدت إلى وفاة عدة مواطنين وحسب قرار الإحالة إلى محكمة الجنايات فإن وقائع القضية و تعود إلى سنة 2004 تبعا لمعلومات وردت لمصالح الشرطة القضائية العسكرية التابعة لدائرة الاستعلام والأمن في إطار مكافحة الإرهاب مفادها أن الإرهابي "ع. حميدة" المكنى أبو خالد يتنقل بكل حرية بين ولاية تيزي وزو وولاية بومرداس لتنسيق الاتصالات لفائدة أمير التنظيم الإرهابي الجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب ، فقامت مصالح الأمن بتقفي آثاره وترصده بمدينة تيزي وزو رفقة إرهابي آخر وفاجأتهما بالزي المدني غير أن الإرهابيين دخلا في اشتباك معها مما أدى إلى إصابة الإرهابي "ب. محمد" المكنى عمر بطلقات نارية في حين أوقف الإرهابي "ع. حميدة" المكنى أبو خالد الذي اعترف بمشاركته في العديد من العمليات الإرهابية من بينها المشاركة رفقة حوالي 70 إرهابي تحت إمرة المدعو أبو يحي أمير المنطقة الثالثة في مهاجمة ثكنة عسكرية بقرية ببلدية بغلية ببومرداس وذلك باستعمال القاذف الصاروخي والأسلحة الخفيفة وقنابل تقليدية مما أدى إلى مقتل مجموعة كبيرة من أفراد الجيش الوطني وجرح عدة إرهابيين. البريد الإلكتروني على الانترنت للاتصال بين الجماعة السلفية داخل الوطن والجماعة في ألمانيا وكشف المتهم في اعترافاته بأنه قام أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب باستدعائه سنة 2000 وكلفه بتنسيق العمل مع كل من مسؤول الإعلام الإرهابي عبد البر والإرهابي المدعو "ع. محمد يوسف" بصفته المكلف بالاتصالات الخارجية وممثل الجماعة الإرهابية المقيم بدولة ألمانيا المسمى "مصطفى . أ" وهما الإرهابيان اللذان كلفاه بدورهما بإدارة وتنسيق العلاقات الخارجية حيث طلبا منه الإشراف على ربط الاتصال بين الداخل والخارج عبر الإنترنت وذلك بالعمل على إنشاء شبكة اتصال ببلدية دلس كما سلموه رقم هاتف الإرهابي "أ. مصطفى" المقيم بألمانيا للاتصال به في حال تعذر وصول الإرساليات عبر مواقع شبكة الانترنت على أن يقوم بتغيير رقم الهاتف كل أسبوعين حتى لا ينكشف أمره. كتيبة "الأعور" كانت تزود الجماعة السلفية بالأسلحة من المالي والنيجر بأمر من حسان حطاب وصرح أنه كان يزود "م الهواري" بالأقراص المرنة التي كان يتسلمها من الإرهابي أبو بصير وأن الإرهابي "م. الهواري" كان يتلقى رسالات إلكترونية عبر موقع في الأنترنت من"أ. مصطفى" ويقوم بدوره بتسليم هذه الرسائل الإلكترونية ل "أبو بصير" و"عبد البر" ، وكشف بأن كتيبة مختار بلمختار المدعو "الأعور" التي كانت تنشط بصحراء الجنوب الجزائري كانت مكلفة بإدخال الأسلحة من دولتي مالي والنيجر، و الإرهابي "م. نصر الدين" الذي هو عضو فيها كان مكلفا بالاتصالات مع "أ . مصطفى" بألمانيا عن طريق م". الهواري" بواسطة البريد الإلكتروني ويقوم هو أي "ع. حميدة" بنقل هذه الرسائل إلى كل من الإٍرهابي أبو بصير وعبد البر، ويضيف المتهم "ع. حميدة" في اعترافاته بأن كتيبة الأعور كانت تزود الجماعة السلفية لدعوة والقتال بالأسلحة التي تقوم باقتنائها من دولتي مالي والنيجر وذلك بأمر من أمير التنظيم حسان حطاب الذي كلف الأعور بذلك. وصرح المتهم بأن الهدف من إنشاء شبكة اتصالات خارجية هو إرسال أشرطة فيديو مسجل عليها جميع الأعمال التي كانت تقوم بها الجماعات الإرهابية داخل الوطن ضد قوات الجيش الوطني الشعبي ، غير أن إلقاء القبض على الإرهابي معوش الهواري من طرف مصالح الأمن أدى إلى انقطاع الاتصالات مع "أ. مصطفى" في ألمانيا. ملازم سابق في الجيش زود حطاب بمعلومات سرية حول نقاط ضعف حوامات الجيش واعترف بأنه في سنة 2001 حصل على رقم هاتف الإرهابي المسمى "م رشيد" الذي كان في سويسرا ودخل معه في اتصالات هاتفية فأخبره "رشيد .م" بأنه سوف يرسل له هاتفا نقالا ليسلمه إلى حسان حطاب وبعد ستة أشهر جاءه الإرهابي "خ. كريم" وسلمه فعلا جهز هاتف نقال ليسلمه لحسان حطاب، وكشف بان الملازم "خ. علي" قد زود حسان حطاب بجميع المعلومات السرية الخاصة بالحوامات المتمثلة في نقاط ضعفها والترددات الهرتزية المستعملة خلال الاتصال. وصرح أيضا بأنه كان على اتصال بالإرهابي "د. عبد النور" الذي سلمه مبلغ 150 مليون سنتيم بغرض القيام بمشروع استثماري تجاري يتمثل في شراء زورق للصيد ترجع أرابحه لفائدة الجماعة غير أن المشروع لم يعد عليهم بأي أرباح. وكشف كذلك بأن الإرهابي المدعو أسامة التابلاطي أحضر له عن طريق الوسيط محرز حنين منظارا مدنيا اشتراه بمبلغ 20 ألف دينار وأخبره بأنه سيزوده بمسدس مقابل 10 ألاف دينار وآلة خاصة تستعمل في تزوير الأختام والوثائق مقابل 30 ألف دينار وجهاز إعلام آلي بلواحقه مع تكاليف ربط الجهاز بشبكة الأنترنت غير انه سرعان ما قطع الاتصالات به لأن كان يشك في انه يتعامل مع الأمن. وكشف بأنه اتصل بشخص يدعى "ح. توفيق" وسلمه مبلغ 50 أورو بغرض شراء جهاز لتقوية العضلات كما سلمه آلة كاميرا للتصوير معطلة ليصلحها له ويبيعها ويسلمه ثمنها، وكشف أيضا بأنه اتصل بالمسمى "ز.عبد الكريم" وطلب منه استخراج جواز سفر باسمه بغية التنقل إلى سويسرا للالتحاق بالإرهابي "م. رشيد" وتسليمه رسالة خطية من أمير التنظيم حسان حطاب لينقلها إلى "م. رشيد" الذي ينتظره بالمطار للتنسيق معه بغية إدخال عتاد تقني محظور للجماعة. وصرح أيضا بان الصحفي هو عنصر دعم وإسناد للجماعة الإرهابية وأنه عمل على تزويد الجماعة بعدة وثائق مزورة وأختام دولة مزورة وأن أربعة إرهابيين منهم تونسيين والإرهابي "أسامة المرداسي" دخلوا أرض الوطن انطلاقا من أفغانستان بعد أن تلقو تدريبات عسكرية هناك والتحقوا بجماعة حسان حطاب . أما المتهم "م". م. أرزقي" فقد صرح بأن "ع. حميدة" طلب منه البحث عن آلات تصوير فيديو أي كاميرات لشرائها كما كلفه بنقل رسالة لإمام مسجد الحراش "الشيخ عبد الناصر" تتضمن أسئلة فقهية وبعدها جاءه المسمى "خ. كريم" وسلمه أشرطة فيديو وأشرطة سمعية وأقراص مضغوطة تحريضية وطلب منه إخراجها إلى فرنسا وان يقوم بنسخها وتوزيعها في السوق الوطنية بالجزائر بهدف تحريض الناس وإقناعهم بفكرة الجهاد. جميلة بلقاسم:[email protected]