أجلت بلدية تولوز عملية دفن جثمان الشاب الجزائري، محمد مراح، بسبب ما اعتبرته أنه من غير اللائق دفنه في المدينة التي قتل فيها ضحاياه، في وقت تتخوف فيه الجالية الجزائرية من نشر فيديوهات عمليات قتل الضحايا الجنود الفرنسيين واليهود الأربعة على شبكة الأنترنت، من طرف الشخص الثالث الذي يبحث عنه الأمن الفرنسي، بعد امتناع قناة "الجزيرة" عن نشر الفيديوهات، لأسباب قالت إنها مهنية. وطلبت بلدية "تولوز" جنوب غرب فرنسا تأجيل جنازة محمد مراح 24 ساعة، لإنها اعتبرت من "غير اللائق دفن الجهادي" في المدينة التي كانت مسرحا لجرائمة، وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن رئيس بلدية "تولوز" بيار كوهين اليهودي الديانة،راسل الوالي الإداري للمقاطعة، لإخباره أن دفن محمد مراح الجزلائري الأصل في مدينة تولوز "غير لائق"، وطلب تأجيل الدفن 24 ساعة، في انتظار ما ستقرره السلطات العليا الفرنسية. وكان من المفترض أن تتم عملية دفن محمد مراح الشاب ذي 23 ربيعا الجزائري الأصل، على الساعة الخامسة من مساء أمس بتوقيت فرنسا، حسب تصريح عبد الله زكري ممثل عميد مسجد باريس، الذي يشرف بتكليف من عائلة الضحية على جنازة محمد مراح. وأكد ذات المسؤول الجزائري في حديثه ل "الشروق" أن قرار رفض إستقبال جثمان الشاب الجزائري، محمد مراح، جاء بقرارات عليا جزائرية، حيث قال "كنت في مكتب قنصل الجزائر بتولوز، بصدد إتمام إجراءات نقل الجثمان، لكن القنصل تلقى اتصالا من مسؤول سام بالخارجية الجزائرية، أعلمه بقرار منع الترخيص لاستقبال جثة محمد مراح، الذي قضت عليه قوات النخبة الفرنسية، بسبب اتهماه بقتل الجنود الفرنسيين والأطفال اليهود في مدينة تولوز خلال هذا الشهر". وفي ذات السياق، قال أنور مالك الناشط الحقوقي الجزائري في فرنسا "كل الجالية العربية والإسلامية، خاصة الجزائرية، تتابع باهتمام قضية مراح، الذي قتل على يد النخبة الفرنسية، وأكبر شيء يخشاه المسلمون والعرب، والجزائرييون بصورة خاصة، عمليات انتقام قد يشنها المتعصبون، في حال نشر الفيديوهات على الشبكة العنكبوتية الأنترنت، من طرف الشخص الثالث الذي أرسل هذه الفيديوهات إلى مكتب قناة الجزيرة في فرنسا، التي رفضت بث مشاهد قتل الجنود الثلاث واليهود الأربعة". وعن قرار رفض السلطات الجزائرية استقبال جثمان محمد مراح على ارض الوطن ودفنه في مسقط راس والده، فقال أنور مالك "الكثير من الجزائريين هنا في المهجر يستغربون هذا القرار، حيث لا مبرر له، فمن حق أي جزائري أن يدفن في بلده، كما أنه لا يعقل أن تتعامل الجزائر بموقف إبعاد التهمة عن نفسها". من جهة أخرى، قال ذات المتحدث "الذين ينتقدون على الجزيرة عدم نشر الفيديوهات التي سجلت خلال عمليات قتل اليهود والجنود الفرنسيين، في الوقت الذي نتشر هي وغيرها من وسائل الإعلام العالمية صورا أفضع عن ما يحدث في سوريا، فإن الفارق كبير، فما يحدث في سوريا هو إرهاب دولة ضد شعب، وأما ما حدث في تولوز وقضية مراح، فهي جريمة فرد في حق أفراد آخرين، كما أن نشر هذه الفيديوهات يؤدي إلى تنامي الكراهية الكبيرة، والحقد بين الجاليات المختلفة في فرنسا، وشعوب البحر المتوسط.