كان موضوع ضرورة مواجهة انتشار آفة المخدرات التي تتطور بشكل ملفت في بلادنا وتنخر قوته الحية المتمثلة فئة الشباب محل لقاء دراسي انعقد أمس الخميس بقسنطينة. وفي هذا الإطار أجمع كل من الدكتور بن عراب رئيس جمعية مكافحة تعاطي الكحول والمخدرات المبادرة بهذا اللقاء الذي جرى بالمركز الثقافي بن باديس وكذا محمد الصالح عبد النوري مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات بأن مكافحة هذه الآفة لا تقتصر على الدولة ومؤسساتها فحسب بل تتطلب تجنيد كل القوى الاجتماعية. وأوضح المتدخلان بأن "الجزائر مهددة بهذه الظاهرة العالمية محذران من أن المخدرات تعبر كل الحدود وتخترق كل الحواجز إلى أن وصلت إلى مدارسنا ومنازلنا" داعين المجتمع للتجند لصد هذا الخطر الذي "لا يمكن اعتباره أمرا محتوما". واستنادا للسيد عبد النوري فإن الجزائر التي ظلت إلى حد الآن تعتبر من طرف الهيئات الدولية منطقة عبور للمخدرات بدأت تنزلق إلى صنف الدول المستهلكة. ودعم المتدخل قوله بكمية المخدرات المحجوزة من طرف مصالح الأمن الآخذة في التصاعد خاصة وأن الأمر أصبح يتعلق -كما قال- بمخدرات ذات تأثير أقوى مثل "الكوكايين" قبل أن يشير إلى الطابع العالمي لهذه الآفة والرهانات الكبيرة التي تمثلها والتضامن "النشط" بين شبكات تهريب المخدرات الوطنية والدولية. وكشف في ذات السياق بأن "المخدرات هي حوالي 500 مليار دولار سنويا من المداخيل التي تحقق من خلال تسويقها والتي تفوق مداخيل البترول وتأتي في المرتبة الثانية بعد المداخيل التي تجنى من بيع الأسلحة" مذكرا كذلك بالعلاقة الوطيدة بين هذه الآفة والمشاكل المرتبطة بتبييض الأموال. وأوضح مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والكحول من جهة أخرى بأن الدولة الجزائرية تتوفر على مخطط لمكافحة هذه الآفة وتعطي الأولوية في إطار هذه الإستراتيجية لجانب العمل الوقائي مع منح أهمية للردع وإشراك المجتمع في محاربة هذه الظاهرة. وتميز هذا اليوم الدراسي الذي حاول منشطوه الإحاطة والإلمام بجوانب مختلفة لهذه المسألة بمشاركة شخصيات طبية بارزة مثل البروفيسور فراجي رئيس قسم الأطباء بمركز علاج المدمنين على المخدرات بمستشفى أفيسان بباريس (فرنسا) والبروفيسور ريدوح رئيس قسم الأطباء بمركز التكفل بالمدمنين على المخدرات للبليدة وكذا البروفيسور حبيباش من المركز المماثل للجزائر العاصمة فضلا عن مسؤولين بقطاعي العدالة والأمن الوطني. وأج