إنشاء مراكز لاستقبال المدمنين بات أكثر من ضرورة أكد الدكتور بن عراب عبد الله، رئيس جمعية مكافحة الإدمان على الكحول والمخدرات، في ندوة صحفية عقدها مساء أول أمس بمقر عيادته، على ضرورة إنشاء مراكز استقبال للمدمنين في كل ولاية من ولايات الوطن، كون هؤلاء في تزايد ملحوظ ومنهم من يريد التخلص من مشكلته، ليشير في ذات السياق أن بعض الولايات عرفت انتشار مادة الكوكايين والهيرويين مؤخرا وهذا ما يعتبر أمرا خطيرا يستدعي بذل أقصى الجهود لإيجاد حل سريع وناجع للحد من هذه الظاهرة. ويرى المتحدث أن الوقاية يجب أن تبدأ من المدارس والثانويات هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فالمدمن بحاجة إلى علاج نفسي وعقلي، لكن في غياب الأطباء النفسانيين المكوَّنين في هذا المجال فإن الأمر يعد مستحيلا، كون الأطباء النفسانيين يخافون مواجهة المدمن، لذا يطالب الدكتور بن عراب بتكوين في هذا الإطار. فهناك الكثير من الأطباء النفسانيين البطالين الذين لهم الحق في التوظيف وبالتالي الاستفادة منهم. ويذكر الدكتور بن عراب بوجود مركز واحد على المستوى الوطني الذي يقع بولاية البليدة ويتسع ل240 سريرا وهو بطبيعة الحال كما قال لا يلبي الحاجيات بتاتا وقد أبدى رئيس الجمعية تخوفه الكبير في حال بقاء الأوضاع كما هي، فقد يصل بنا الأمر إلى استحالة الخروج من منازلنا بعد السادسة مساء كما صرح. وقد كشف الدكتور بن عراب في لقائه عن نتائج أول دراسة قامت بها الجمعية والتي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني وتعتبر ولاية قسنطينة السباقة لها وهي دراسة إحصائية تبعا لطريقة (TSMP) خُصّ بها المدمنون من 18 سنة فما فوق وكان ذلك من 15 إلى 20 أفريل الماضي، وجنّد لها ثلاثة فرق يتكون كل فريق من ثلاثة عناصر هم في الأصل طلبة في السنة الخامسة جامعي (شعبة الطب) والذين وزعوا على ثلاثة أحياء شعبية وهي: حي الأمير عبد القادر، حي بوذراع صالح ووسط مدينة قسنطينة (المدينة القديمة حي الجزارين وحي رحبة الصوف) وكان ذلك على مستوى المقاهي ونوادي الأنترنت وقد بلغ عدد الأشخاص 215 شخصا، طرحت عليهم أسئلة مختلفة ومن خلال الأجوبة يتم التنقيط المتبع وقد أسفرت هذه الدراسة عن النتائج التالية: من بين المدمنين هناك (58٪) يتعاطون كل أنواع المخدرات باختلافها، 24٪ (يتعاطون القنب الهندي) (11٪) الأقراص المهلوسة، 3.5٪ (الكحول)، 1.5٪ (دواء CODEINE)، وهذا كما سماه الدكتور هو مخدر خاص بالفقراء بالإضافة إلى (2٪) يتعاطون المخدرات عن طريق استنشاق الغراء وسوائل أخرى (Dissolvant, diluant). أما عن معدلات الأعمار فإن نسبة 52٪ تتراوح أعمارهم ما بين (18 و30 سنة)، 27٪ (من 30 إلى 40 سنة)، 18٪ (30 سنة) و1٪ (50 سنة) أغلبهم عزابا أي بنسبة 75٪ في حين أن 28٪ هم تلاميذ بالإكماليات وطلبة بالثانويات. وحسب نفس الدراسة، فإن 20٪ هي النسبة الخاصة بمحاولات الانتحار من طرف هؤلاء، إذ الثلث (3 / 1) عن طريق مختلف الأدوية والثلثان (3 / 2) عن طريق شرط أو شق المعصم (بآلة حادة) وقد ثبت وأن ظاهرة استهلاك المخدرات هي في انتشار في الأحياء الجامعية الخاصة بالبنات وهذا من خلال تحريات أجرتها ولازالت تجريها الجمعية في الوسط الجامعي. يبقى التذكير، حسب الدكتور بن عراب، بأن التوعية والتكفل الطبي سيكون لهما الدور الفعال والأثر الإيجابي في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع، وهو يأمل أن تكون هناك مراكز استقبال للمدمنين في أقرب الآجال. كما لم يفوت الفرصة لينوّه بمجهودات الطلبة في إنجاز الدراسة رغم الصعوبات الكبيرة والمضايقات المختلفة التي واجهتهم. للإشارة، فإن هذه الدراسة ستقدم في »الملتقى الدولي حول البحث العلمي في إعداد السياسات الوطنية لمكافحة المخدرات« الذي سيشرف على تنظيمه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها وهذا بالتعاون مع مجموعة (بومبيدو) التابعة للمجلس الأوروبي وذلك يومي 03 و04 ديسمبر المقبل، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس بالجزائر العاصمة. إيمان زيتوني