طالب الدكتور عبد الله بن عراب رئيس الفيدرالية الوطنية لمكافحة الإدمان بتحويل الديوان الوطني لمكافحة المخدرات من وزارة العدل إلى رئاسة الحكومة، قصد فتح المجال أمام الوزارات الأخرى لإنشاء شبكة وطنية بمشاركة جميع الفاعلين في مختلف المجالات والاختصاصات اقترح بن عراب خلال اليوم التحسيسيى الدراسي الذي نظم نهار أمس من قبل المديرية الولائية للأمن الوطني بالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية لمكافحة الإدمان، بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، إدراج مادة المخدرات في مختلف المؤسسات التربوية، وبجميع أطوارها من قبل وزارة التربية الوطنية ودراسة نفس المادة وكيفية التعامل مع المتعاطين بكليات الطب ووضع هذه الآفة ضمن أولويات الصحة العمومية. من جهة أخرى، قدم البروفيسور بلماحي رئيس مصلحة طب السموم بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، إحصائيات عن عدد الوفيات وسط الأشخاص المدمنين الذين يتم تحويلهم لذات المصلحة، حيث كشف أن ثلث المتوفين من النساء بنسبة 32 بالمائة، بينما يمثل عدد الوفيات وسط الرجال نسبة 68 بالمائة، مشيرا إلى أن عدد المتعاطين للمخدرات الخفيفة والممثلة في القنب الهندي والكحول، يشكل نسبة 75 بالمائة. وتطرق نفس المتحدث إلى حصيلة عناصر الدرك الوطني المتعلقة بما تم حجزه من الكيف المعالج خلال السنة الماضية والخمسة الأشهر الأولى من السنة الجارية. البروفيسور كشف أنه خلال إجراء التحاليل الطبية على بعض الأشخاص تأكد وجود مواد مخدرة داخل أجسامهم إلا أنه عادة ما تكون عبارة عن نباتات طبيعية على غرار “العرعار” ونبات “الهبالة”. كما أفصح عن وجود مادة تخلط مع الكوكايين تفقد الشخص الذاكرة تماما خلال مدة معينة، كما تمنع من اكتشافه من قبل الكلاب المدربة لشم الكوكايين وهو ما تفتقر له الجزائر. بدوره أكد الدكتور دارس رئيس مصلحة التكفل بالمدمنين على مستوى مركز سطيف، أن معدل عمر الإدمان بالجزائر يبدأ من عمر 11 سنة، بدليل أن المخدرات أصبحت تتعاطى داخل المدارس الابتدائية والمتوسطات، موضحا في سياق حديثه أن المادة الموجودة في القنب الهندي من شأنها أن تؤثر على الجهاز العصبي، وهو بدوره يؤثر على الذاكرة ويحول دون التحصيل الدراسي للتلاميذ. وقد استنكر نفس المصدر غياب شبكة وطنية لمكافحة الإدمان، بالرغم من وجود جهود متشتتة ملحا على ضرورة الإجماع على إدراج الإدمان ضمن الصحة العمومية، ودق ناقوس الخطر بعد اكتشاف مزارع للقنب الهندي داخل التراب الوطني والخوف من تحول الجزائر إلى بلد منتج. وأضاف الدكتور خلال مداخلته أن قطع الكيف والريفوتريل أصبحت تباع بطاولات بيع التبغ على مستوى الأرصفة، حيث حدد سعر حبة الريفوتريل ب50 دينارا. وعن المركز الوسيط للتكفل بالمدمنين على مستوى ولاية سطيف، قال نفس المتحدث إن الفئة العمرية التي تأتي للمركز تتراوح بين 21 و30 سنة، وتمثل نسبة النساء 3.53 بالمائة، واعتبر نسبة النساء غير دقيقة كون النساء يرفضن التوجه إلى المركز بسبب الحواجز الاجتماعية، مؤكدا على وجود نسبة كبيرة داخل الإقامات الجامعية.