تحولت مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة زوال أمس، إلى محج المئات من المواطنين الذين تجمعوا أمام مدخل المصلحة في حالة هلع وفزع كبيرين بشأن مصير ذويهم من ضحايا تفجيرات مبنى رئاسة الحكومة ومنعرج طريق باب الزوار شرق العاصمة وبالقرب من مقر الأمن الحضري، حيث بلغت الحصيلة في الساعات الأولى التي تلت الانفجار إلى 93 جريحا وثلاثة وفيات من بينهم شرطيان. وتجند للتدخل الاستعجالي مئات الأطباء والممرضين حيث قاموا بالفحوصات الأولية قبل تحويل عدد كبير منهم إلى مختلف المصالح كطب العيون، وجراحة الفك والوجه والأنف والحنجرة، وكذا مصلحة الأمراض الجلدية التي استقبلت جريح من رجال الشرطة. وظلت الأجواء متوترة بالقاعات الاستعجالية حيث وضعت عشرات الأسرة بالمدخل لاستقبال المصابين بشظايا الانفجار وكانت حالات التلطخ بالدماء مروعة في الساعات الأولى واستقرت حالة التوتر فيما بعد، وفي حدود الساعة الثالثة زوالا، تمكن أصحاب المآزر البيضاء من السيطرة على الوضع وإتمام معظم العمليات الجراحية المستعصية، حيث أجريت خمس عمليات بمصلحة طب العيون، إلى جانب عمليات أخرى عامة وبمصلحة جراحة الفك والحنجرة والأنف والأذن، وفق ما أفاد به مدير المستشفى، دهار يحي، في تصريح ل "الشروق اليومي"، والذي قال أن الحصيلة الأخيرة المسجلة في حدود الساعة الثانية والنصف بلغت 141 جريحا باستمرار توافد الجرحى المتأثرين بإصابات غير بليغة و4 وفيات بالمستشفى. وخلال تواجدنا بالمصلحة تقربنا من السيدة "ك.ن" الموظفة بمكتب رئاسة الحكومة والتي تلقت إصابة بالغة على مستوى العين اليسرى بعد تحطم زجاج قصر الحكومة، وقالت "لقد اختبأت تحت المكتب ورغم ذلك أصبت بعيني بعد تحطم الزجاج"، كما تقربت مسؤولة بالرئاسة من مدير المستشفى للاستفسار عن حالة أحد أقاربها. هذا، وقال لنا المدير دهار أن كل المستهلكات والمستلزمات الطبية والأمصال وكذا الطقم الطبي بكل الاختصاصات وشبه طبيين متواجد بالمصلحة، وأفاد أن كل المصابين تكفل بهم داخليا. من جهة أخرى، أكد لنا مصدر طبي أنهم أحالوا معظم المرضى على عطل للعودة إلى منازلهم من اجل فصح المجال لاستقبال المصابين وتوفير الأسرة. على صعيد آخر، أحدثت الصور التي بثتها قناة الجزيرة تجمع فئة من العائلات التي جاءت للمستشفى تبحث عن أقارب لها فقدت بهم الاتصال ولم تعرف أن كانوا من الضحايا أو هم في أماكن أخرى، وهو نفس الشيء للعديد من الجزائريين بالولايات الداخلية الذين استفسروا عهن معارفهم بالعاصمة. بلقاسم عجاج