في الأيام القليلة الماضية، افتتحت في أرض أبو ظبي بالإمارات المتحدة، أكبر معبد للهندوس في الشرق الأوسط، وبعدها بقليل تفاجأنا كجزائريين بمنح السلطات الثقافية لرخصة إقامة حفل لموسيقى الميتل في قلب الجزائر العاصمة، وهي الموسيقى التي أطلقتها المساوينة العالمية، وتُختزل في تحريك الرؤوس ذات الشعور الطويلة، عبادة للشيطان ! وما أثارني حقا، وأنا أحاول فهم ما يجري حولنا، أن العديد من الدول العربية وخاصة منها الخليجية، بدأت تنسل شيئا فشيئا من الدين، باعتباره علامة للتخلف، مع التوجه بسرعة مذهلة نحو كل ما يثير الغرائز من فنون مستوردة، وقوانين مخالفة لروح الشريعة، ومحاصرة واعتقال العلماء الربانيين وزجهم في السجون، وكأني بالأمة تتجه غصبا نحو التصالح مع الشيطان، وغلق أبواب الرحمن. وحتى لا أذهب بعيدا، فإن صور الشباب الجزائري الذي عقد صفقته على ما يبدو مع الشيطان، وهو يمارس منبهرا نوعا من الموسيقى ثبت بالدليل القاطع أنها معادية للدين، وتشجع على الشرك والانحراف، وتعمل على تمجيد إبليس، لا تكاد تبارحني، وهم يتمايلون ويتناطحون كمن تخطفهم الجن، في منطقة قصر الرايس، غير بعيد عن المسجد الكبير وجامع كتشاوة، حيث الترميمات شارفت على الانتهاء، وحيث يعبد الله الواحد الأحد.،، غير أن الصورة لم تكتمل وحدها في ذهني، فالشباب الذي اختار موسيقى الميتل، وعقد صفقته مع الشيطان الرجيم، مارس كل طقوس الفحش في أمان كامل، بينما كان مصير شبابا من الجامعيين المثقفين، خرجوا للتظاهر طلبا لحقوقهم، الزج داخل الحافلات ورميهم بعيدا في الخلاء، وهي صورة مؤذية جدا، لا بد أنها أراحت إبليس ومعاونيه كثيرا، لكنها تركت في أنفس عباد الله حسرة كبيرة. هل هذا ما تريده الماسونية العالمية؟ أم هي إرادة الحكومة العالمية؟ أن يتحول شباب العرب تحديدا إلى مسوخ ممسوخة، إذا ما اقترب هذا الشباب من دائرة التدين والعفة والفضلية، رفعوا في وجهه تهمة التطرف والارهاب، وإذا توجه صوب الفجور والانحلال، تفتح له جميع الأبواب بدعوى التقدم والتنوير ومسايرة العصر. الأمور تبدو بهذه البساطة، لقد صار التوجه إلى المساجد لأداء الصلوات في بلداننا العربية، شبهة لا تمحوها غير غسل العظام بزيارة إلى معبد هندوسي أو كنيسة، وإذا ما تعذر ذلك فلا بد من سهرة في ملهى أو في حفل مسيقي تكون فيه موسيقى الراي والجاز كما هو الحال اليوم في السعودية، هو "صك الغفران" الذي تنجو به من عذاب الدنيا. وفي الحقيقة أن إبليس اللعين يشعر الآن بسعادة غامرة، وهو يرى أنه بات يعبد في أرض الحرمين، كما يعبد في باقي بلدان المسلمين الأخرى، وإلا كيف يعقل أن يلتحف شباب مسلم، وشابات مسلمات يلبسن الحجاب الإسلامي، ملابس سوداء تحمل الرموز الشيطانية والدموية والهياكل العظمية ؟ كيف بأسر تسلم أبناءها وبناتها إلى الشيطان بأيديها بدعوى الانفتاح، ثم باسم الفن الحديث تقام الطقوس الجنسية الجماعية المنحرفة، ممزوجة بالسحر والشعوذة مع علامات قرون الشيطان؟. ان العقل ليطيش من هول ما يحدث في عالمنا اليوم، أين حطمت التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة كل الحدود والقيم والمعتقدات، وليست فرق الميتل المنتشرة في كل الوطن العربي بأسماء وطقوس شيطانية، واعتماد إعداد كبيرة من المشاهير للفكر الماسوني، إلا دليل على أن إبليس اللعين في طريقه للسيطرة على العالم تمهيدا لخروج الدجال بعين واحدة. لقد سمعنا عن أقوام في عصرنا الحالي يعبدون "فرج المرأة" باعتباره إلها يمنح الحياة، وكذلك سول الشيطان للناس أن يعبدوه في أنحاء الأرض كافة، وقد فعلها للاسف حتى في بلاد المسلمين أنفسهم، نعوذ بالله من شر الشياطين وأعوانهم.