(أخبار اليوم) تقتحم حصونهم وتكشف طقوسهم ومعتقداتهم حقائق (مرعبة) عن عبدة الشيطان في الجزائر أردنا التحقيق في الأمر فصدمتنا حقائق مُرّة لم نكن نتصوّر أنها موجودة في الجزائر المسلمة، حقائق تقشعرّ لها الأبدان تخصّ من يسمّون (عبدة الشيطان) في الجزائر. توغّلت (أخبار اليوم) في أوساط هؤلاء من كنّا نظنّ أنهم يعشقون اللباس الأسود والاستماع إلى الأغاني الروك كموضة غربية تجتاح المجتمع الجزائري قبل أن تذهلنا الطقوس التي يمارسونها خلال الاحتفالات الصاخبة التي يقومون بها ومعتقداتهم التي ما أنزال اللّه بها من سلطان، لندقّ من خلال هذا التحقيق نواقيس الرخطر عسى أن يتحرّك من يمكنهم التحرّك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. خاطرت (أخبار اليوم) بولوجها عالم عبدة الشيطان من أجل التحقيق في قضيتهم وهل هو مجرّد تقليد سطحي أم هو واقع يعيشه شباب الجزائر المسلمة في الجامعات؟ بحثنا عن مجموعة منهم، رحّب بنا أفرادها، داعين إيانا إلى الانضمام معهم ك (عابدة للشيطان) -والعياذ باللّه-، كان الأمر أصعب ممّا تصوّرنا، قاموا بأخذنا إلى مقبرة العالية قرب جامعة باب الزوّار من أجل إدخالي عالمهم من خلال إجبارنا على ممارسة طقوسهم وتزويجنا بأحد أفراد المجموعة باستعمال الدم، لكننا تنصّلنا منهم في الوهلة الأخيرة بحجّة أن هناك من يتتبّعنا فضربوا لنا موعدا آخر، تنفّسنا الصعداء لأن المولى عزّ وجلّ قام بحمايتنا. ويسعى عبدة الشيطان بطريقة ذكية إلى زيادة عددهم في الخفاء والمستهدف الأكبر هم الشباب، حيث تقدّم لهؤلاء بطاقات دعوات لحضور حفلات عامّة أو خاصّة، وبالطبع لا تظهر كلّ أشكال ومظاهر العبادة الشيطانية في هذه الحفلات، ليتمّ بعدها تقييم الأفراد الجدد وفرزهم وانتقاء المناسب منهم، ثمّ يتمّ التعرّف عليهم وتعريفهم بالجماعة تدريجيا حتى يصبح العضو الجديد جاهزا تماما للانضمام الكلّي إلى الجماعة. وبعد طقوس الانضمام تكشف الجماعة عن خبايا ممارساتها الشيطانية للعضو الجديد الذي يجد نفسه متورّطا تماما مع الجماعة، حيث لا يستطيع أن ينسلخ منها بعد ذلك. من هم عبدة الشيطان؟ عباد الشيطان هم قوم لا يؤمنون باللّه ولا بالآخرة ولا بالجزاء والجنّة والنّار، لذلك قاعدتهم الأساسية هي التمتّع بملذّات الحياة قبل الممات، لأن الموت هو الذي سيحرمهم منها، لذا يغتنمون هذه الفرصة الآن للاستمتاع بهذه الحياة، ففي معتقداتهم لا حياة بعد هذه الحياة ولا جنّة ولا نار، فالعذاب والنعيم هنا، هذه أهمّ نقطة يركّزون عليها في التخمين، أمّا أعيادهم فهي كثيرة كعيد القديسين (الهالوين)، حيث يزعمون أنه يوم يسهّل عليهم الاتّصال بالأرواح التي تطلق في هذه اللّيلة، أمّا طقوسهم فهي بين أمرين على حدّ تعبير أحد الطلبة الجامعيين بجامعة (هواري بومدين) بباب الزوار، والذي أكّد أنها إمّا طقوس جنسية مفرطة حتى أنها تصل إلى درجة مقزّزة للغاية، وإمّا طقوس دموية يخرج فيها هؤلاء عن الآدمية إلى حالة لا توصف إلاّ بأنها فعلا شيطانية، ولعلّ أدناها شرب الدم الآدمي المستخرج من جروح أعضائهم، وليس أعلاها تقديم القرابين البشرية (وخاصّة من الأطفال) بعد تعذيبهم بجرح أجسامهم وكيّهم بالنّار، ثمّ ذبحهم تقرّبا لإبليس. شروط صارمة وعمل في الخفاء الغريب في الأمر أن عبدة الشيطان يضعون شروطا محدّدة للانضمام إليهم، وعلى كلّ منضمّ تنفيذها دون نقاش أو جدال في مقدّمتها غسل اليدين بالدماء ووضع أوشام مخيفة والإعلان عن طاعة الشيطان، ولابد أيضا من تواجد اللّون الأسود في كلّ شيء، لباسهم، ماكياجهم وحتى غرف نومهم يصير طلاءه أسود وحتى الشراشف. وللعلم، أن الكثير من الطلبة الجزائريين يمارسون نشاطاتهم في خفاء داخل بعض الإقامات الجامعية، وأن نشاطهم يزداد أكثر بعد منتصف اللّيل، حيث يختارون مكانا مهجورا أحيانا يستخدمون فيه الموسيقى الصاخبة التي يرقصون عليها طوال اللّيل حتى يقوم قائد الجماعة بإصدار تعليماته، وعادة ما يذهبون في النّهار إلى المقابر وخاصّة المنسية منها، حيث يقومون بالنبش والبحث عن جثث الموتى، الغريب أنهم يقومون بذبح القطط على أساس أن نفوسها من الشيطان ويشربون دماءها ويلطّخون أجسادهم ووجوههم بها للحصول على حيويتها، ثمّ يذهبون إلى المناطق النائية تماما عن الملأ ليعيشوا فيها أيّاما، لا يضيئون فيها ضوء شمعة وإنما يحيون في الظلام الدامس، علامتهم بينهم رفع أصبعين رمز الشيطان وتلك الإشارة هي السلام فيما بينهم. ما يميّزهم.. تتميّز هذه المجموعات بلبسهم السواد المرتبط بعقيدتهم ويوشمون علامات على أجسادهم ترمز إلى انتمائهم ويلبسون ألبسة خاصّة بهم عليها رسوم وشارات وصور ونياشين تدعو إلى تمجيد الشيطان وفكره وقناعته وملته الإباحية، كما يعرفون بتسريحة شعر خاصّة ويضعون جماجم لشياطين كقلادة، ويمارس هؤلاء الشواذ طقوسهم الغريبة من شرب دماء بعضهم كتعبير عن الولاء، حيث يقومون بخدش أجسامهم بشِفرة حِلاقة ليمتصّوا دماء بعضهم. كما أن الانضمام إلى المجموعة يكون عن طريق مدّ الشخص المعني جسده على الأرض لتقوم بقية المجموعة (بالتبوّل) عليه وممارسة الفاحشة من اللواط والسحاق على طريقتهم الشيطانية التي لا تعرف للأفعال المخلّة حدودا، كما أن مبدأهم هو المدافعة عن إبليس الذي يعتبرونه مظلوما. عبدة الشيطان يوسّعون نشاطاتهم في الجزائر ربما يظنّ البعض للوهلة الأولى أن من يطلق على تسميتهم (عبدة الشيطان) ما هم إلاّ جماعة من الغارقين في الانحراف من غير أيّ سند فكري، والحقيقة أن هذا الانطباع خاطئ في تصوّر النّاس. فجماعة (عبدة الشيطان) منتشرة في العالم، بل واختاروا بعض الجامعات الجزائرية لممارسة طقوسهم التي أقلّ ما يقال عنها إنها غريبة جدّا وبعيدة كلّ البعد عن معتقداتنا الإسلامية، في وقت يؤكّد فيه بعض المختصّين أن الفراغ والغنى وغياب الهدف السامي من الحياة جميعها أسباب مباشرة وغير مباشرة في ظهور (عبدة الشيطان). الكثير من المشاكل والأحداث التي تحصل في مجتمعنا الجزائري، أشكال وألوان من البدع تظهر لنا في كلّ يوم، في البداية لا نصدّق أنها موجودة بيننا، لكن لا تلبث أن تنتشر بسرعة، إمّا عن طريق الكلمات الغريبة أو المظاهر المقزّزة، والتي قد يقوم بها البعض بجهل منهم بأصلها ومعناها. ومن بين هذه الموضات (ستايل الروك) أو كما يسمّيه أصحابه (عبدة الشيطان)، حيث انتشرت هذه الفئة بصورة مخيفة نوعا ما في بعض الجامعات الجزائرية التي لم تتفطّن بعد إلى هذه الطقوس الغريبة التي باتت تمارس داخل الحرم الجامعي في خفاء، في حين تمارس معظم هذه الطقوس الجنونية في حفلات بموسيقى صاخبة وسواد كبير. حكايات غريبة يروي بعض الطلبة الجامعيين المقيمين في بعض الإقامات الجامعية ل (أخبار اليوم) أن لعبّاد الشيطان شعراء متخصّصون في كتابة الكلمات التي تعظّم الشيطان وتسبّ الرحمان وتثير الغرائز وتلهبها، كما أن لهم ملحّنين دمجوا تلك الكلمات بموسيقى صاخبة ذات إيقاع سريع، وهو ما يميل إليه بعض شباب هذا العصر، وأكثر ما يسمعه عبّاد الشيطان هي موسيقى (الهيفي ميتال) و(الهارد روك). ويجدر التنويه بأن الموسيقى عند (عبدة الشيطان) هي وسيلة لتعطيل الحواس البشرية ونوع من أنواع التخدير العقلي حتى تقبل أفكارهم دون تمعّن أو تفكير، ولأن عالم فطرة الإنسان هادئ يميل دوما إلى هدوء الأعصاب والابتعاد عن الصخب والصراخ اخترع أصحاب الشيطان موسيقاهم الخاصّة بهم، فهي مزيج من الصخب والضجيج الذي يصمّ الآذان ويوتّر الأعصاب وتميل بالإنسان إلى الصرح والجنون والتخبّط أرضا، وأطلقوا على تلك الموسيقى أسماء لا تخلو من النفور والتقزّز والخوف، مثل (السبت الأسود)، (الروك الجنسي)، (الأسود القاسي) و(الروك الماجن). فتاة تروي مأساتها ل (أخبار اليوم) تروي إحدى ضحايا عبدة الشيطان فصول مأساتها ل (أخبار اليوم) قائلة: (بدأت القصّة مع دخولي السنة الجامعية الثانية، تعرّفت على مجموعة من الشباب اعتبرتهم أصدقاء لأنّي كنت أحسّ بالوحدة، كنت مبهورة بنمط معيشتهم فقد كانوا لطفاء وظرفاء ومحبّين للموسيقى وموسيقى الميتال بصفة خاصّة، بدأت قصّتي معهم بحبّي لطريقة كلامهم ولباسهم الأسود فاستغلّوا حبّي لهذا اللّون وعشقي للموسيقى لتبدأ رحلتي معهم، كنت أقابلهم يوميا في النادي الموسيقي لجامعة هواري بومدين لتعلّم عزف الغيتار، كان من ضمنهم أبناء شخصيات مهمّة وحتى وزراء سابقون أو حاليون وزعماء سياسيون وأبناء الطبقة المثقّفة، حديثهم كان دائما لبقا وفي حدود الأدب، لم أحسّ ولو لدقيقة واحدة بأنهم يريدون إيذائي بالعكس. بقيت على هذا لمنوال لمدّة 3 أشهر كاملة، مجرّد لقاءات مع أصدقاء لأتعلّم الموسيقى إلى أن بدأت ألاحظ أشياء لم أتفطّن إليها قبلا، لم يكن معتقدهم مجرّد لباس وموسيقى فقط، فمرّة سمعت أحدهم يتحدّث عن الإسلام لكنه كان حديثا مشينا، يتكلّم عن أشياء غريبة لم أفهمها إلاّ لاحقا، حديث عن تقديس شخص اسمه أنتون ليفي لم أعرف من هو هذا الشخص إلاّ لاحقا، حيث كان البعض منهم يدخل في حالات غريبة بمجرّد أن يسمع أو يعزف موسيقى الميتال، حالة تشبه الجنون، كنت أستغرب لكنّي فهمت لاحقا أنهم يتعاطون نوعا من الحبوب المخدّرة. إلى غاية الآن كلّ شيء تقريبا طبيعي، عدا بعض الأمور الغريبة التي كنت أراها أحيانا إلى أن جاء يوم عرفت فيه حقيقة هذه المجموعة، فقد جاءتني إحدى الفتيات وأخبرتني بأنه يجب أن أنضمّ إلى المجموعة بشكل رسمي فاستغربت الموضوع، لكنني صدّقتها، المهمّ طلبت منّي أن أحضر باكرا جدّا إلى الجامعة للقيام بذلك وإن تطلّب الأمر خروجي على الساعة الخامسة صباحا لأننا يجب أن نكون وحدنا، لم أفهم الموضوع في بداية الأمر، لكنني أردت الانضمام إليهم فعلا. في الصباح الباكر مرّ عليّ أحد أصدقائي من تلك المجموعة واصطحبني إلى الجامعة أين اِلتقينا بفتاتين هناك من المجموعة أيضا، والتي كانت مكوّنة من حوالي 14 فردا، بينهم 5 بنات، ركبتا معنا السيّارة وتوجّهنا إلى مقبرة العالية التي توجد بابها الثانية الصغيرة مقابلة للجامعة تماما، دخلنا من هناك فاستغربت الموضوع إلى أن توقّفت السيّارة وطلب منّا النزول، لم تكن بعيدة جدّا عن المدخل الصغير، هناك قدم منّي أحد أفراد الجماعة وهو يحمل مفك براغي في يده ويقف على رأس القبر الذي لم يبْنَ بعد ويبدو جديدا وأخبرني بأنّي هنا سأصبح من الجماعة وأنّي يجب أن أقوم بفعل شيطاني حتى يرضى عنّي الشيطان المقدّس والكاهن الأكبر، لم أفهم شيئا وصدمت من كلامه إلى أن شهدت أمرا غريبا، اثنان من الجماعة قاما بجرح كفّيهما ومزج دميهما معا، كانا رجلين أي أن زواجهما كان حسب ما قالا زواجا مثليا شيطانيا قبل أن أفاجأ بأحد أفراد الجماعة يطلب منّي نزع ثيابي حتى يتمكّن من فضّ بكارتي على كفن الميّت الموجود في القبر، حيث شرع أحد الأفراد في حفر القبر قبل أن ألوذ بالفرار تاركة كلّ أفراد الجماعة ورائي وأختفي عن الأنظار في بيتنا حتى أنّي لم أعد إلى الجامعة في تلك السنة حتى لا ألتقي أيّ أحد منهم، قبل أن ينتشر بعد ذلك بمدّة خبر إلقاء القبض على جماعة من عبدة الشيطان في جامعة هواري بومدين). رأي الأخصّائيين النفسانيين ارتأت (أخبار اليوم) أن تتوجّه إلى علم النفس والاجتماع من أجل تقصّي جذور الواقع الأمر الذي يعيشه أبناء الجزائر، حيث دعا العديد من المختصّين في علم النفس والاجتماع إلى ضرورة فرض رقابة صارمة من الأسرة على أطفالها قدر الإمكان قصد تفادي الوقوع في مثل هذه التصرّفات التي تؤدّي إلى الانحراف. وقالت (س. فتيحة)، أستاذة علم النفس في جامعة بوزريعة، في تصريح لها ل (أخبار اليوم) إن موسيقا (الروك) تصنع نوعا من الغياب الذهني، وعلى وجه التحديد موسيقا (الميتال) و(الديث ميتال)، فهي المفضَّلة في تجمّعات العبادة والصلاة لديهم، إذ تصل نسبة الضوضاء في هذه الأنواع من الموسيقى إلى 120 ديسبل، مع تعاقب سريع جدّا بين الإضاءة المبهرة وسط ظلام حالك يصل إلى ما يزيد عن 40 مرّة في الثانية، وبهذه الضوضاء العالية جدّا والإضاءة المتسارعة مع المخدّرات والخمور يتمّ شلّ مقاومة العقل الإنساني الطبيعي ويفقد الإنسان القدرة على التركيز، وبهذا يصل إلى حالة النشوة والكمال الذهني التي تصل به إلى (النّور) المزعوم، وما ذاك إلاّ حالة للشلل الفكري ناتج عن تخدّر الدماغ وانهيار التركيز مع تعاقب الترميز، فتتوارد صور ذهنية في حالة لذّة ذهاب العقل مع الطرب يحسبها الظمآن-روحيا- وحيا. وفي ذلك الحال يأتي دور الحضور الجماعي بإلقاء القادة الرسائل الإيحائية في هذا الجوّ المخدّر للعقول، تلك الرسائل تهيّج مشاعر المتعبّدين المجتمعين معا بالمئات، بل بالآلاف، وتكون في شكل وصايا، كما يتوهّم القداسة فيها.