تشكل دعوة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، الرئيس بوتفليقة للترشح إلى عهدة خامسة، قفزة نوعية على صعيد إنهاء الجدل حول موقف القاضي الأول من سباق الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل. وكان ولد عباس قد صرح في نشاط حزبي السبت قائلا: "باسم كل مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني الذين يبلغ عددهم 700 ألف مناضل، وباسم محبي الحزب والمتعاطفين معه، أتحمل مسؤوليتي كأمين عام لتبليغ رئيس الجمهورية بآمال ورغبة المناضلين في أن يواصل مسيرته كرئيس للجمهورية". وتعد هذه "الخرجة" هي الأولى من نوعها لولد عباس، فقد كان يرفض الحديث عن العهدة الخامسة، بل إنه ذهب حد إحالة النائب عن ولاية عنابة، بهاء الدين طليبة، على لجنة الانضباط، لمجرد أنه أعلن عن تشكيل تنسيقية لدعم العهدة الخامسة. وإن ترك الرجل الأول في الحزب العتيد "الكلمة الأخيرة" للرئيس في التجاوب مع هذا المطلب، غير أن صدور هذه المناشدة، من مسؤول الحزب الذي اعتاد أن يسبق غيره من أحزاب الموالاة لدعم ترشح الرئيس في العهد الأربع المنقضية، يؤشر على أن المسألة باتت قضية وقت. وقبل أن يصل ولد عباس إلى هذه المرحلة في سياق تعاطيه مع الاستحقاق الرئاسي المقبل، كان قد طرق محطات عديدة، لعل أهمها إحصاء إنجازات القاضي الأول خلال ال19 سنة التي خلت، ولم يكن هذا الإجراء سوى مقدمة لبلورة شعار "الاستمرارية"، الذي سيتم رفعه في الاستحقاق المقبل، لاستكمال ما تبقى من المشاريع، كما قال. وينتظر أن تنتقل مناشدة قيادة الحزب العتيد الرئيس للترشح، إلى بقية أحزاب الموالاة، مثل التجمع الوطني الديمقراطي، و"حزب تاج" الذي يرأسه الوزير السابق والسيناتور عمار غول، والحركة الشعبية التي يرأسها وزير الصناعة الأسبق، عمارة بن يونس، والتحالف الوطني الجمهورية الذي يرأسه وزير الجالية السابق، بلقاسم ساحلي. وكما جرت العادة، ستلتحق أيضا المنظمات الجماهيرية المحسوبة على السلطة، مثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والاتحاد الوطني للفلاحين واتحاد النساء والكشافة الإسلامية ومختلف المنظمات الطلابية والشبانية.. وكان الرئيس بوتفليقة قد دعا الفاعلين في المشهد السياسي إلى الاستعداد لخوض سباق الرئاسيات، وأكد أن من حق الجزائريين الوصول إلى السلطة، وهي الدعوة التي جاءت في سياق انسداد وجمود، تميز باختفاء الانتخابات الرئاسية من النقاش بين السياسيين، رغم أن المدة التي تفصل عن الاستحقاق سنة واحد فقط، وهو أمر غير مألوف في الدول الديمقراطية. ومن شأن ترشح الرئيس لعهدة خامسة، أن يدفع شخصيات معروفة بطموحها لخوض السباق نحو قصر المرادية إلى التراجع، وعلى رأسها الوزير الأول والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، الذي كان قد جزم بأنه لن يخوض سباقا رئاسيا يكون الرئيس بوتفليقة طرفا فيه، مثلما جرت العادة في كافة الاستحقاقات الأربعة الأخيرة. لكن هل سيشجع القرار وجوها معروفة بمشاركاتها في هذا الاستحقاق.. هذا السؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة. #فيديوجرافيك | ولد عباس يحتكر #العهدة_الخامسة..! #فيديوجرافيك | ولد عباس يحتكر #العهدة_الخامسة..! Publiée par Echorouk online sur dimanche 8 avril 2018