رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، بعد نحو عام من إدانة بلاده ووصفها ب"ممول للإرهاب"، حسب ما نقل موقع قناة "بي بي سي عربي"، الأربعاء. وكان ترامب في بادئ الأمر مؤيداً للسعودية وعدد من الدول العربية عندما قطعت علاقتها مع قطر بشأن مزاعم دعمها للإرهاب. ولكنه أثنى، الثلاثاء، على أمير قطر ووصفه بأنه "مناصر كبير" لمكافحة تمويل الإرهاب. وقال ترامب أيضاً، إن الأمير "رجل عظيم" و"صديق لي". وقال الشيخ تميم، إن السلطات القطرية لم ولن تتسامح مع "الأشخاص الذين يمولون الإرهاب". وإن ترامب "قدم الكثير من العون" في دعم قطر أثناء "الحصار" الجزئي الذي ما زال مفروضاً حتى الآن. وبدأ الخلاف في جوان الماضي عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وأدت الأزمة إلى إغلاق الحدود البرية الوحيدة لقطر، وحظر على السفن التي تحمل العلم القطري أو تخدم قطر الرسو في العديد من الموانئ، وأغلقت الكثير من دول المنطقة مجالها الجوي أمام قطر. واتهمت الدول المقاطعة لقطرالدوحة بدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة وبالتقارب مع إيران، التي تشترك معها في حقل نفط بحري ضخم. وأقرت قطر بتقديم الدعم للجماعات الإسلامية التي تعتبرها بعض الدول المجاورة جماعات إرهابية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين. ولكنها تنفي دعمها للجماعات الجهادية المسلحة ذات الصلة بالقاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وفي مقابل إنهاء الحصار الجزئي، طالبت الدول المجاورة لقطر بإغلاق شبكة الجزيرة، وقاعدة عسكرية تركية، وقطع علاقاتها بالإخوان المسلمين والحد من علاقاتها مع إيران. ورفضت قطر المطالب، قائلة إنها لن توافق على إجراءات تهدد سيادتها. وأرست قطر بعيد ذلك مسارات تجارية جديدة لضمان توفير الاحتياجات الأساسية لسكانها الذين يبلغ عددهم 2.7 مليون شخص، وأنفقت مليارات الدولارات لدعم اقتصادها. وعلى الرغم من أن قطر تستضيف واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، سارع ترامب بتأييد مقاطعة قطر. ولكن مساعديه أقنعوه لاحقاً باتخاذ موقف أكثر حيادية إزاء الأزمة. كما بدأت قطر حملة ضغط باهظة التكاليف في واشنطن. وفي تحول كبير استضاف ترامب، الثلاثاء، أمير قطر في المكتب البيضاوي وأثنى على جهود بلاده في التصدي للمخاوف الأمريكية. وقال ترامب: "نحن نتأكد من توقف تمويل الإرهاب في الدول التي لنا علاقات وثيقة بها". وأضاف "ولكن هذه الدول توقف تمويل الإرهاب ومن بينها الإمارات والسعودية وقطر وغيرها. الكثير من الدول كانت تمول الإرهاب ونحن نوقف ذلك". والتفت ترامب للشيخ تميم قائلاً: "أصبحت الآن نصيراً كبيراً ونحن ممتنون لذلك". ونوه ترامب أيضاً إلى أن قطر "تشتري الكثير من المعدات منا، الكثير من المشتريات في الولاياتالمتحدة والكثير من الطائرات الحربية والصواريخ". I had great talks with President Trump. We discussed strategic and regional issues including the grave situation in Syria, and as for the GCC rift, we both agreed it should be resolved by dialogue as it's doing unnecessary harm and impeding the fight against terrorism. pic.twitter.com/UtnzDbGb2o — تميم بن حمد (@TamimBinHamad) April 10, 2018 #Trump thanks #Qatar for 'stopping the funding of #terrorism' – @DailyMail President Trump met with Emir Tamim Bin Hamad Al Thani, the leader of Qatar, on Tuesday and thanked him for helping to stop the funding of terrorism in the Middle East. pic.twitter.com/nYLutkhqun — Real News Line (@RealNewsLine) April 11, 2018 ترامب يحث الملك سلمان لإنهاء الأزمة الخليجية قال مسؤولان أمريكيان مطلعان، الأربعاء، إن الرئيس ترامب طالب في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان هذا الشهر بأن تنهي المملكة وشركاؤها العرب سريعاً النزاع المستمر منذ نحو عام مع قطر الذي تسبب في انقسام حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة. وذكر المسؤولان اللذان تم إطلاعهما على المحادثة وطلبا عدم الكشف عن هويتيهما كي يتحدثا بحرية عن اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى، أن ترامب يريد تسوية الخلاف من أجل استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية وتوحيد الجبهة أمام إيران. ووصف أحد المسؤولين نبرة ترامب في الاتصال الذي جرى في الثاني من أفريل مع الملك سلمان، بأنها كانت "قوية". ولم يتضح كيف رد العاهل السعودي. وقال المسؤول: "ينصب تركيز الرئيس دوماً على إيران وبرامجها النووية والصاروخية التي تهدد دول الخليج جميعاً وكذلك إسرائيل، وأكد أن خصومة السعوديين والإماراتيين مع قطر لا منطق لها". وأكد مسؤول ثان مطلع على الاتصال، أن ترامب أصر على حل الخلاف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الست خلال ثلاثة أسابيع لأسباب من بينهما قرار وشيك بشأن إيران. وبحث ترامب الخلاف في اتصال هاتفي في السادس من أفريل مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وفي اجتماع بالبيت الأبيض، الثلاثاء، مع أمير قطر تميم بن حمد. ويمثل طلب الرئيس الأمريكي التحرك سريعاً لإنهاء الخلاف تغيراً ففي بداية الأزمة انحاز علناً للسعودية والإمارات وهو ما عقد جهود وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون للوساطة. In call with Saudi king, Trump demanded quick end to Gulf rift: U.S. officials https://t.co/sdHoMuPiTl pic.twitter.com/TlHarHnOOp — Reuters Top News (@Reuters) April 12, 2018