وجه لاعبو مولودية الجزائر اتهامات خطيرة للمسؤولين عن "فاجعة" نصف نهائي كأس الجمهورية بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، مؤكدين أن أعمال "العنف" برمج له مسبقا بتواطؤ من المسؤولين الذين اختاروا هذا الملعب وأيضا من وافقوا عليه، وهي التصريحات لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، وتستلزم تدخل وزارة الشباب والرياضة والهيئات العليا للبلاد لفتح تحقيق في القضية والضرب بيد من حديد، لكل من ساهم في التلاعب بأرواح المشجعين وشباب الجزائر الأبرياء. وكانت مولودية الجزائر قد أقصيت من التأهل إلى النهائي بعد خسارتها أمام شبيبة القبائل بركلات الترجيح (5/4)، بعد أن انتهى الوقت الرسمي للمباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي بين الفريقين، في لقاء شهد أعمال عنف كبيرة، نظير الاعتداءات السافرة التي تعرض لها معظم أنصار المولودية الذين تنقلوا لمتابعة اللقاء. وأطلق لاعبو المولودية الذين لم يتحملوا مشاهد العنف وتعرض أنصارهم الأوفياء، لشتى أنواع الضرب والرشق بالحجارة والظلم بمدرجات ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، تصريحات نارية في حق جميع المسؤولين عن هذه الفضية، وقال المدافع أيوب عزي: "لا يمكن الحديث عن مباراة كرة القدم في مثل هذه الظروف.. جئنا نلعب مباراة كروية وليس لخوض حرب.. أتمنى أن يوقف المسؤولون عن الكرة في بلادنا البطولة نهائيا، أنصار فريقنا عانوا الجحيم في حملاوي، حيث تم وضعهم في الوسط بين أنصار "الكناري" و"السياسي"، فضلا عن رجال الأمن الذين لم يرحموهم.. أظن أنه وقبل يومين من الآن الجميع في الجزائر حزن على شهداء سقوط الطائرة العسكرية، واليوم يقتلون اخوانهم بالمدرجات.. عيب وعار ما حدث"، وأضاف: "ما حدث يتحمل مسؤوليته رئيس شبيبة القبائل شريف ملال.. أي مناصر سواء من المولودية أو الشبيبة تعرض لإصابة يتحمل مسؤوليتها أمام الله عز وجل". ومن جانبه، قال قائد الفريق عبد الرحمن حشود: "بالأمس كنا نبكي شهداء سقوط الطائرة، واليوم بعض الأشخاص جاءوا ليقتلوا أنصارنا في المدرجات وهذا ما حز في نفسيتنا كثيرا.. لسنا هنا لنحرض على العنف ولكن لندق ناقوس الخطر، أول من يتحمل المسؤولية هو من اختار الملعب، وصلتنا معلومات أن هناك بعض المشجعين في الإنعاش، نتمنى فقط أن يعودوا سالمين ولا نسجل وفيات.. فاجعة مقتل إيبوسي لم تكن بعيدة اليوم، المهاجم الكاميروني قتل بالحجارة واليوم نفس الحجارة كانت قادرة على قتل أي لاعب آخر في الميدان أو مناصر في المدرجات"، وأضاف: "المولودية تملك العديد من الألقاب وليست في حاجة إلى كأس الجمهورية أو لقب بطولة.. فقط لا نريد أن تبكي أم جزائرية أخرى لفقدان ابنها في ملعب كرة قدم، أنصار العميد مستهدفين في كل الملاعب، على المسؤولين حمايتهم، كما كانوا قادرين على إيقاف المباراة وإنهاء الفتنة". متوسط الميدان شريف الوزاني الذي كان أشد المتأثرين مقارنة ببقية زملائه، وفي أحد تصريحاته قاطع القائد عبد الرحمن حشود وقال بنبرة حزينة: "هل نحن لسنا جزائريين.. نلعب فوق الميدان خلال الشوط الثاني ونرى أنصارنا يقتلون بالمدرجات"، قبل أن يختم كلامه بعبارة "وكيلكم ربي". من جانبه قال بن دبكة: "حقيقة أجسادنا كانت فوق الميدان وعقولنا في المدرجات، نحن أيضا بشر ونتأثر لما يحدث لأنصارنا الذين تنقلوا من أجلنا، والله حرام ما حدث في المدرجات". وفي ظل تصريحات وروايات لاعبي المولودية وما شاهدناه في ملعب حملاوي، يؤكد للمرة الألف أن ملاعب كرة القدم في بلادنا غير آمنة، وحياة أطفالنا وشبابنا في خطر كبير، بسبب الجهوية والحساسية الكبيرة بين مشجعي أندية البلد الواحد، والتي تم زرعها في أوساط الأنصار بفعل فاعل، وتصرفات وقرارات بعض أشباه المسؤولين من رؤساء الأندية إلى رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي وبعض المقربين.. ما حدث أمس الأول، في ملعب الشهيد حملاوي، سيبقى وصمة عار في جبين جميع القائمين على شؤون الكرة في بلادنا، بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من تكرار سيناريو مقتل المهاجم الكاميروني البير ايبوسي بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو في 21 أوت 2014، في مباراة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى من ذلك الموسم.