تمكن عدد من الطلبة بواسطة هواتفهم المحمولة من تهريب صور كارثية عبر بعض الإقامات الجامعية، ليس خارج الجزائر العاصمة وإنما على مرمى حجر من الديوان الوطني للخدمات الجامعية، تكشف البعض من الصور التي تحصلت عليها الشروق اليومي وضعية المطاعم الجامعية. إذ تكشف صور أخرى وضعية دورات المياه داخل الأحياء الجامعية، ففي صور مهربة من الإقامة الجامعية "العاليا" شرق العاصمة، تظهر في الصورة اعتماد الطلبة على "مطارية" للدخول إلى المرحاض حتى لا تقطر فضلات الطابق العلوي عليهم. ويستند طلبة آخرون على أكياس بلاستيكية لسد ثغرات فضلات السقف، ويتكرر المشهد أكثر من مرة مما يوحي بأن الأمر يتعلق بأكثر من جناح واحد، وليس مجرد استثناء. وتكشف صور أخرى وضعية نوافذ الأجنحة وهي مكسرة ومرمية أرضا، إلى جانب بالوعات المياه القذرة التي تحولت إلى حفر كبيرة وسط الإقامة الجامعية، كما تكشف الصور وضعية الكوابل الكهربائية غير المغطاة تماما. وتظهر صور أخرى رمي الخبز على الطاولات قبل أن يتحول إلى وجبة لطلبة الأحياء الجامعية، فيما تُرمى الأطباق الحديدية المخصصة لحمل وجبات الطلبة أرضا تماما كما ترمى النفايات، قبل أن تتحول ثانية إلى صحون جاهزة لتسليم الوجبات الغذائية. من جهة أخرى، ندد عدد من التنظيمات الطُلابية بالأوضاع المُزرية التي تشهدها الإقامات الجامعية عبر مختلف الولايات، وتحولها إلى "محتشدات" فالبعض منها يشهد على طول العام ورشات صيانة دون أن تنتهي، مؤكدين أن ما حدث في تلمسان سيناريو مرشح لأن يتكرر في أي ولاية أخرى. وقال بيان للتنظيم الطلابي الحر، أنهم وجهوا عدة مرات رسائل مستعجلة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي تشتكي من تردي أحوال عدد من الأحياء الجامعية، لا سيما المتواجدة منها بالعاصمة، بومرداس، تيزي وزو، بجاية..دون تحرك من قبل الجهات الوصية. وعدّد الإتحاد في الرسالة الموجهة إلى حراوبية، المشاكل التي من شأنها تهديد حياة الطلبة كعدم توفر الكهرباء عبر عدد من الأحياء، وعدم اكتمال مشاريع الصيانة، ذاكرا أن العديد من قنوات الصرف الصحي لم يتم تسويتها بالاقامات الجامعية، وتساءل الاتحاد عن الوعود التي أطلقها الديوان الوطني للخدمات الجامعية، بشأن تصليح وضعية الإقامات الجامعية في العطل الصيفية السابقة، دون أن تكتمل هذه المشاريع بنهاية الموسم الجامعي مما يجعل جميع الأحياء الجامعية تشهد على طول السنة أشغال ترميم وصيانة. من جهة أخرى، دعا بولقان إبراهيم، رئيس الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين إلى ضرورة تطبيق القانون وبصرامة فيما حدث في تلمسان حتى لا يتكرر نفس السيناريو، وقال بولقان أن ما حدث في الحي الجامعي من انفجار للغاز، يؤكد صدق مئات الشكاوى والرسائل التي وجهها الطلبة للوزارة وديوان الخدمات الجامعية دون أن تتحرك هذه الأخيرة. من جهته، قال الأمين العام للاتحاد العام للطلبة الجزائريين، منذر بودن، أن قرابة نصف مليون طالب يعيشون في نحو 400 إقامة جامعية أوضاعا مزرية، مشيرا إلى أن ما حدث في إقامة تلمسان قد يتكرر في أي إقامة جامعية أخرى. ودعا بيان التحالف من أجل التجديد الطلابي، إلى ضرورة محاسبة المتورطين والأخذ بعين الاعتبار تأجيل امتحانات السداسي الثاني إلى سبتمبر في المدرسة التحضيرية بولاية تلمسان.