قاطع المستوردون الجزائريون اللحوم الفرنسية تحت ضغط الحملات الفيسبوكية، فيما كذّبت وزارة الفلاحة أي اتفاق رسمي مع فرنسا لاستيراد اللحوم، وذهبت أكثر من ذلك، حيث طمأن وزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي بعدم استيراد اللحوم الفرنسية خلال رمضان بسبب تفضيل المستوردين الجزائريين دولا أخرى ، وما حدث من ترويج للحوم الفرنسية بحسبه ما هو سوى حملة إشهارية تتكرر كل عام دون صدى.. شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة مقاطعة واسعة للحوم الفرنسية قبل تسويقها تحت شعار "خليه يتعفن"، وذلك عقب إعلان الفرنسيين عن رغبتهم في تسويق لحومهم في السوق الجزائرية، بعد فتح وزارة الفلاحة مجال الاستيراد تحسبا لرمضان، غير أن عروض الفرنسيين لم تلق ترحيبا وسط المستوردين الجزائريين الذين فضلوا دولا أخرى تحت وقع الضغط والمقاطعة المسبقة. لهذه الأسباب قاطع المستوردون لحوم فرنسا والسودان استغرب رئيس الفدرالية الوطنية للحوم، محمد الطاهر رمرم، الضجة التي أثيرت مؤخرا عبر وسائط التواصل الاجتماعي، المتعلقة باستيراد اللحوم الحمراء من فرنسا، وأوضح رمرم أنها مجرد بلبلة لا أساس لها من الصحة، نافيا بشدة أن تكون الحكومة الجزائرية ووزارة التجارة بصفة خاصة، قد اختارت فرنسا لاستيراد اللحوم لشهر رمضان، ولا يوجد بحسبه أي عقد للتعامل في هذا المجال. وأكد المستورد محمد الطاهر رمرم أن الحكومة اقترحت على المستوردين 5 بلدان للتعامل معها في مجال اللحوم الحمراء وهي فرنسا والبرازيل وإسبانيا وإيطاليا والهند، ولكن هؤلاء المستوردين الجزائريين رفضوا التعامل مع فرنسا، لأن أسعار لحومها مرتفعة، رغم أن المتعاملين الفرنسيين يأتون منذ 5 سنوات إلى الجزائر في إطار لقاءات اقتصادية تجارية، لعرض سلعهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من ربح المعركة وإقناع المستورد الجزائر باللجوء إلى بلادهم لاستيراد اللحوم الحمراء سواء الطازجة أم المجمدة. وفي ما يخص قضية لحوم السودان، التي يطلبها الجزائريون في الآونة الأخيرة، أوضح رمرم أن السودان لم تلتزم بدفتر الشروط الذي وضعته وزارة الفلاحة الجزائرية، وهو دفتر واحد يقدم لكل دولة ترغب الجزائر في استيراد اللحوم الحمراء منها، وإذا لم تلتزم به، تفسخ الصفقة. استيراد أبقار حية من إسبانيا و40 ألف طن من اللحوم تحسبا لرمضان وقال رمرم إن المتعامل الاقتصادي الجزائري يتجه الآن نحو إسبانيا والبرازيل لاستيراد اللحوم الحمراء الطازجة وإلى الهند لاستيراد اللحوم المجمدة، مشيرا إلى أن هؤلاء طلبوا تسهيلات من الحكومة لاستيراد أبقار حية من إسبانيا حيث ستعرف المذابح في الجزائر مع بداية شهر رمضان، استقبال هذه الأبقار قصد توفير اللحوم الحمراء في القصابات. وكشف رئيس الفدرالية الوطنية للحوم، محمد الطاهر رمرم، عن "كوطة" 40 ألف طن من اللحوم الحمراء المستوردة التي ستكون متوفرة تحت طلب المستهلك الجزائري خلال رمضان، وهي من إسبانيا والبرازيل. زبدي: حذرنا من اللحوم الفرنسية ونرحب بقرار المقاطعة ثمن رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي قرار تجميد عملية استيراد اللحوم من فرنسا، التي تأتي بحسبه استجابة لرغبة شرائح واسعة من المجتمع الجزائري في ظل الشبهات التي تطال الحوم الفرنسية شرعيا وصحيا، مؤكدا أن منظمته نقلت انشغالات وتخوفات المواطنين، بشأن طبيعة اللحوم التي سوف تستورد من فرنسا، وأبدت الجمعية بدورها قلقها بهذا الخصوص. وطالب زبدي المؤسسات الرقابية في الجزائر بضرورة القيام بمهمتها في مراقبة كل ما يستهلكه الجزائريون، ويأتي من الخارج قائلا: "يجب أن نحوز قائمة للمراكز المانحة لشهادات "الحلال" حتى يطمئن المواطن إلى أن جميع اللحوم المستوردة تأتي من مراكز أمينة وذات ثقة وذات أهلية"، خاصة أن الجزائر تملك أطرا تنظيمية ومراسيم وهيئات، لكنها للأسف غير مفعلة، ومنها الهيئة الوطنية للإشهاد الحلال. محمد عليوي: ندعو إلى استيراد عجول حية لتفادي الشبهات ومن جهة أخرى، أكد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي ل"الشروق"، على أن الجزائر مكتفية ذاتيا في شعبة لحوم الغنم، حيث يقدر المنتج الوطني ب 28 مليون رأس، مقابل نقص كبير في رؤوس الأبقار، التي تسجل فيها الجزائر عجزا، حيث لا تمثل سوى نسبة 2 بالمائة من الإنتاج المحلي مقابل الاكتفاء في لحوم الغنم. وهو ما يجبر السلطات على استيرادها كل مرة تزامنا مع حلول شهر رمضان الفضيل لكثرة إقبال العائلات الجزائرية على طلب هذا النوع من اللحوم الحمراء. وأكد محدثنا على ضرورة استقدام عجول مستوردة من الخارج، وذبحها بأرض الوطن "حتى يطمئن المواطن إلى أنه سيأكل لحما حلالا، كما يستفيد من أحشاء العجول وجلودها وتوفير يد عاملة". بولنوار: لحوم فرنسا مجرد فقاعة لتغطية العجز المحلي قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار الجزائريين، بولنوار الحاج الطاهر، إن البلبلة التي أحدثتها قضية استيراد اللحوم الحمراء من فرنسا تجعلنا نطرح سؤالا مهما: "ما هو الحل الآن؟" موضحا أن عجز الجزائر عن تغطية السوق بالإنتاج المحلي للحوم يتعرى مع بداية كل شهر رمضان، وهذه هي القضية التي يجب، بحسبه، أن ننتبه إليها. ويرى أن لحوم فرنسا قضية غير مفهومة، وقد جعلها "الفايسبوكيون" حديث الساعة دون وجود مبررات مقنعة وهي في رأيه مجرد إشاعات تثير مخاوف التجار والمستهلكين على حد سواء، في الوقت الذي يجب أن تفهم الأسباب الخفية وراء عجز وزارة الفلاحة عن تجسيد مشاريع تحدثت عنها منذ 10 سنوات أو أكثر، وضعت أمام الحكومة لتوفير الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، فرغم الدعم الفلاحي والأموال التي ضخت من أجل الثروة الحيوانية في الجزائر، تفتقر السوق إلى لحوم محلية تكفي لسد طلبات الجزائريين.