تتجه وزارة الفلاحة نحو استيراد ما يقارب ألفي بقرة من إسبانيا، تحسبا لاستهلاكها خلال شهر رمضان المبارك وهذا لانخفاض أسعارها في السوق الدولية. وأفادت مصادر مطلعة، أن الحكومة قررت استيراد العجول منها، ولكن حذر خبراء بيطريون من خطورة استيراد حيوانات حية من إسبانيا، التي تعد من الدول المستوردة أصلا للحيوانات، إذ تستورد إسبانيا سنويًا من 400 إلى 500 ألف عجل سنويًا، وتجرى حاليا بحوث معمّقة بعدما تبيّن انتشار مرض جنون البقر بإسبانيا قادما إليها من إيرلندا الموبوءة بمرض جنون البقر منذ عام 1998، ولذلك لجأ بعض المصدرين الأوروبيين إلى تصدير اللحوم الأيرلندية رخيصة السعر، التي لديها مخزون وتكدس وكساد في العجول لبيعها عبر إسبانيا إلى مصر والدول العربية. وقد أكد محمد الطاهر رمرم رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم الحمراء، في تصريحات صحافية سابقة، أن الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء لا يغطي سوى 20 بالمائة من احتياجات الطلب المحلي مقارنة مع نسبة الاستيراد التي تبلغ 80 بالمائة، مؤكدا أنه سيتم استيراد لحوم اسبانية لشهر رمضان المقبل، مطمئنا الجزائريين باستقرار أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق الوطنية. وفيما يتعلق ب الكوطة التي سيتم استيرادها لشهر رمضان المقبل، أكد، محمد الطاهر رمرم، أنها ستكون نفس الكمية التي تم استيرادها خلال السنة الماضية كاشفا عن تسويق لحوم اسبانية في الجزائر قريبا بنفس السعر الوطني، الذي تسوّق به اللحوم الجزائرية، حيث أن هذه الشحنات، ستصل طازجة إلى المستهلك على اعتبار أن الفارق الزمني بين عملية ذبحها في اسبانيا ووصولها إلى الجزائر لن تتعدى 4 أيام في أسوأ الأحوال ما يعني وصولها طازجة للمستهلك دون أن تتم عملية تجميدها، إذ تقتصر العملية على التبريد العادي فقط. ووفق الخبراء فمرض جنون البقر ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الإنسان عند تناولها، وهو مرض اعتلال دماغى قاتل، ويؤدى إلى انكماش الدماغ والنخاع الشوكى، ويتميز المرض بطول فترة الحضانة، التي تصل بين 2.5 سنة و8 سنوات، وتؤثر عادةً على الأبقار البالغة التي وصل عُمرها بين 4 و5 سنوات، وجميع سلالات البقر مُعرضة للمرض دون استثناء، ويسبب مرض جنون البقر تجمع بروتين البريون، وهو يدمر أجزاءً من المخ حتى يصير مليئًا بالفراغات كالإسفنج أو كالغربال، أما بالنسبة للإنسان فأعراضه تتمثل في حالة جنون تتزايد بسرعة، مع تشجنات عضلية وارتعاشات وتصلب، ولا يوجد علاج للمرض، والمرض يكون قاتلًا في غضون عام واحد بالنسبة للإنسان. وأوضحت المصادر أن دولة أيرلندا تدعم الثروة الحيوانية، وأنها على استعداد لبيع العجول بسعر التكلفة حتى تعود مرة أخرى لتصدير منتجاتها المحظورة إلى الدول العربية ودول الشرق الأوسط بعد تدهور اقتصادها الذي تأثر بمرض جنون البقر.