أدى عزوف الجزائريين عن استهلاك اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعارها، إلى إفلاس الكثير من أصحاب القصابات، حيث أعلنت الفدرالية الجزائرية لمنتجي اللحوم توقف 190 جزار في العاصمة عن النشاط، بسبب تراجع كبير في الاستهلاك، ما يعطي صورة عن عزوف أغلب الجزائريين عن استهلاك اللحوم الحمراء التي باتت محرمة على "الزوالية" بسبب أسعارها الخيالية التي زادت بنسبة 70 بالمائة بعد تجميد استيرادها. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لمنتجي اللحوم، محمد الطاهر رمرم، في تصريح للشروق، أن 190 جزار توقفوا عن النشاط، بسبب تراجع استهلاك الجزائريين للحوم الحمراء بنسبة 35 بالمائة، بعد ارتفاع أسعارها بنسبة 70بالمائة ما بين جويلية 2017، ومارس الجاري. وعن أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق، بين المتحدث أن سعر الكيلوغرام من لحوم الأبقار الطازجة في سوق الجملة، أمسى يتراوح ما بين 1140دج إلى 1180دج، في حين تعدى سعره في محلات التجزئة 1600دج، بينما وصل الكيلوغرام من لحم الخروف "الغنمي" في سوق الجملة إلى 1250دج، وفي سوق التجزئة إلى أكثر من 1400دج. وتوقع محمد الطاهر رمرم، زيادة بنسبة تتعدى 5 بالمائة في سعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان، وقال إن الإنتاج المحلي للحوم الحمراء لا يغطي سوى نسبة بين 2 بالمائة إلى 3 بالمائة من السوق الجزائرية، في الوقت الذي حسبه، منع استيراد اللحوم الطازجة والأبقار الموجهة للذبح على الكثير من المستوردين، حيث لم يستفد من رخص الاستيراد إلا بعضهم. وعرف مذبح رويسو بالعاصمة، تراجعا في عدد ذبح الأبقار، حيث أكد رمرم، أن عدد رؤوس العجول في هذا المذبح لم يتعد 30 رأسا فقط، بينما كان عددها، ما بين 500 رأس إلى 600 رأس. وقال رئيس الفيدرالية الوطنية لمنتجي اللحوم، محمد الطاهر رمرم، إن الاضطراب الذي وقع في سوق الجملة، بعد تجميد استيراد اللحوم الحمراء الطازجة في جويلية الماضي ومنح الرخصة لبعض المستوردين الذين يعدون على أصابع اليد، تسبب في غياب المنافسة وتحكم بعض البارونات في سوق اللحوم الحمراء، رغم أن بورصة هذه الأخيرة مستقرة في السوق العالمية والأوروبية. وأضاف المتحدث "كفانا من الحلول الطارئة التي يدفع ضريبتها المستهلك الجزائري"، داعيا إلى خطة متوسطة المدى وبعيدة المدى لرفع الإنتاج المحلي للأبقار الموجهة للذبح، في ظل تراجع استيراد اللحوم الطازجة من الخارج، موضحا أن استيراد أبقار حية من فرنسا واسبانيا ليس معناه أن لحومها إنتاج محلي. كما طالب المهنيون في قطاع اللحوم الحمراء الالتفاف حول رؤية موحدة لمواجهة الأزمة، قائلا إن المنتجين المحليين للحوم يعانون من عدم توفر السلع، حيث أصبحت حسبه، المذابح تبحث عن رؤوس أبقار للذبح بجهد جهيد وب"المجهر" على حد تعبيره. في السياق، احتجت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، عن الزيادات العشوائية في اللحوم الحمراء المستوردة والمحلية، والتي بلغت نسبة 70 بالمائة، حيث توقع رئيسها مصطفى زبدي، زيادة أخرى تصل إلى 10 بالمائة خلال شهر رمضان في حال عدم اتخاذ وزارتي الفلاحة والتجارة اجرءات صارمة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء الطازجة وبطريقة عشوائية. ودعا زبدي الوزيرين، عبد القادر بوعزقي ومحمد بن مرادي، إلى فتح تحقيق عاجل لتحديد هذه الأسباب، وقال إنها مضاربة فاحشة، يدفع المستهلك الجزائري ضريبتها، وهي زيادات في الأسعار لا علاقة لها بانهيار الدينار والتضخم. وحذر زبدي، من الاستمرار في هذه الوضعية التي يعرفها سوق اللحوم الحمراء في الجزائر، حيث سيؤدي ذلك حسبه، إلى غلق العشرات من القصابات بفعل تراجع الطلب وارتفاع سعر كراء المحلات.