تبحث ندوة "ترجمة الشعر الحديث والمعاصر في الآداب الشرقية", على مدار يومين, بدأت أعمالها صباح اليوم الاثنين في القاهرة, في الشعر العبري و"أدب الاحتجاج السياسي" على الدولة الصهيونية, حيث ستقدم الورقة الرئيسية حول موضوع تمرد شعراء يهود على الدولة "الصهيوينة" تناولها أستاذ الأدب العبري في جامعة القاهرة محمد محمود أبو غدير بعنوان "الشعر العبري الحديث بين التسييس وحرية الإبداع, شعر الاحتجاج السياسي نموذجا". اويؤكد الباحث في ورقته انه "طلب من الأدباء العبريين في بدايات الهجرات اليهودية في النصف الأول من القرن العشرين توجيه إبداعاتهم لخدمة المشروع الصهيوني والعمل على تجميل الواقع القائم في فلسطين لجذب اكبر قدر من اليهود إليها". ويضيف "عرف ذلك بتجنيد الأدب العبري والكتابات الأخرى بغير العبرية التي تصدر عن أدباء يهود يعيشون خارج فلسطين لخدمة جهود إقامة ما سمي الوطن القومي اليهودي في فلسطين", حيث يوضح أن "غالبية الأدباء والمفكرين اليهود استجابوا هذه الدعوة، إلا أن الكثير من الأدباء الآخرين والأكثر أهمية وشهرة رفضوا ذلك, كل بطريقته مثلما فعل الروائي اليهودي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1966 صموئيل يوسف عجنون", ويتابع, "بعضهم رفض كذلك تجميل الواقع اليهودي في فلسطين مثلما فعل الأديب يوسف حاييم برنر في حين رحل جزء آخر منهم خارج فلسطين رفضا للاملاءات السياسية على إبداعاتهم", ويورد مثال الشاعر حاييم نحمان بيالق الذي نشر أول قصيدة احتجاجية عام 1931 إلى جانب الشعراء الجدد الذين "عبروا في إبداعاتهم عن تنكرهم للدولة الصهيونية، مبدين تعاطفهم مع الفلسطينيين الذين يعانون من حكم عنصري إسرائيلي". ويعتبر الباحث أن الأحداث التي شهدتها المنطقة بعد ذلك مثل الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا والانتفاضة الفلسطينية الأولى، ساهمت أيضا في زيادة وضوح الموقف لدى بعض الأدباء والشعراء وصولا إلى رفض كثير من ممارسات دولتهم، بحيث أثمر هذا الرفض أدبا كاملا أطلق عليه "أدب الاحتجاج السياسي". من جهته، تطرق أستاذ الأدب العبري في جامعة عين شمس محمد صالح الضالع إلى المتغيرات التي طرأت على الشعر العبري مشيرا إلى انه "كان قائما في البدايات على إيقاع النثر المستند إلى التوازن بين الجمل والعبارات", ويرى أن "الشعر العبري تأثر في العصور الوسطى بالشعر العربي ومال إلى استخدام القواعد العروضية العربية مع مراعاة خصوصية اللغة العبرية، ثم عاد في العصر الحديث إلى الأنماط الأوروبية قبل أن ينحو إلى قصيدة النثر". وأشارت مقررة لجنة الترجمة في المجلس الأعلى للثقافة الجهة المنظمة للندوة أستاذة الأدب الفرنسي رجاء ياقوت في كلمتها الافتتاحية إلى "أهمية الترجمة في تأمين التواصل بين الشعوب وإقامة حوار للحضارات على أساس أنساني". وأكدت أن "الترجمة الجيدة تعتبر "خيانة" خلاقة"، لافتة إلى "ترجمات تعتبر من عيون الترجمات في العالم مثل ترجمة الشاعر المصري الراحل احمد رامي (صاحب الكثير من القصائد التي أنشدتها أم كلثوم) لرباعيات الخيام من اللغة الفارسية". للإشارة إلى أن أكثر من 30 باحثا مصريا يشاركون في أعمال هذه الندوة التي تتناول أيضا ترجمة الشعر من اللغات الشرقية مثل العبرية والفارسية والتركية والسريانية. أف ب