باتت أسعار اللحوم الحمراء لدى الجزارين بولايةالوادي هذه الأيام تقدر بأضعاف سعرها قبل سنوات قريبة, فقد تجاوز سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الخروف ألف و مئتين دينار و وصل عند البعض منهم ألف و أربعمئة دينار. وهي المرة الأولى التي يصل فيها السعر إلى هذا المستوى، بعد أن كان لحم الخروف لا يتجاوز 700 دينار للكيلو غرام الواحد منذ أشهر. و قد عدد جل الجزارين بالسوق المركزي بالوادي ل "الشروق" عن اسباب زيادة اسعار لحومهم الحمراء, يرجع لغلاء الماشية التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني خلال الأشهر الأخيرة. حيث وصل الخروف الذي لا يتجاوز وزنه 10 كلغ إلى 17000 دينار، أما الشاة فتجاوز سعرها 25 ألف دينار، والجدي الصغير من الماعز لا يقل عن 7000 دينار. إضافة لتفشي ظاهرة تهريب المواشي من الحدود الشرقية للبلاد بلجوء تجار الماشية من المدن الشرقية لأسواق المدن الجنوبية فيشترون الماشية بأسعار مرتفعةأعلى حتى من الأسعار التي يحددها الموالون و الباعة، وهم بدورهم يقومون ببيعها لشبكات التهريب المتواجد بالحدود مع تونس وليبيا بأسعار باهظة مستغلين الأوضاع الحالية. كما أن العديد من السياح الأجانب خاصة التونسيين يقومون بشراء كميات معتبرة من هذه اللحوم وإدخالها لبلادهم مثلما يحدث هذه الأيام بسوق الوادي. كما ذكر الجزارون أن العديد من الشركات البترولية أصبحت تستهلك كميات معتبرة من اللحوم الحمراء وقد أكد أحد عمال المذبح البلدي بالوادي أن متوسط الكمية التي تستلمها هذه الشركات شهريا لا تقل عن 2000 خروف وتشترى بأسعار مرتفعة من ميزانية الشركات طبعا و حسب رغبة وجشع بعض الموالين, الذين أصبحوا يستغلون هذه الفرص للبيع بأرباح مضاعفة, واشتكى الجزارون من الخسائر التي نزلت بهم جراء هذا الغلاء، ويرى عمي العيد وهو من الجزارين القدامى بسوق الوادي بأن على الجزار أن يبيع بأكثر من 1500 دينار للكلغ الواحد كي يحافظ على أرباحه، وهذا غير منطقي لأنهم يعلمون أن الزبائن لن يشتروا بهذه الأسعار. مما حذا بالجزارين للتوقف عن شراء اللحوم الحمراء و الخرفان خصوصا. واكتفائهم حاليا ببيع لحوم البقر و الجمال و الدجاج. كما عبر العديد من الموالين بسوق المواشي بالوادي على أن أهم سبب لزيادة سعر بيع ماشيتهم هو غلاء الأعلاف وطنيا متأثرة بغلاء أسعار المواد الأولية المكونة لها بالسوق العالمية, فبعد أن كان القنطار الواحد من الأعلاف لا يتجاوز 2000 دج أصبح يتجاوز سعر 4000 دج حاليا. مما أدا بهم لرفع الأسعار للمحافظة على أرباحهم فالخروف الذي كان سعره قبل أشهر 15 ألف دينار و بهامش ربح مناسب أصبح سعره يفوق 30 ألف و بهامش ربح أقل. رافضين فكرة تسويقها لشبكات التهريب أو التعامل معهم وأنهم غير مطالبين بالتأكد من نية التجار الذين يشترون بأسعار مرتفعة منهم.رامين الكرة في ملعب السلطات الوطنية و المحلية التي لا تقوم بدورها الكامل في مكافحة ظاهرة التهريب و المتاجرة غير الشرعية في أسواق الماشية. "الشروق" حاورت أيضا بعض المواطنين لمعرفة آرائهم حول هذه القضية خاصة أن المواطن هو المعني الأول والأخير بها فعبروا عن صدمتهم ودهشتهم من وصول أسعار اللحوم الحمراء لسقف 1400 دج للكلغ الواحد. و النتيجةإحجامهم عن شرائها و اكتفاء العديد منهم بتناوله بالمناسبات الخاصة فقط كعيد الأضحى، متجهين لشراء لحوم صغار الإبل، والعجول، و الدجاج. ساخطين على المسؤولين عن هذه الوضعية من جزارين وموالين وسلطات المراقبة التجارية. و لأخذ رأي السلطات الإدارية المسؤولة اتصلت "الشروق" بمديرية التجار بالوادي حيث صرح مصدر مسؤول بمصلحة الممارسات التجارية والمراقبة أن أسعار اللحوم بأنواعها غير مسقفة و غير محددة بمرسوم, و هي تخضع لقانون السوق من عرض و طلب, و أن مصالح المديرية معنية فقط بمراقبة جودة و نوعية اللحوم و شروط عرضها و نظافتها