أثار قرار غلق قصابة لمرتين على التوالي جدلا واسعا بموزاية إلى الغرب من ولاية البليدة، حيث لم تدم فرحة المواطنين طويلا بالجزار الذي رأف بجيوبهم وعرض اللحوم الطازجة بأسعار معقولة في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني للحوم بالمدينة. افتتاح قصابة "الزوالية" كما يُطلق عليها السكان بموزاية عشية شهر رمضان كان بشرى سارة لفئة واسعة من العائلات محدودة الدخل، حيث أصبح بإمكانهم اقتناء اللحوم الطازجة بأسعار في المتناول وجعلتهم يتخلصون من "اللحوم المجمدة التي طالما استهلكوها" بالنظر لأسعارها، غير أن فرحة البسطاء لم تدم طويلا، ليأتي قرار الغلق الأول ثلاثة أيام فقط من افتتاح محل الجزارة وتضاربت آراء الناس وراحت الغالبية إلى ترجيح نظرية "المؤامرة" من قبل التجار المسيطرين على سوق اللحوم بالمنطقة بعدما عزف الناس عن محلاتهم والتفوا حول "الجزار" الجديد الذي يملك سلسلة محلات تلقى شهرة واسعة بالعاصمة والبليدة، حيث تعرض أسعار تنافسية لا توجد في مكان آخر ما جعل المواطنين يصطفون طوابير أمام المحل منذ ساعات الصباح الأولى في مشهد لم تألفه المنطقة من قبل. الجزار صاحب المحل الذي افتتح بمدينة موزاية تحول إلى حديث الخاص والعام وعرضه اللحوم الحمراء بأثمان رخيصة أثار بعض الشكوك عن مصدر اللحوم، وبتاريخ 7 ماي تم ضبطه ليلا على متن شاحنة من نوع "كيا" مجهزة بغرفة تبريد كانت تحوي كمية هامة من اللحوم موزعة من علب كرتونية اتضح أنها مستوردة من البرازيل، بالإضافة الى 17 خروفا و25 بوزلوف وكمية من الأمعاء تبين أنها من دون شهادة بيطرة تم إتلافها بعد حضور لجنة بياطرة. وبحسب مصادر الشروق فإن المذبح الذي اقتنى منه الجزار كمية اللحوم التي ضبطت داخل الشاحنة غير مرخص وغير معتمد، بالانتقال إلى منزل الجزار تبين أنه يعد النقانق داخل منزله، حيث ضبطت كميات من بقايا اللحوم والشحوم والأمعاء والتوابل وأثبتت تقارير بيطرية أن الكميات المضبوطة داخل منزله فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري وأحيل الجزار على العدالة في قضية نقل وبيع لحوم حمراء من دون رخصة ومن دون شهادة بيطرية مع عدم احترام قوانين وتنظيمات الصحة والمساس بالصحة العامة. والمثير في قضية الجزار أنه وبعد إحالة ملفه على الجهات القضائية وغلق ملفه، ثارت ثائرة المواطنين ودعوا إلى شن حملة ضد بعض التجار المسيطرين على سوق اللحوم بالمنطقة سيما وأن محلاتهم هي الأخرى لا تحترم معايير النظافة، ناهيك عن المضاربة في أسعار اللحوم. وأفاد مواطنون في حديث للشروق أن اللحوم ببلديات الشفة والعفرون والبليدة أرخص بكثير مما هي عليه بمدينة موزاية، مشيرين إلى أن نوعية اللحوم التي استهلكوها طيلة فترة عمل الجزار "رفيعة" ولا يعاب عليها ولم تتسبب في أي حالة تسمم أو أي ضرر للزبائن، وبعد مضي أسبوع وضع جزار الزوالية إعلانا على واجهة محله يخبر زبائنه أنه سيفتتح محله مجددا بدءا من صباح الغد على الساعة الثامنة ودخل حيز الخدمة مجددا وفعلا عمل بصفة عادية إلى أن تم صدور قرار يقضي بتشميعه منذ يومين وهو القرار الذي طرح عديد علامات الاستفهام وسط المواطنين.