دعا الوزير الأول أحمد أويحي، مساء الخميس، رجال الأعمال الجزائريين إلى الاستعانة بمن يسمون "الأقدام السوداء" في الدفع بحركة الصادرات نحو الخارج، في خطوة مفاجئة كون الملف كان من الطابوهات. وخاطب أويحي رجال الأعمال خلال حفل "جائزة تصدير 2017" بالقول أنه يجب التوجه "نحو الجالية الجزائرية المقيمة في مختلف أنحاء العالم والتي يمكن أن تكون حلقة وصل في ترقية المنتجات الجزائرية وكذا جاليات قدامى الجزائر في الخارج (الأقدام السوداء) والتي يمكنها فتح أبواب لدخول الأسواق الخارجية". وظل التعامل مع الأقدام السوداء إلى وقت قريب بمثابة "طابو" على المستوى الرسمي على الأقل، وخلف عدة مرات جدلا في الساحة خاصة فيما بشأن ما يسمى أملاكا مزعومة لهم في الجزائر، كما ظل محل مد وجزر بين السلطات الجزائرية ونظيرتها الفرنسية حول مصيرهم. و"الاقدام السوداء" تعبير يشير إلى المستوطنين الفرنسيين وحتى الأوروبيين المولودين او الذين عاشوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار بين 1830 و 1962، ويقول مؤرخون أن عددهم آنذاك في حدود 200 ألف شخص لكنهم غادروا جماعيا الجزائر بعد الإستقلال بدعوى خوفهم من التعرض للانتقام. وخلال زيارته للجزائر شهر ديسمبر الماضي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صراحة إلى ضرورة "رد الإعتبار" للأقدام السوداء والحركى في الجزائر. وصرح على هامش الزيارة "لقد دعوت السلطات الجزائرية إلى العمل في اتجاه المصالحة التاريخية، ويبدو لي مهما خلال الأشهر القادمة أن نجد السبل لتمكين الرجال والنساء الذين ولدوا في الجزائر والذين يريدون العودة مهما تكن قصتهم العائلية مع هذا البلد، أن يتمكنوا من ذلك واعتقد أننا نحتاج لمصالحة هذه الذاكرة والماضي". ولم يصدر أي تصريح رسمي من الجانب الجزائري بشأن الموقف من هذه الدعوة التي أطلقها الرئيس الفرنسي.