شهدت مطاعم الرحمة الخاصة بمصالح الأمن الوطني والتي تتوزع في عديد الحواجز الأمنية إقبالا كبيرا من طرف الصائمين، وساهمت في كسر هيبة السائقين وتوجسهم من مراكز المراقبة الأمنية، فهاجس سحب رخصة السياقة وتفتيش المركبات يلازم أغلب مستعملي الطرقات، غير أن مصالح الشرطة كسرت هذه العقدة وتحوّلت إلى مرافق ومعين ومستضيف للسائقين في مطاعم الرحمة، حيث وقفت الشروق على التعامل المثالي لأمن ولاية الجزائر مع أصحاب المركبات في مطاعم الرحمة المتوزعة في بعض الحواجز الأمنية.. على بضعة أمتار من الحاجز الأمني بالحراش على الطريق السريع الرابط بين المطار وبن عكنون يعمل أعوان الشرطة على توقيف السائقين لكن هذه المرة ليس لارتكابهم مخالفات مرورية، وإنما لتوعيتهم وإرشادهم وتقديم بعض النصائح المفيدة من أجل ضمان سلامتهم المرورية، ثم يدعونهم لتناول وجبة الإفطار معهم داخل الخيمة التي توفر لهم إفطارا كاملا من شربة وطبق ثان وطاجين لحلو وسلطة وعصير وتمر وفاكهة، ويكثر نشاطهما خلال الساعة الأخيرة قبل الإفطار، واستمر عملهم إلى غاية الساعة الثامنة إلا الربع قبل الآذان، حطت بالمكان جمعية "دير الخير وانساه"، وراحت توزع علبا تحتوي على وجبة إفطار كاملة، على مستعملي الطريق، الذين يرفضون التوقف لتناول وجبة الإفطار داخل خيمة الشرطة.. واصلت الجمعية توزيع وجبة الإفطار، وما إن انتهت حتى امتلأ المكان رأسا على عقب بالصائمين، الذين توقفوا من أجل تناول وجبة الإفطار، والأمر الذي لا حظناه هو أن غالبية السيارات، تحمل أرقاما خارج العاصمة، حيث صادفنا شابا أخبرنا أنه ينحدر من ولاية باتنة، ويعمل ويقطن بمفرده في العاصمة، كما صرّح أنه يفطر بالخيمة التي خصصتها المديرية العامة للأمن الوطني منذ حلول شهر رمضان، باعتباره يعمل إلى غاية السابعة مساء وفي طريق عودته يتوقف لتناول وجبة الإفطار مع الأمن ثم يواصل طريقه إلى منزله بكل أريحية، وهو حال عديد الشباب وحتى العائلات التي صادفناها بالخيمة.. وواصل أعوان الشرطة نشاطهم التحسيسي في دعوة السائقين إلى تناول الإفطار معهم إلى غاية أن حان وقت الآذان، حيث استقبلت الخيمة عددا غفيرا من السائقين الذين تناولوا وجبة الإفطار وواصلوا طريقهم بكل أريحية.. وصرح في هذا الشأن عميد الشرطة رابح زواوي رئيس مكتب الاتصال بمديرية الأمن العمومي، أن الهدف من خيمة الإفطار، ليس فقط الإفطار في حد ذاته، وإنما الحد والوقاية من حوادث المرور وتحسيس السائقين وتوعيتهم، خاصة خلال اللحظات الأخيرة قبل الإفطار، وأضاف زواوي أن المبادرة أعطت نتائج إيجابية، حيث سُجل بفضلها، انخفاضا في حوادث المرور خلال النصف الأول من الشهر الفضيل، إذ تم تسجيل 480 حادث على المستوى الوطني بتراجع قدر ب14.74 من المئة، و568 جريح بتراجع قدر ب19.43 من المئة، و25 حالة وفاة بتراجع 13.79 من المئة، وأضاف العميد زواوي أن الهدف من هذه المبادرة هي ضمان السلامة للجميع، من خلال الدروس التوعوية المقدمة لهم، خاصة وأنه تم تقديم 170 درس توعوي على مستوى خيمة الإفطار لفائدة 1120 شخص. وبشأن إحصائيات المخالفات المرورية التي سُجلت خلال النصف الأول من شهر رمضان، خاصة تلك التي وقعت وقت الإفطار، إذ تكثر التجاوزات، سجلت فرقة أمن الطرقات 486 مخالفة خارج نطاق المراقبة الثابتة من بينها المناورات الخطيرة، التي غالبا ما تكون السبب الرئيسي في حوادث المرور، و76 حالة دوران ممنوع، 228 حالة، ناهيك عن 12 مخالفة تتعلق بعدم احترام الخط المتواصل الذي يعتبر الجدار الفاصل في الطريق.