اهتزت مشتة عين فلوس التابعة لبلدية شلغوم العيد جنوب ولاية ميلة صبيحة السبت على وقع فاجعة أليمة حلّت بعائلة تدعى القربة التي فقدت أربعة أفراد من أبنائها بينهم فتاة، حيث لقوا حتفهم دفعة واحدة داخل حفرة تستعمل في تخزين الشعير وتسمى محليا بالمطمور، ويتعلق الأمر بكل من قيس 36 سنة وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، وشقيقه سفيان 29 سنة وأختهما نوال 21 سنة إضافة إلى محمد البالغ من العمر 21 سنة وهو ابن عمهما ولكنه تربى معهما بمنزلة الشقيق. الحادثة المأساوية وقعت حينما قصد الشبان الأربعة حفرة بالقرب من منزلهم العائلي قصد تنظيفها وتهيئتها من أجل تخزين محصول الشعير الذي تتأهب العائلة لجنيه وتخزينه خاصة أن موسم الحصاد هذا العام في ولاية ميلة سيكون استثنائيا، حيث تقوم عائلات لازالت تحافظ على عاداتها في التخزين حيث تستعمل الطرق البدائية المتمثلة في حفر مخازن تحت الأرض لتخزين المحصول قصد استعماله في أوقات الحاجة ومنها موسم الثلوج كما حدث في الشتاء الماضي، وحسب مصادر موثوقة للشروق اليومي فإن فوهة الحفرة التي تكون صغيرة وضيقة فيما تكون الحفرة أو المطمور من الداخل واسعة تصل حتى 4 أمتار لتخزين نسبة كبيرة من الحبوب، وقال للشروق اليومي شيوخ ومسنون بالقرية بأن عملية تنظيف الحفرة عادة ما تكون بعد فتح فم الحفرة وتركها في الهواء الطلق لمدة تزيد عن 48 ساعة لكي تزول منها الروائح ويتجدد الهواء داخلها ثم يقوم االانسان بتنظيفها مستعينا بالعديد من أفراد العائلة على مراحل إلا أن جهل الضحايا وصغر سنهم ربما يكون السبب الذي أدى إلى وفاتهم الواحد تلو الآخر في ترجيديا حولت فرحة الانتاج الوفير من الشعير على مأساة، مضيفة أن الضحية مازوز دخل الأول وعندما لم يخرج وانقطعت حركته لحقه شقيقه سفيان الذي لقي نفس المصير ليتبعهما محمد الذي أراد انقاذ إبني عمه، حيث توفي لحظة دخوله لتتقدم الاخت المسكينة وتدخل الحفرة المشؤومة لإنقاذهم، وبدأت تصرخ ودخلت مضطرة تنتابها حالة من الخوف والهلع انتهت بوفاتها بجانب شقيقيها وابن عمها. وتشير ذات المصادر إلى أن والدة الأشقاء الثلاثة كانت قد حاولت الدخول إلى الحفرة لمساعدة فلذات كبدها وسحبهم منها وهي في حالة من الهستيريا، إلا أن الجيران منعوها وهي الآن في حالة حرجة بمستشفى البلدة تهذي ولا تعلم ما جرى لفلذات كبدها، كما أن شقيقهم الصغير عندما شاهد جثث أشقائه الثلاثة وابن عمه اصابته صدمة عنيفة وغادر المنزل والمنطقة الى وجهة مجهولة يهيم في البراري ويردد أسماء أشقائه وشقيقته. وهكذا يفتتح موسم الحصاد والدرس بميلة بفاجعة أليمة أتت على 4 شبان في سن الزهور من عائلة واحدة، الضحايا تم نقل جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى شلغوم العيد، فيما باشرت المصالح الأمنية تحقيقا في الحادث الاولى بولاية ميلة.