اهتزت مدينة العنصر في وهران، مساء أول أمس، على وقع خبر أليم، مفاده العثور على جثة امرأة مدفونة بفناء منزلها، تبين بعد ذلك أن فلذة كبدها من قتلها وأخفى جريمته عن الأهل والجيران الذين ضللهم في أكثر من مرة منذ اختفائها عن الأنظار. فيما أورده بعض سكان العنصر الذين مازالوا لم يستفيقوا من الصدمة ولم يصرفوا حديثهم عن نوع الجريمة وهولِها كونها تحدث لأول مرة بمدينتهم الساحلية الهادئة، فإنه قبل حوالي 3 أشهر اختفت الضحية المتقدمة في السن عن الأنظار، ما أدى بجيرانها الذين تربطهم بها علاقة جيدة إلى السؤال عنها لدى ابنها، وكان رده دائما أنها موجودة عند خالاته بمدينة العامرية في عين تموشنت، وحين تأتي الخالات لزيارة أختهم أو يُقدم أحد الأقارب لتفقدها والاطمئنان على صحتها يقول لهم، إما أنها موجودة عند الطبيب لمعاينة صحتها، أو أنها في زيارة أحباب لها من أجل مواساتهم أو تهنئتهم وما شابه من الادعاءات. وفي ظل تصريحاته المتناقضة بين ما يوهم به الجيران ويكذب به على خالاته اشتبه أحد الجيران في الأمر، وزاد اشتباهه نهار أول أمس حين سمعه يقول لخالته إن أمه في زيارة للطبيب، في الوقت الذي سبق أن قال للجيران إنها في العامرية عند أقاربها. وهو ما دفعه إلى الاتصال بمصالح الدرك الوطني بالعنصر لإبلاغهم بما دار في مخيلته جراء تصرفات ابن الضحية التي اختفت عن الأنظار منذ مدة طويلة. وإثر ذلك قام الدركيون بتوقيفه والتحقيق معه، قبل أن يتم إعلام وكيل الجمهورية لدى محكمة عين الترك بالموضوع ويتنقل الجميع بمعية طبيب شرعي إلى بيت العجوز المختفية قبل شهر رمضان الماضي. وفي بداية الأمر لم يدل قاتل أمه على مكان دفنها، فراح المحققون يحفرون في مناطق مختلفة من البيت إلى ما بعد موعد صلاة المغرب، حيث اعترف بجريمته وحدد موقع دفن من حملته في بطنها تسعة أشهر وأنشأته حتى بلغ سن الشباب. وأفاد محدثونا أنه بعد انتشال الجثة من الرمس الذي دُفنت فيه قبل نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى وهران، تبين أن الولد لم يكن رحيما بأمه حتى وهو يقتلها، حيث بدت آثار التنكيل على جسدها المشوّه، ووجهها الذي غطاه بكيس بلاستيكي، ربما لكي لا يسمع صراخها الجيران لحظة اعتقالها. ورغم أن التحقيق لم يكشف عن الأسباب الحقيقية لإقدام ابن على قتل والدته، إلاّ أن من يعرفون القاتل من سكان العنصر، أكدوا أنه شاب عادي وسلوكاته مع الناس طبيعية لا توحي بأنه يعاني من أي اختلال عقلي، ما عدا أنه مدمن على المخدرات. ومن ناحية والدته الضحية التي كانت تعيش لوحدها رفقته، فإنها امرأة بسيطة ومحترمة، تكون قد تجاوزت سن السبعين، وتعيل نفسها وولدها بمنحة تقاعد زوجها المتوفي. كما أنه لم يظهر عليها البتة ما يدعو ابنها إلى وضع حد لحياتها. وهذا ما أفقد سكان العنصر صوابهم ولم يستوعبوا ما حدث لجارتهم وما دفع بابنها إلى ارتكاب جريمة في حقها وإخفاء جثتها. م. ب