دقّ أطباء ومختصون عاملون بمستشفيات ولاية قالمة، ناقوس الخطر، بشأن خطر التسممات الغذائية التي أصبحت تهدد الصحة العمومية، وحذّروا من تناول بعض الأطعمة مجهولة المصدر في هذه الفترة، خاصة منها بعض الفواكه التي عولجت بأدوية كميائية خلال فترة النمو، أو تلك المسقية بمياه قذرة، خاصة منها بعض الفواكه الموسمية على غرار البطيخ والمشمش والخوخ. وذكر الأطباء أن المصالح الاستشفائية استقبلت في الأيام القليلة الماضية، عشرات المواطنين من الجنسين في مختلف الأعمار، كانوا يعانون من الإصابة بتسممات غذائية، جراء تناول تلك الفواكه التي تجلب من بعض المناطق دون معرفة طريقة سقيها. وذكر الأطباء أنه مع ارتفاع درجات حرارة الجو ترتفع حالات الإصابة بالتسممات الغذائية، الناتجة عن تناول بعض الأطعمة الأخرى التي تحضر بالاعتماد على بعض المواد الحساسة سريعة التلف التي لم تراع شروط حفظها أو تخزينها، خاصة منها اللحوم والبيض والأجبان والمايونيز وحتى الهريسة والطماطم، كما حدث قبل يومين فقط ببلدية هواري بومدين حيث ظهرت أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي على ما لا يقل عن 130 شخص تناولوا طبق اللحم المفروم "الكفتة" في وليمة عرس. وعلى الرغم من مختلف التعليمات والإجراءات الرقابية المفروضة على المطاعم ومحلات تحضير الوجبات السريعة، وإلزام أصحابها التقيد بشروط النظافة، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل العديد من حالات التسمم الغذائي في مناطق مختلفة من إقليم الولاية، في أوساط المواطنين، الذين تنتابهم أعراض الحمى المصحوبة بالتقيؤ والإسهال الحاد وآلام البطن، دون أن تراودهم الشكوك في تعرضهم لتسمم غذائي. وفي ذات السياق، أضاف الأطباء أنه أصبح من الضروري اتخاذ الإجراءات الوقائية من طرف المواطنين أنفسهم، والامتناع عن اقتناء أطعمة تبقى طريقة تحضيرها مجهولة بالنسبة إليهم، خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تعتبر محفزا لانتشار البكتيريا والفيروسات المختلفة، في المواد الغذائية التي لا تحفظ بطريقة سليمة أو في ظروف غير صحية. وقد أطلق الأطباء تحذيراتهم مع بداية حلول فصل الصيف تزامنا وارتفاع درجات حرارة الجو، وارتفاع الطلب على مختلف المواد والمكملات الغذائية التي تعرض من طرف الباعة على الأرصفة وعلى جوانب الطرقات تحت أشعة الشمس، وسط القمامة والنفايات المنتشرة في أماكن عرض تلك البضائع والسلع، ما يؤثر على تركيبتها الكيميائية ويحولها من مواد غذائية إلى مواد سامة قاتلة، قد تفتك بصحة وحتى حياة مستهلكيها.