أقدم منذ فجر الأحد، بعض المواطنين على غلق الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية والعاصمة بمنطقة القرية الاشتراكية الكائنة بين القصر وسيدي عيش، للمطالبة بالتهيئة، الأمر الذي أدخل مرة أخرى حركة السير بالطريق المذكور في فوضى عارمة، حيث لم يتمكن في هذا السياق المئات من المسافرين الذين اضطروا للدوران عبر طرقات ثانوية مرورا بكل من تيفرة وتيمزريت من مواصلة طريقهم بكل راحة، فيما حتمت الظروف على آخرين، من عجائز وشيوخ وأطفال وحتى المرضى، للسير على الأقدام من أجل اجتياز نقطة الغلق. أمام تواصل ظاهرة غلق الطرقات بهذه الولاية التي حطمت كل الأرقام القياسية، في ظل تقاعس المسؤولين في أداء واجبهم وحل مشاكل المواطنين، فإن المستقبل السياحي لهذه الولاية الساحرة بمناظرها الطبيعية، لا غير، قد وُضع على كف عفريت، بالنظر إلى التراجع المستمر لعدد زوار الولاية من سنة إلى أخرى، فبعد العذاب الذي عاشه مستعملو طرقات هذه الولاية على مدار الأشهر الفارطة، فقد جاء الدور هذه المرة على زوار الولاية، ونحن في موسم الاصطياف، حيث إن مثل هذه التصرفات قد بدأت تعذب الزوار الذين اختاروا هذه الولاية من أجل قضاء عطلتهم الصيفية، هذه الأخيرة التي بدأت على ما يبدو بالمعاناة بدلا من الراحة. يحدث هذا رغم عديد النداءات التي أطلقتها العديد من الجهات من أجل تفادي غلق الطرقات على المواطنين، حتى إن والي الولاية قد طالب مؤخرا بغلق مقر الولاية بدلا من الطرقات وأن أبواب الحوار مفتوحة في أي وقت، لكن ورغم ذلك فإن دار لقمان لا تزال على حالها، بعدما تحوّلت هذه الظاهرة إلى علامة مسجلة تميز الولاية 06 عن باقي ولايات الوطن، فمتى يتم القضاء على مثل هذه الممارسات البالية التي أكل عليها الدهر وشرب؟- يتساءل سكان الولاية وحتى زوارها.