لا تزال ألسنة اللهب تأتي على الأخضر واليابس بولاية بجاية، بعد أيام قضاها سكان مختلف بلديات الولاية "في جهنم"، جراء الارتفاع الجنوني لدرجات الحرارة يضاف إليه اندلاع عشرات الحرائق بمناطق مختلفة منها أدكار وتوجة وبني كسيلة وتيمزريت وسوق الاثنين وأوقاس وملبو وتامريجت ووادي غير وتيفرة والقصر وغيرها. وتسببت هذه الحرائق في تفحم عشرات الهكتارات من الغطاء الغابي، بالإضافة إلى احتراق عديد خلايا النحل والدواجن دون الحديث عن إتلاف المئات من الأشجار المثمرة على رأسها أشجار الزيتون التي تشتهر بها الولاية. ورغم حالة الطوارئ التي أعلنت في صفوف الحماية المدنية ومحافظة الغابات إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل خسائر معتبرة في الغطاء الغابي الذي تزخر به الولاية، حيث أحصت في هذا الصدد مصالح محافظة الغابات 98 حريقا ضخما تسببت في إتلاف 1740 هكتار منذ بداية موسم الاصطياف، منها 166 هكتار من الأشجار المثمرة. وقد عاش سكان قرى البلديات المذكورة لحظات من الهلع بعدما حاصرت النيران سكناتهم كما كان الحال ليلة أمس الأول بقرى بلدية تيفرة وبني كسيلة بعدما رفض المواطنون مغادرة منازلهم حيث تجنّد سكان هذه المناطق الذين تضامن معهم مواطنون من مناطق أخرى من أجل إطفاء الحرائق التي تهدّدهم، وهي المجهودات التي تضاف إلى مجهودات أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات.
... البيلدوزر لإخماد الحرائق وقد عاش سكان قرى بلدية توجة "الجحيم" والتي تضررت كثيرا جراء هذه الحرائق التي بلغ علوها نحو 25 مترا- يؤكد المواطنون، كما ساعد هبوب رياح قوية من حين لآخر في انتشار هذه الحرائق الأمر الذي أجبر سكان بعض القرى على مغادرة قراهم حيث فتح في هذا الصدد سكان منطقة إباريسن أبواب منازلهم لإيواء العائلات، فيما لجأت مصالح بلدية توجة للاستعانة ببيلدوزير من أجل شق فراغ بين الحرائق المندلعة وسكنات المواطنين الأمر الذي جنب وقوع الكارثة. هذا ولا تزال حسب محافظة الغابات بالولاية 7 حرائق مشتعلة بكل من بلديات ملبو وتيفرة وبني كسيلة وتوجة، في الوقت الذي تم تسجيل انقطاع متكرر للتيار الكهربائي بمناطق عديدة سواء شرق أو غرب الولاية الأمر الذي حرم المواطنين من استعمال المكيّفات الهوائية لتتحوّل بذلك سكناتهم إلى أشبه بأفران يضاف إلى هذا مشكل غياب المياه الصالحة للشرب، وهو المشكل الذي يطرح نفسه بشدة هذه الأيام بجل بلديات الولاية.