استيقظ سكان ديار البركة ببلدية براقي بالعاصمة أول أمس على وقع فاجعة راح ضحيتها صفوان نور الإسلام البالغ من العمر 6 سنوات على إثر تعرضه لحادث مرور أليم من قبل حافلة لنقل المسافرين بالقرب من الحي الذي كان يلعب مع شقيقه عبد الرؤوف الذي رافقه في اللحظات الأخيرة من عمره.تشاء الأقدار أن تبقى رغبة صفوان في الإلتحاق بمقاعد الدراسة السنة المقبلة مجرد حلم لن يتحقق ،رغم التحضيرات التي قام بها تأهبا للدخول المدرسي الجديد. آخرها كان الأسبوع المنصرم لما قام بالتقاط صور شمسية من أجل إعداد الملف المدرسي ، من أجل أن يرافق أخاه عبد الرؤوف الذي يدرس في السنة الثانية، لكن هذا سوف لن يحدث أبدا لأن صفوان رحل الى جوار ربه. وحسب شهود عيان كانوا لحظة الحادثة بعين المكان من بينهم خال صفوان فإنه في حدود الساعة السادسة مساء من أول أمس حين كان صفوان يلهو مع جماعة من الأطفال، أقدمت حافلة من نوع "إيسيزو" لنقل المسافرين تعمل على خط براقي باتجاه حي 2004 مسكن ، بسرعة 80 كلم في الساعة هروبا من إكتظاظ الطريق الرابطة للأربعاء وبراقي ، ولكي يختصر المسافة لجلب أكبر عدد من الركاب، وبسبب إهمال السائق الذي كان يسعى الى التسابق مع زميل له لم ينتبه للطفل الذي كان أمامه فدهسه ولم يتوقف ، ولم يتوقف لمعرفة مصير الصبي بل فر هاربا ، قبل ان يلقي القبض عليه من قبل أعوان الأمن. ليرحل صفوان تاركا وراءه فراغا لدى أهله وأقربائه والكثير من الأسئلة، تقول الوالدة فور استفاقتها من حالة الإغماء الذي تعرضت له حال سماعها الفاجعة، "راح المازوزي ديالي ....كان لا بأس به فرحان مع خوه وختو...وخدولي وليدي.."لا تستطيع الكلام لأنها كانت تذرف دموع "الحرقة " على فلذة كبدها. وعلى صعيد مواز خلفت الفاجعة حقدا وكراهية ، واستياء كبير من قبل أهل الضحية و جيرانه اتجاه المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا وراء مثل هذه المجازر ، حيث عاشت براقي ليلة أول أمس أحداث شغب عنيفة و أضرمت النيران أمام الطريق الوطني الرابط بين براقي و الكاليتوس مباشرة عقب الحادثة ، إذ تم غلق الطريق بالعجلات المطاطية و أضرمت النيران تضامنا مع عائلة صفوان ، وقد استمرت أحداث الشغب الى حين تدخل أعوان أمن الدائرة الحضرية التي طوقت الإحتجاج بعد أن وعد هؤلاء بنقل انشغالهم لوالي العاصمة. وقالوا في تصريح للشروق اليومي أن الطريق التي مرت منها الحافلة التي دهست صفوان كان من المفروض أن تغلق لأنها تتوسط تجمع سكني و إكماليتين و مدرسة ابتدائية ، مضيفين أن الأطماع والإهمال واللامبالاة سبب الحادثة التي تعرض لها صفوان والبقية آتية. سليمة حمادي