اعترف المدرب نور الدين زكري بصعوبة تغيير وضعية المنتخب الوطني حاليا، حتى لو تولى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مهمة تدريب "الخضر"، مرجعا ذلك إلى الأخطاء المتوالية في "كاستينغ" المدربين وغياب الاستمرارية في العمل والمشروع الفني، كما تعجب مدرب وفاق سطيف السابق من غياب معايير واضحة لتعيين الناخب الوطني وحصر ذلك، كما روّج له، في عامل اللغة الفرنسية شرط الفاف الأبرز في المدرب المقبل ل"الخضر"، ولم يفوت زكري الفرصة للحديث عن وضعية مولودية الجزائر، واصفا إياها بالفريق القوي إداريا وماديا والضعيف فنيا. قال زكري، أمس، خلال نزوله ضيفا على منتدى "الشروق" إن وضعية المنتخب الوطني صعبة ومعقدة حاليا، وصرح بالخصوص: "وضعية المنتخب حاليا معقدة وحتى مورينيو لن يكون قادرا على تغيير الواقع في هذه الظروف.. أتعرف لماذا..؟"، قبل أن يضيف: "لأن المنتخب يفتقد المشروع الفني، ففي 1982 تألقنا في إسبانيا ثم غاب المنتخب، وفي 1990 فزنا بكأس إفريقيا ثم غاب المنتخب، وفي 2010 تأهلنا لكأس العالم ووصلنا إلى المربع الذهبي في كأس إفريقيا ثم غاب المنتخب، وفي 2014 تأهلنا للدور الثاني في المونديال والجميع يعرف ما حدث للمنتخب بعد ذلك.."، وعاد المدرب السابق لمولودية الجزائر إلى الحديث عن قضية المدرب الجديد ل"الخضر"، وعلى وجه التحديد المتعلقة بالمعايير المتبعة لاختياره، وقال: "نجهل المعايير التي يستند إليها لتعيين الناخب الجديد.. بالنسبة إلي، المدرب المناسب هو ذلك الذي يعرف ذهنية اللاعبين ومحيط المنتخب الداخلي والخارجي وعدة أمور أخرى متعلقة ب"الخضر"، وعلى رأسها التحكم في غرف الملابس لأنها كانت سببا مفصليا في مشاكل المنتخب كما حدث مع راييفاتس.."، وتابع: "المدرب الذي سينجح مع المنتخب هو ذلك الذي ستكون لديه السلطة على اللاعبين..". من جهة أخرى، عبر زكري عن استيائه من الطريقة التي أخرج بها ماجر من المنتخب الوطني، وقال بهذا الشأن: "كنت أول شخص انتقد خيار تعيين ماجر.. لأنه ليس مدربا ولا يملك أي تجربة ولا شهادة ولا لقب في هذا المجال.. تعيينه كان غلطة تاريخ"، مضيفا: "لكن طريقة إقالة ماجر كانت مهينة، بما أنهم كانوا عينوه إلى غاية "كان 2019" كان من الأجدر إبقاؤه في منصبه إلى غاية تلك المحطة ثم محاسبته.. ماجر أسطوة وقدم الكثير للجزائر كلاعب وكان يستحق مصيرا أحسن مما حظي به في مسألة تدريب "الخضر" وكان على منتقديه أن يبتعدوا عن الجوانب الشخصية وحصر انتقاداتهم له في الأمور الفنية فقط..". إلى ذلك، وبخصوص المشاركة الإفريقية للأندية الجزائرية، استبعد مدرب الرائد السعودي السابق تألقها، موجها انتقادات فنية كبيرة إلى مولودية الجزائر، وقال بهذا الشأن: "لقد تابعت لقاء المولودية-مازيمبي في ملعب تشاكر، وكما كانت عليه الحال الموسم الفارط، أداء المولودية كان ضعيفا وغابت الحلول الفنية.. المشكل في المدرب كازوني الذي لم يوفر أي حل فني ولا تكتيكي، وأنا أستغرب كيف جدد عقده وهو الذي حصد سنة سوداء مع الفريق، بعد أن ضيع كل الألقاب المتاحة، كما أن سيرته الذاتية ضعيفة ولم ينجح في كل تجاربه السابقة إلا أنه يحظى بالثقة في المولودية..". واستبعد زكري إمكانية تتويج المولودية بلقب رابطة أبطال إفريقيا وقال: "رغم أن مازيمبي الحالي هو الأضعف حاليا مقارنة بنسخاته السابقة، إلا أن المولودية لم تفز عليه، وأنا لا أتوقع تتويج المولودية باللقب، وسيكون ذلك معجزة إن حدث، حتى ولو أن المستوى الإفريقي تراجع كثيرا مؤخرا.."، أما بخصوص وفاق سطيف، فثمن زكري عودته القوية مؤخرا وتوقع أن يلعب التأهل في المركز الثاني بينه وبين مولودية الجزائر على ملعب 5 جويلية، في حين دافع زكرينيو عن المدير الرياضي لاتحاد العاصمة، عبد الحكيم سرار، ردا على الانتقادات التي وجهتها بعض الأطراف إليه، وقال: "سرار يعمل في ظروف مختلفة مع الاتحاد، فخلال عهد إنجازاته مع الوفاق كانت السوق تتوفر على لاعبين جيدين، العرض كان موجودا، أما الآن فلا وجود لهؤلاء اللاعبين والمواهب، وأنا أتفق معه بخصوص فراغ سوق اللاعبين في الجزائر..". وفي سياق آخر، عاد زكري إلى الحديث عن جدلية المدربين أصحاب الشهادات والأطراف التي تنكر "علمية" كرة القدم، وهو الذي تحصل على شهادة "يويفا برو" أعلى شهادة تدريبية حاليا من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، وقال: "لقد تحصلت على هذه الشهادة بعد سنة كاملة من الدراسة والعمل وبعد أن اخترت ضمن قائمة 20 مدربا تتاح لهم فرصة التكوين كل سنة.. الرسكلة والدراسة ضرورية لمواكبة التطورات الحاصلة في كرة القدم"، وتابع: "كرة القدم علوم متطورة وكأس العالم الأخيرة أثبتت هذه الفرضية، لكن للأسف نحن في الجزائر نشجع الجهل على العلم، والأشخاص الذين يروجون لذلك ويحبون الجهل سيعيشون فيه ويموتون جهلاء.."، أما بخصوص مستقبله والعروض التي وصلته في الآونة الأخيرة، قال المدرب السابق للوكرة القطري: "لقد وصلتي عدة عروض الموسم الفارط من الجزائر كما يعرف الجميع، على غرار شباب بلوزداد ووفاق سطيف وشبيبة القبائل، هذه الفرق كبيرة ولا يمكن رفضها، لكني اعتذرت بسبب ارتباطي بتربص "اليويفا برو"، لكن حاليا لم تصلني عروض محلية.."، مضيفا: "وصلتي بعض العروض الخارجية، على غرار النجم الساحلي التونسي حيث كنت قريبا جدا من تعويض مضوي لكني لم ألتحق بسبب ارتباطي بتربص "اليويفا برو"، كما أني في مفاوضات مع ناديين من شمال إفريقيا وستتضح وضعيتي خلال الأيام المقبلة"، كما لم يفوت زكري الفرصة للحديث عن تدخل بعض الأطراف لإفشال صفقة تدريبه للنادي الإفريقي التونسي، وصرح: "لقد كنت قريبا من تدريب الإفريقي التونسي، لكن في آخر لحظة أكد لي مناجيري أن رئيس النادي تراجع عن ذلك بعد أن تحدث إلى رجل أعمال جزائري تربطه به علاقة عمل.. هذا الرجل نصحه بعدم التعاقد معي.."، قبل أن يختم: "لقد حرصت على الحصول على الشهادات والدراسة خارج الجزائر حتى يستفيد بلدي من ذلك، لكن إن أرادت بعض الأطراف عكس ذلك، فأنا سأعمل خارج بلدي..".