أعد بإهداء الجزائر كأس أمم إفريقيا لو يمنحوني الفرصة عُرف بكلامه الصريح وخبطاته الإعلامية المثيرة، على شاكلة صاحبها الذي كثيرا ما أثارت تصريحاته جدلا واسعا ونقاشا ساخنا في الأوساط الرياضية. صاحب «القبعة الباسكية» الذي عشق الكرة والتي جعلته يسافر إلى إيطاليا للنهل من منبعها لقب ب «زكرينيو»، الأخير الذي إلتقته النصر في ليلة رمضانية من خلال الهاتف، و فتحت معه الكثير من القضايا الخاصة بمشواره التدريبي وكرة القدم الجزائرية وحياته الخاصة. مرحبا كوتش، نريد إجراء حوار عن يومياتك في رمضان؟ في الحقيقة قررت أن لا أتكلم لوسائل الإعلام الجزائرية من جديد، كوني وجدت نفسي أتحدث دون فائدة، ولكن بعد أن تعبتم في جلب رقم هاتفي في إيطاليا لن أردكم خائبين، أنا إنسان صريح ولا أحب من يقيدني، وما في قلبي على لساني، وسأجيبكم على جميع أسئلتكم. لما أنت مبتعد عن التدريب لحد الآن ؟ كانت لي بعض العروض في بداية الموسم، ولكنني رفضتها جميعا، كونها لا تتماشى مع طموحاتي، لقد كنت أنتظر تعييني كمدرب في مولودية الجزائر، خاصة وأن اسمي كان على طاولة المسيرين، قبل أن تتغير الأمور فيما بعد لأسباب لم أفهمها لحد الآن، لقد رفضوا الاتصال بي رغم أن جماهير المولودية كانت تصر على أن أكون المدرب الجديد. *زكري معاقب تحت الطاولة وصراحتي سبب مشاكلي مع روراوة ماذا حدث مع مسيري المولودية حتى ابتعدت عن تدريب فريقهم ؟ أنا معاقب تحت الطاولة ولن أعمل مع أي فريق، ربما مع الأندية الصغيرة مسموح لي، ولكن مع الأندية الكبيرة لا اعتقد، لقد كنت في طريقي للعودة إلى مولودية الجزائر، حيث كنت في اتصالات دائمة مع الرئيس عمر غريب، الأخير الذي وعدني بأني سأعمل إلى جانبه بمجرد عودته، لقد أخبرته بأنهم لن يسمحوا له بتعييني، غير أنه ظل يصر عليّ، ما جعلني أمنح موافقتي، إلى درجة أنني تابعت لقاء المولودية و تاجنانت في الملعب إلى جانبه، لقد كنت في انتظار اتصاله عقب تعيينه كرئيس، ولكنه اختفى، ولم يكلف نفسه حتى عناء الاتصال بي للاعتذار. هل هذا يعني بأنك ممنوع من التدريب في الجزائر؟ ما حدث لي مع الرئيس عمر غريب جعلني أتأكد رسميا بأن زكري منبوذ على مستوى الساحة الرياضية الجزائرية، ولن يعمل في أي فريق مادام هناك بعض المسؤولين، لقد قلت لكم أنا معاقب تحت الطاولة وصراحتي سبب مشاكلي، خاصة مع رئيس الفاف محمد روراوة الذي حاول إيهامي من قطر بأنه لا يملك أي مشاكل معي، ولكن الحقيقة عكس ذلك، صدقوني روراوة يعرف قدراتي ويعترف بها، خاصة وأنني متخرج من أكبر المدارس الكروية، ويتعلق الأمر بمدرسة كوفرتشانو الإيطالية التي مر عليها كبار المدربين في العالم. ألا تعتقد بأن صراحتك سبب مشاكلك ؟ لست منافقا وكذابا ولم يسبق لي أن تكلمت عن أمور غير موجودة. سأحافظ على صراحتي حتى ولو تسببت لي بمزيد من المشاكل، أنا أدرك بأن شخصية زكري القوية تزعج الكثيرين في الجزائر، وهي من جعلتني بعيدا عن التدريب لحد الآن، لن أتخلى عن مبادئي حتى ولو ابتعدت عن التدريب بشكل نهائي. *عائلتي الثورية قدمت خمسة شهداء للجزائر اعترافك بأنك مناصر لمولودية الجزائر تسبب في تراجع محبيك في سطيف، أليس كذلك؟ شعبيتي في سطيف لم تتراجع لأني لم أخن الوفاق يوما، وتشجيعي للمولودية كان قبل مجيئي لعين الفوارة، لما كنت مع الوفاق تعادلت مع المولودية بملعبها وفزت عليها ب8 ماي, وفي هذا الموضوع أريد أن أتحدث عن أمر خطير، يتمثل في أن هناك من خان الوفاق، وجعلنا نضيع حلم الفوز بلقب البطولة، للأسف الفريق تعرض للخيانة من أحد السطايفية، وسيأتي اليوم الذي سأكشف فيه من خان الفريق، وسأتكلم عن كل شيء حتى يعرف الجمهور السطايفي بأن زكري عمل بإخلاص في هذا الفريق، ولم يبخل عنه بشيء. إذن أنت تؤكد بأن علاقتك بالسطايفية كانت ولا تزال رائعة؟ صحيح أنني أشجع مولودية الجزائر، التي تعد فريق القلب بالنسبة لي، ولكني في الوقت ذاته أناصر الوفاق السطايفي، وسأبقى أشجعه، أنا أعتز بمحبة الجمهور السطايفي الذي لدي علاقة مميزة به. عند مرورك بالوفاق لاحظنا أداء فرديا وجماعيا راق، ما تعليقك ؟ سؤالكم اعتراف ضمني بالجميل، وهو ما أريد من المتتبعين لشؤون الكرة التركيز عليه، لا أن يقيموني من كلامي، وينتظرون مني زلة لسان من أجل رميي بالسهام، تجربتي مع الوفاق كانت ناجحة، حيث قدمت الكثير من الأشياء، ولو تسألوا اللاعبين الذين عملوا معي أمثال دلهوم وحاج عيسى وحشود وبلقايد تدركوا مدى تأثيري الإيجابي على مشوارهم الكروي، لقد أبدعوا معي على المستوى الفردي والجماعي، وهذا هو المدرب المؤثر الذي يأتي بالجديد للاعبين لا من يكتفي بتجميع الأموال. حاج عيسى أبدع في عهدك، ماذا تقول عن هذا اللاعب الذي يعاني التهميش الآن؟ حاج عيسى سجل معي 13 هدفا ومترف سجل 13 هدفا ودلهوم سجل 12هدفا، صدقوني أداء معظم اللاعبين معي كان راقيا، خاصة وأنني أجيد التحضير النفسي والبدني والتكتيكي، أنا لدي مؤهلات كبيرة، وكنت وراء بروز أسماء عديدة، على غرار حاج عيسى، الذي أبدع بألوان الوفاق وكان من أفضل اللاعبين في البطولة الوطنية في تلك الفترة، وفي هذا الخصوص أريد إضافة شيء آخر. *تعودت على الصوم في ايطاليا وتلاحم الجالية لا يشعرني بالغربة تفضل... عند قدومي إلى الوفاق وجدت حاج عيسى يكتفي بالتمريرات الحاسمة ويعجز عن الوصول إلى شباك المنافسين، فطلبت منه تحسين جانبه التهديفي، والسير على خطى النجم الإيطالي روبرتو باجيو، الذي كان يسجل 20 هدفا ويقدم عدة تمريرات حاسمة في الموسم الواحد، لقد أثر كلامي فيه، ما جعله ينجح في تطوير إمكاناته، إذ سجل معي حصيلة معتبرة من الأهداف، هو لاعب بمواصفات كبيرة، وأنا أتحسر لوضعيته الحالية، حيث يحاولون إجباره على وضع حد لمشواره الكروي رغم أنه لا يزال قادر على العطاء. هل الوفاق قادر على التتويج برابطة الأبطال مجددا؟ الوفاق قلعة للألقاب والتتويجات، وأنا أتوقع لهم التألق في رابطة الأبطال، ولما لا تكرار الإنجاز الذي حققوه قبل سنتين. *سطيف مدينة الألقاب والكؤوس وغريب طعنني في الظهر عملت في السودان والسعودية وقطر، كيف تقيم هذه التجارب ؟ تجاربي في هذه البلدان الثلاث كانت ناجحة ومفيدة، حيث كسبت فيها حب الجماهير، ففي السودان تجربتي مع أهلي شنداي أكسبتني الكثير من الأشياء، وحتى جماهير الهلال والأهلي كانت تحترمني، وطلب خدماتي في فريقها، لقد كان لي سوء تفاهم بسيط مع مسؤولي شنداي، و لكن حاليا الأمور جيدة مع الأشقاء في السودان، وفي الرائد عملت بإمكانيات ضئيلة، ولكنني تركت بصمتي في الفريق بشهادة أنصار النادي وكذلك تجربتي في قطر كانت ناجحة. هل أنت مستعد لتدريب الخضر ؟ أكيد مستعد لتدريب المنتخب الوطني، ولكن ذلك مستحيل في الوقت الحالي لاعتبارات بعيدة عن الكفاءة، صدقوني من أشرفوا على الخضر قبلي ليسوا أحسن مني، والكأس الوحيدة التي توجت بها الجزائر جلبها سطايفي حر، وهو كرمالي رحمه الله، أنا سبق لي أن قلت أنني قادر على تدريب المنتخب البرازيلي بنجومه، وهنا أؤكد أنا أتكلم عن الكفاءة والشهادات التي تسمح لي بتدريب منتخب بحجم منتخب السامبا، ولم أقل سأدرب المنتخب البرازيلي. *اختيار المدربين الفرنسيين لقيادة الخضر يزعجني قلت أيضا بأنك قادر على إهداء الجزائر كأس أمم إفريقيا، أليس كذلك ؟ أجل قلت هذا، وأكرره من جديد، حقيقة قادر على إهداء الجزائر كأس أمم إفريقيا لو يمنحوني الفرصة، أعرف إمكاناتي جيدا، ومن مروا على الخضر ليسوا أفضل مني سواء حليلوزيتش أو غوركوف أو كفالي، وفي هذا الصدد أود الحديث عن الكلام الذي قاله عني المدرب أليساندرو ألتوبيلي نجم الإنتر السابق، والفائز بكأس العالم مع منتخب إيطاليا سنة 1982. ماذا قال عنك أليساندرو ألتوبيلي ؟ ألتوبيلي درس معي في إيطاليا، ويعرف قيمتي جيدا، لقد سألوه عن المدرب الأنسب للمنتخب الجزائري فتعجب، وقال كيف تبحثون عن مدرب ولديكم زكري هو يعرف لغتكم ويتكلم الفرنسية والإيطالية، ويعرف العقلية الجزائرية، ومتخرج من أعظم مدرسة للتدريب، لقد كنت أنتظر نصرتي من الإعلاميين، ولكن لا أحد أخذ بتلك التصريحات لا لشيء سوى لأن الأمر يتعلق بمدرب لا ينحدر من العاصمة. هل المدرب المحلي يملك المقدرة لقيادة نجوم الخضر الآن ؟ أنا مدرب إيطالي التكوين، ولا أضع نفسي في خانة المدربين المحليين، هم يجيبونك عن سؤالك، وبخصوص رأيي في المدرب الأنسب لقيادة الخضر في المرحلة المقبلة فأنا أرشح نفسي، خاصة وأن لدي المؤهلات التي تسمح لي بذلك. ما رأيك فيما قدمه محرز هذا الموسم ؟ ما قدمه محرز هذا الموسم استثنائيا، حيث قاد فريق مغمور مثل ليستر سيتي للفوز بلقب «البريمرليغ»، كما نجح في افتكاك عديد الجوائز الفردية، لعل أبرزها الفوز بلقب أحسن لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز، هو لاعب موهوب، وأتمنى له الأفضل، ولكن أنصحه بعدم الانتقال إلى برشلونة أو الريال لأن ذلك قد ينعكس بالسلب على مشواره الاحترافي. *أنا مدرب إيطالي والجزائر أنجبت من هو أفضل من غوركوف وحاليلوزيتش وكفالي من تشجع في كأس أمم أوروبا، ومن هو منتخبك المفضل في كوباأمريكا ؟ أنا من مشجعي المنتخب الإيطالي في اليورو، خاصة وأنني أعيش في هذا البلد منذ سنوات، وبخصوص المنتخب الذي أفضله في كوباأمريكا فليس لدي ميولات خاصة، ولكني اعتقد بأن الأرجنتين تملك الأسبقية. كيف يقضي زكري رمضان في إيطاليا ؟ متعود على الصوم في إيطاليا، وتلاحم الجالية هناك لا يشعرني بالبعد عن الجزائر، أنا أقضي شهر رمضان بالكامل في العبادة والتقرب من المولى عزوجل، حيث أنهض باكرا وأذهب للتسوق، ثم أصلي الظهر بالمسجد، وأمكث هناك إلى غاية صلاة العصر، وبعدها أعود إلى المنزل من أجل انتظار أذان المغرب والإفطار الذي يكون في الغالب جماعيا، قبل التوجه إلى المسجد مجددا من أجل أداء صلاة التراويح. *أشجع إيطاليا في اليورو والأرجنتين تملك الأسبقية في كوباأمريكا ماهو طبقك المفضل في رمضان ؟ طبقي المفضل في رمضان هو «شربة فريك» ككافة الجزائريين الذين ينحدرون من شرق البلاد، كما لا يمكنني الاستغناء عن «البوراك»، دون نسيان الأطباق الأخرى التي تزين المائدة الجزائرية في رمضان. لماذا يصفونك بالمدرب المثير للجدل؟ أعتقد بأن أصحاب الثقافات الضيقة من يطلقون عليّ هذا الوصف الذي هو بعيد كل البعد عني، هم ينزعجون من صراحتي وكلامي الصائب. أقول لهم زكري لن يتغير، كونه إنسان حر وسيظل كذلك، ويفتخر بأنه من عائلة ثورية قدمت خمسة شهداء إلى هذا الوطن. *لا أنصح محرز بالانتقال إلى برشلونة أو الريال ماذا تقول عن سقوط مولودية باتنة ؟ أتأسف لما يحدث لهذا الفريق العريق وأتمنى أن ينجح المسؤولون الجدد في إعادته إلى مكانته الطبيعية في أقرب وقت ممكن.