* سرار وراء فشل مفاوضاتي مع الأندية المحلية والأجنبية ثمانية أشهر على رأس العارضة الفنية لوفاق سطيف كانت كافية للمدرب الشاب نور الدين زكري أن يسكن قلوب الملايين من الجزائريين بفضل طريقة عمله وتعامله مع المنافسين وصراحته، لكن هاته الصراحة كلفته الكثير، فبعد أن أبعدته من تدريب الوفاق، ها هو اليوم بدون فريق، بالرغم من مرور حوالي خمسة أشهر عن إقالته من تدريب فريق النسر الأسود· في هذا الحوار المطول الذي خصّنا به زكري يتحدث عن مستقبله الكروي وعن الأسباب التي جعلته بدون فريق· *"أقول لسرار حسبي الله ونعم الوكيل" * مستعد لتدريب مولودية الجزائر إذا تمت إقالة آلان ميشال * حبي لمولودية الجزائر أكثر من حب "الشناوة" لفريقهم * عيب أن نتحدث عن الاحتراف والمنتخب الوطني لا يملك ملعبا يتدرب عليه· * بداية أين هو نور الدين زكري؟ - أتواجد بمدينة مسقط رأسي باتنة· * وما سبب وجودك طول هاته المدة كلها دون فريق؟ - عسى أن تكرهوا شيئا فهو خير لكم، تريد الحقيقة جميع العروض التي توصلت بها لم يتجسد ولو واحد منها على أرضية الواقع، فكلما أقول أنني سأمضي على عقد تدريب لفريق ما إلا وتفشل المحاولة، وأجد نفسي مجددا بدون فريق· * يقال أن سرار وراء كل الاتصالات التي تمت بينك وبين أكثر من فريق؟ - هذا لا شك فيه، وأنا على يقين أن سرار هو وراء فشل كل الاتصالات، وكل ما أقوله لهذا الرجل حسبي الله ونعم الوكيل· * هل يراودك الحنين للعودة مجددا للعمل في إيطاليا؟ - كل ما أقوله لكم، إذا اقتضت الضرورة سأعود إلى حيث كنت، لكن حاليا أملي أن أجد فريق في الجزائر محترم وأشرف عليه، وأنا على يقين أن الفريق الذي سأدربه سأجعل منه تحفة فنية وسأدخله التاريخ· * إذا افترضنا أن فريق نادي بريرا المنتمي إلى الدرجة الثانية في إيطاليا عرض عليك العودة كيف سيكون جوابك؟ - حاليا سأرفض العرض، لكن مستقبلا سأوافق، خاصة وأنه يحظى باحترام كبير من طرف مسيّري هذا الفريق حتى من طرف جماهيره، بعد ما كان لي شرف ترقيته إلى المستوى الثاني، علما أن الفريق والنادي الثالث في مدينة ميلان بعد الأنتر وميلان آسي· * حاليا هل لك اتصالات بداخل الوطن؟ - حاليا ليس لي أي اتصال مع أي نادٍ· * إذن ما صحة الأخبار التي تداولت قبل تعيين رشيد بلحوت مدربا للشبيبة قد عرض عليك حناشي تدريب فريقه؟ - مجرد كلام صحف ليس إلا، فحناشي لم يتصل بي· * لنفترض أنه عرض عليك الإشراف على فريقه هل كنت ستوافق؟ - أوافق بشروط، فأنا مدرب محترف ومتخرج من أكبر المعاهد التدريبية في العالم، لكن الذي يجب أن أقوله لكم أن تدريب فريق بحجم شبيبة القبائل يشرّفني كونه فريق محترم ويعتبر من بين أقوى الأندية ليس الجزائرية فحسب بل على مستوى القارة الإفريقية، زد على ذلك أن الفريق يرأسه رئيس يغير على فريقه ويسعى دوما لأن يكون فريق الشبيبة ضمن الأحسن والأقوى على المستوى الوطني· * ماذا عن فريق اتحاد العاصمة الذي يردد اسمك ضمن الإدارة المسيّرة؟ - لو كنت حقا ضمن الأسماء المقترحة لتدريب الفريق فلماذا لم يتم الاتصال بي، واتحاد العاصمة تعاقد رسميا مع المدرب رونار· * يقال أنك رفضت أكثر من عرض تدريب في الجزائر؟ - نعم العرض من أندية التي لا تملك قاعدة احترافية، فأحد رؤساء هاته الأندية عرض عليّ مبلغا خياليا مقابل تدريب فريقه إلا أنني رفضت، فأنا لست من المدربين الذين يلهثون وراء الأموال، فلو كنت كذلك لما تركت إيطاليا ورجعت إلى الجزائر· * من هو هذا الفريق وكم عرض عليك رئيس فريقه لتدريب ناديه؟ -لا داعي لذكر هذا الفريق، لكن الذي يجب أن يعلمه العام والخاص أنني لو قبلت تدريب هذا النادي لكنت اليوم أغلى مدرب في الجزائر لكل الأوقات بما فيهم المدربين الأجانب· * ألست نادما لعدم قبولك تدريب هذا الفريق؟ - كل خطوة أخطوها أحسب لها ألف حساب، فقبل أن أضع رجلي أعي أين أضعه، لهذا لم ولن أندم لرفضي تدريب هذا الفريق، فأريد العمل في فريق محترم وطموح· * لنفترض أن مولودية الجزائرية عرض عليك تدريبه هل توافق؟ - مولودية الجزائر فريق كبير وشرف لي ولكل مدرب أن يشرف على تدريبه، لكن هناك نقاط يجب أن أوضحها لكم في هذا الحوار· * وما هي؟ - أهم هاته النقاط أن بعض من جمهور المولودية فهمني خطأ الموسم الماضي على أنني ضد فريقهم وعلى أنني أكره المولودية، لكن الواقع هو عكس ذلك تماما، فأول فريق عشقته بعد أن عرفت معنى كرة القدم هو مولودية الجزائر، تصوروا أنه حين كان عمري ست سنوات بدأت في مناصرة المولودية، ومع مرور السنوات تمنيت أن ألعب ذات يوم لهذا الفريق، وأتذكر جيدا أنه حين حاز على كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1976 كنت ضمن الأطفال الذين احتفلوا بهذا التتويج التاريخي، ولا زلت إلى حد الآن أحتفظ براية للفريق، أكثر من ذلك لا زلت أحتفظ بصور عديدة لهذا الفريق أيام بتروني وباشطا وباشي ومحيوز وزنير وبن شيخ· مولودية الجزائر يمثل بالنسبة لي كل شيئ، يمثل الشباب، يمثل الوطن، يمثل المرآة الحقيقية للكرة الجزائرية، فكلما كان فريق المولودية في قوته كلما كان المنتخب الوطني في عز أيامه، أكثر من ذلك فمدرجات ملعب 5 جويلية لن يملأها إلا جمهور المولودية وهي حقيقية لا أحد ينكرها، فاللعب بمدرجات مملوءة عن آخرها يزيد كرة القدم الجزائرية رونقة وجمالا، ويجعل الجمهور الجزائري يعيش حقا كرة القدم· * وماذا كذلك؟ - هناك نقطة مهمة يجب أن أوضحها في هذا الحوار، وتتمثل في أن محبي المولودية لا أقول الكل بل البعض منهم قد فهمني خطأ حين قمت ببعض الإيماءات ضدهم في الموسم الماضي خلال مباراة الوفاق، فالذي يجب أن يعلمه هؤلاء أن ما قمت به يدخل ضمن الحرب النفسية التي يتخذها المدرب ضد الفريق الذي يكون يتنافس معه على إحدى الألقاب، فمثلا نجد مورينيو مدرب ريال مدريد يستعمل الكثير من الإيماءات ضد المنافس· أقول ما قمت به في مباراة الوفاق والمولودية الموسم الماضي، كانت بالنسبة لي عادية، فلو كنت أعرف أن تلك الإيماءات ستغضب جماهير المولودية لما قمت بها، ولم أجد وسيلة لأعتذر لجماهير النادي ما صدر مني والتي فُسرت خطأ والحمد لله الذي وجدت في جريدة الشباك ملاذا لأعبر لمحبي المولودية، أن محبتي لهذا الفريق أكثر من محبة الكثير من الأنصار وهي حقيقة أحس بها، فلو عرف هؤلاء مدى حبي للمولودية لما تهجم عليّ· ولتوضيح الصورة أكثر عن مدى حبي لفريق المولودية، أقول إنه أثناء وجودي في إيطاليا كونت فريقا من الجزائريين المقيمين في مدينة ميلانو، واخترت زيّ المولودية والقميص الذي كنت أرتدي أثناء إشرافي على فريق نادي بريرا هو قميص لفريق المولودية، وكثيرون من سألوني عن سبب اختياري لقميص مولودية العاصمة دون قميص فريقي الأصلي مولودية باتنة، وكنت أرد عليهم دوما أحب فريق مولودية العاصمة· * حتى وإن لم تلعب لهذا الفريق؟ - ليكن في علم الجميع أن الفريق الوحيد خارج مدينة باتنة الذي تمنيت اللعب له هو فريق مولودية الجزائر، ففي سنة 1987 إن لم تخن الذاكرة قدمت إلى العاصمة لتجريب حظي مع الفريق، حينها كان على رأس العارضة الفنية الشيخ عبد الحميد كرمالي أطال الله في عمره، لكنه قال لي لقد أغلقت قائمة اللاعبين وترجاني أن أعاود الكرة في الموسم الموالي· * ماهي علاقتك بأنصار المولودية؟ - بدون مجاملة مني، علاقتي بأنصار المولودية أشبه بعلاقة الأب مع أبنائه، فكلما زرت العاصمة إلا وأجد نفسي محاطا بالعديد من أنصار هذا الفريق يقولون لي يا شيخ أنت المدرب المناسب لفريقنا، وهناك العشرات من عشاق المولودية يتصلون بي هاتفيا يتمنون لي الإشراف على فريقهم· * إذن لا عداوة بينك وبين أنصار المولودية؟ - أكيد لا توجد أي عداوة، وأقول كلامي هذا وأنا جد واثق منه، فالحمد لله بالعمل وحب جمهور الوفاق لي جعل كل الجماهير الجزائرية تتعلق بي، ويُسعدني حب الجماهير الجزائرية، فالشعبية التي اكتسبتها في ظرف قياسي في الجزائر من خلال تدريبي للوفاق، لم يكتسبها أي مدرب آخر، حتى وإن كان قد قضى حياته في مجال التدريب هنا في الجزائر، فإذا أحبك الجماهير فثق في عملك· * تمنيت اللعب للمولودية ولم تحقق حلمك، هل تتمنى أن تحقق حلمك في تدريب المولودية؟ - هذا أمر مفروغ منه، فمادمت أحببت المولودية وأنا في سن السادسة، أكيد أتمنى اليوم أن أدرب المولودية، وهي الأمنية التي تراودني منذ دخولي عالم التدريب، فبعد الانطباع الحسن الذي تركته في الوفاق من خلال التتويجات التاريخية التي منحتها للسطايفيين أملي اليوم تدريب المولودية· * قد يقول البعض أنك تعرض نفسك على إدارة المولودية؟ - مجرد أمنيات، أتذكر في العام الماضي في مثل هذه الأيام سئل المدرب البرتغالي مورينيو عن الفريق الذي يتمنى تدريبه فرد قائلا: أتمنى تدريب ريال مدريد· وحين سئل لماذا أجاب قائلا ريال مدريد لا يدربه إلا المدربين الكبار، وقد ردد مورينيو هذا الكلام مؤخرا، وفعلا مورينيو كان صادقا فريال مدريد فريق كبير ولا أحد يشك في ذلك، فلو لم يكن واثقا من إمكاناته ومستواه لما صدر منه هذا الكلام، وفعلا ها هو مورينيو مدربا للريال· * هل نفهم من كلامك أنك مدرب كبير؟ - لم أقل هذا، قلت إن فريق المولودية فريق كبير، ولا أحد كذلك يختلف معي، فحتى وإن كانت وضعية المولودية هذا الموسم لا تبعث على الارتياح إلا أنه يبقى فريقا كبيرا بتاريخه بسجله وبجماهيره وبالأسماء العديدة المتخرجة منه، ومن ينكر هذا فهو ناكر لجميل والماضي السعيد لفريق المولودية، فيكفي أن نقول، أن أول تتويج للجزائر المستقلة بعد الاستقلال كان بفضل مولودية العاصمة بحصوله على لقب كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1976· * هل عرض عليك تدريب المولودية؟ - الفريق يشرف عليه حاليا المدرب الفرنسي آلان ميشال، ومن أخلاقياتي اجتناب الحديث عن الفرق التي لها مدرب· * وفي حال إقالته هل توافق على عرض تدريب المولودية؟ - أكيد أوافق، لكن وكما سبق وأن قلت لك بشروط· * وما هذه الشروط؟ -أهمها شروط العمل، فأنا أقول وأكرر كلما طرح عليّ مثل هذا السؤال لست من المدربين الذين يلهثون وراء المادة· * في حال كنت مدربا على المولودية كيف ستتعامل مع الشناوة بعد أن أغضبتهم الموسم الماضي؟ - يا أخي لقد سبق لي وأن قلت لك لا عداوة بيني وبين جماهير المولودية، وأنا على يقين أن الكل يتمنى رؤيتي لهم مدربا لفريقهم، فالمولودية بحاجة إلى مدرب من يفهمهم ويفهم الفريق· * ألا ترى أنك المدرب المناسب للمولودية؟ - من الأحسن أن يطرح هذا السؤال على أنصار المولودية· * العديد من هؤلاء يتمنون لو كنت اليوم مدربا لفريقهم؟ - إن شاء الله تتحقق أمنيتهم· * ماهو المشروع الذي تحمله لفريق المولودية في حال كنت مدربا عليه؟ - من الأحسن أن أحتفظ به· * لكن نريد معرفة مشروعك الطموح ولو الشيء القليل عنه؟ - سأجعل من المولودية جوهرة الأندية الجزائرية والعربية والإفريقية، وأعدكم أنني لو كنت مدربا للمولودية، لن تكفي مدرجات ملعب 5 جويلية للعدد الهائل من أنصار الفريق، وكل مباراة يخوضها الفريق بملعب 5 جويلية ستمتلئ مدرجاته، وتذكروا ما أقوله، ناهيك عن أمور أخرى، لا يمكن التطرق إليها الآن وأنا بعيد عن الفريق· * ماهي علاقتك الحالية بالمكتب المسير للفريق؟ - علاقة جد طيبة، والكل يُقدر عملي· * ألا ترى أن سرار هو من أفسد انتقالك إلى نادي الاتحاد الليبي؟ - إن لم يكن هذا الرجل فمن الذي يكون، كل ما أقوله لكم عنه أنوكل عليه ربي· * ماهي علاقتك برئيس الاتحادية محمد روراوة؟ - علاقة أخوية ولا توجد بيني وبينه أي عداوة، وكل ما يقال بشأننا لا أساس له من الصحة· * وبينك وبين المدرب عبد الحق بن شيخة؟ - هو مدرب للمنتخب الوطني وأنا أبحث عن فريق· * ماذا تقول عن البطولة الوطنية بعد نصف موسم من الاحتراف؟ - احتراف بالاسم فقط، لا شيء تغيّر، بدليل أن طريقة تسيير البطولة أكثر من ارتجالية، وهذا الذي لن يخدم مصلحة اللاعب الجزائري في تطوير موهبته وتحسين مستواه، فعيب ما يحدث حاليا، فرغم اقتراب موعد مباراة المغرب ليس لدينا ملعب يصلح لاحتضان هذا اللقاء المصيري، أنا أطرح تساؤلا: ما قيمة توفر الجزائر على عدد كبير من المركبات الرياضية ولا مركب واحد يصلح لاحتضان مباراة بحجم المغرب؟· * ماهو تصورك لمباراة المغرب؟ - سنفوز بها بإذن الله، فاللاعب الجزائري متعود لكسب المباريات الكبيرة، وبما أن لقاء المغرب يكتسي صبغة خاصة سنفوز بها، ونستعيد حظوظنا في بلوغ الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا 2012· * بصفتك مدربا جزائري تحمل شهادة عليا حصلت عليها في إيطاليا، ما تعليقك عن المدربين الأجانب الذين يعملون في الجزائر؟ - كل ما أقوله لك اأن المدرب الحقيقي والكفء والذي يملك مؤهلات كبيرة، لن نجده في الجزائر· * جوابك هذا يحمل الكثير من المعاني أليس كذلك؟ - ما أريد أن أقوله لك من جوابي السالف الذكر أن جل المدربين الذين عملوا في الجزائر لا يملكون الكفاءة اللازمة التي تسمح لهم بالعمل في الجزائر، وهي حقيقة لمستها من خلال بعض الأسماء التي عملت في الجزائر. * ما رأيك في اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون خارج الوطن؟ - المستوى متقارب، ولا يوجد لاعب يملك مستوى اللاعبين العالميين الكبار، بدليل أن جلهم ينشط في نوادي أوروبية متوسطة، فلا نجد أي لاعب مثلا يلعب لفرق مثل الريال والبارصا والأرسنال ومانشستر وميلان آسي وجوفنتوس والأنتر وغيرها من الأوروبية الكبيرة المهيمنة على بطولات بلدانها· * هل تتابع لاعبينا في المهجر؟ - أنا مطلع على جميع اللاعبين· * باستثناء غزال ومقني ومصباح هل هناك لاعبين جزائريين آخرين ينشطون في نوادي إيطاليا؟ - هناك لاعبون كثر يلعبون لفرق هاوية * هل هناك لاعبون تمنيت أن يلعبوا لمنتخبنا الوطني؟ - نصحت الإخوة الجزائريين أكثر من مرة باستدعاء اللاعب ناصري قبل أن يضيع من أيدينا ويستدعى إلى المنتخب الفرنسي، لكن للأسف لا أحد سمع ندائي، وها هو اليوم ناصري يسير على خطا زين الدين زيدان· * ما اسم المدرب الذي تأثرت به؟ - يعجبني المدرب الإيطالي اريغو ساكي فأنا متأثر به إلى درجة كبيرة، وتعجبني طريقة أدائه وصرامته في التدريبات· * في الأخير قل ما شئت؟ - أشكركم على هاته الاستضافة، مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح، كما أتمنى لمنتخبنا الوطني كل التوفيق في مباريتيه المقبلة، فنجاح المنتخب هو نجاح للكرة الجزائرية·