تشهد مصالح الاستعجالات عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية والمصحات الجوارية بولاية البويرة توافد المئات من المرضى والوافدين يوميا منذ الإعلان عن تأكيد تسجيل حالات لداء الكوليرا بالولاية، وهو ما خلق ضغطا رهيبا على الطواقم الطبية العاملة والمناوبة، حيث تعود معظم تلك الحالات إلى الفوبيا التي فرضت نفسها على سكان الولاية، إلا أن المصالح الاستشفائية اعتبرتها إيجابية رغم ذلك لما تساهم فيه من محاصرة لأي حالة مشتبهة وتزيد من وعي المرضى وعائلاتهم. وخلال جولاتنا التي قادتنا إلى مصالح الاستعجالات بمستشفيات أعمر أوعمران بالأخضرية شمالا وبشير محمد بعين بسام غربا وكذا محمد بوضياف بعاصمة الولاية، لاحظنا العدد الهائل وغير المعتاد من المرضى وبالخصوص صغار السن رفقة أوليائهم الذين ينتظرون دورهم للمرور إلى الطبيب المناوب قصد عرض حالته المتمثلة في الأساس في حمى وإسهال مرفوق ببعض التقيؤ، وهو ما أكده لنا عمي علي الذي كان مرفوقا بابنه نبيل الذي كان يعاني من إسهال مرفوق بحمى منذ اليوم الثاني من العيد دون معرفة السبب، مضيفا في حديثه إلينا أن الأحاديث المتداولة والأنباء الصادرة حول تفشي حالات لداء الكوليرا زادت من مخاوفه ودفعته إلى حمل ابنه فورا إلى المستشفى . وقد وصل عدد الحالات المفحوصة من طرف الطواقم الطبية المناوبة خلال يوم كامل إلى أكثر من 200 حالة، أغلبها تعاني من نفس الأعراض المشابهة للتسممات الغذائية، إلا أن تزامن ذلك مع حالة الفوبيا والخوف من الإصابة بعدوى الكوليرا زاد من هلع هؤلاء المصابين والسكان رغم تطمينات كل الجهات بما فيها المصالح الطبية التي رغم الضغط الذي تعاني منه هذه الأيام خلال عملها، تجند الكل في مكانه قصد التكفل بهم، كما أن الكثير من هؤلاء بات بمجرد أن يشعر بنوع من الألم ببطنه أو بالغثيان يهرول مباشرة إلى المستشفى، حيث اعتبر رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى عين بسام الدكتور نور الدين إيلافي، الأمر إيجابيا، مضيفا أن أغلبية حالات هؤلاء الوافدين هي عبارة عن مضاعفات هضمية وتسممات غذائية تزامنت مع مناسبة العيد التي تكثر فيها تلك الحالات جراء الأكل غير الصحي والسوي، كما اعتبر أن التوافد الكبير لهؤلاء إيجابي بالنسبة إلى عملهم في الكشف عن أي حالة مشتبهة قد تظهر ومحاصرتها عبر فحص المريض وما يدور من حوار معه خلال ذلك . واغتنم الدكتور إيلافي فرصة الحديث إلينا لتوجيه نداء إلى المواطنين قصد التوافد إلى المستشفى في حالة الإصابة بأي عرض مشابه على غرار الإسهال أو التقيؤ، وهو تصرف كما قال طبيعي جدا تشجع عليه المصالح الصحية لاسيما في مثل هذه الأوضاع قصد تسهيل عملية محاصرة أي حالة قد تكون مشتبهة في حينها دون الانتقال إلى آخرين، حيث يمكن حسبه انتقال العدوى بالكوليرا من المصاب إلى غاية 25 فردا محيطا به، كما اعتبر التصرف والتوافد نوعا من الوعي الذي بدأ ينشأ لدى السكان من خلال عرض حالتهم مباشرة لدى الطبيب وفي حينه فضلا عن اتخاذ الإجراءات الوقائية على غرار شرب مياه معدنية أو معالجة بمادة الجافيل فضلا عن الاهتمام بجانب النظافة الجسدية والمحيطة بالخصوص.