تزامن ظهور وباء الكوليرا في الجزائر، مع تسجيل بعض حالات الإصابة بداء الحصبة "بوحمرون" في ولاية سطيف، وكانت منظمة الصحة العالمية قد راسلت الدول، تحذرهم من عودة وباء الحصبة "بوحمرون" بعد ظهوره ببعض الدول الأوروبية، مطالبة باتخاذ الإجراءات الوقائية للقضاء عليه. كشف المختص في الصحة العمومية، فتحي بن أشنهو، في اتصال مع "الشروق" أن المنظمة العالمية للصحة راسلت منذ أيام جميع الدول ومن بينها الجزائر، لتحذرها من انتشار داء الحصبة "البوحمرون" بمنطقة أوروبا، مطالبة إياها باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي انتشار الدّاء، وهو ما جعل محدثنا يدعو وزارة الصحة إلى القيام بما يلزم من إجراءات وقائية لمواجهة هذا الداء الخطير، قبل استفحاله. وكانت الجزائر عرفت مطلع السنة الجارية، عودة لافتة لمرض الحصبة، وكاد يتحول إلى وضعية "وبائية" بعدما تسبّب في وفاة 11 شخصا، وتعرّض أكثر من 5 آلاف شخص للعدوى عبر مختلف الولايات، وكانت الولايات الجنوبية على غرار الوادي وورقلة وبدرجة أقل بسكرة، الأكثر تضررا من هذا المرض. وحذّر بن أشنهو من تفشي مرض البوحمرون في المناطق التي تقل فيها نسبة الملقحين، خصوصًا الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ثلاث سنوات، أو الذين تلقَّوا التلقيح في سن الطفولة ولم يجددوه في سن 18 و20 سنة، خصوصًا أن منظمة الصحة العالمية كانت قد حدّدت مدة حياة اللقاح ما بين 10 و12 سنة، ولا بد من تجديده، أو تأكيده بعدها. وأكد مدير مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصحة لولاية الجزائر، الدكتور بوجمعة آيت واراس، في اتصال مع "الشروق"، أن مديرية الصحة لم تتلق، إلى اليوم، تعليمات بشأن الاستعداد لمواجهة مرض الحصبة، كما أنه لم تسجل حالات، ما عدا حالتين مؤكدتين بولاية سطيف. تخلي العائلات عن التلقيح أسهم في عودة المرض ومع ذلك، يؤكد المتحدث: "وزارة الصحة دائما مستعدة لمواجهة مرض البوحمرون، ولدينا رزنامة تلقيحات دورية تتبعها العائلات لتلقيح أطفالها الرضع"، مؤكدا أنه في حال ظهر هذا المرض تخضع جميع العائلة للتحاليل. وبحسب محدثنا، "الجزائر سجلت في السنوات الأخيرة 0 حالة بوحمرون، ليعاود المرض الظهور بعد تجاهل الأولياء عملية تلقيح أطفالهم". وعن أسباب عودة مرض الحصبة السنوات الأخيرة بالمناطق الجنوبية تحديدا، أوضح رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، أن كثيرا من العائلات بالجنوب، وبالخصوص البدو الرحل، تخلت عن تلقيح أطفالها خلال العامين الأخيرين، وهو ما أسهم في عودة المرض وبقوة. وأكد أن نسبة استجابة الأولياء لتلقيح أطفالهم "كانت ضئيلة مؤخرا بسبب الشك في فعالية التلقيحات لدى بعض العائلات"، وهو ما جعل وزارة الصحة تكثف من الحملات التحسيسية بشأن المرض.