نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية الأحد 11 مارس 2018 10:32 تستقبل المؤسسات الاستشفائية والعيادات الجوارية هذه الأيام، أعدادا كبيرة من المواطنين المرعوبين والخائفين من الإصابة بالحصبة "البوحمرون"، ليستفسروا عن سبل الوقاية وتفادي عدوى المرض بعد تفشيه في 6 ولايات منها المدن الكبرى، مع تسجيل نحو 1000 حالة، في انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق التي أوفدتها وزارة الصحة إلى ولاية الوادي. لم تفلح الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، في تطمين المواطنين وامتصاص غضبهم وخوفهم من تفشي داء "البوحمرون"، خصوصا بعد انتقاله من مدينة الوادي إلى 6 ولايات أخرى على غرار العاصمة، تبسة، قسنطينة وورقلة، وهو ما دفع ببعض العائلات إلى اتباع إجراءات وقائية باقتناء معقم اليدين والمسارعة لزيارة المختصين في حال تسجيل ارتفاع في درجة الحرارة أو طفح جلدي. ويؤكد مختصون أن أعراض الحصبة تبدأ بالظهور خلال 7 إلى 14 يوما من الإصابة بالفيروس وتكون أعراضه شبيهة بالزكام كالحمى، السعال، سيلان الأنف، التهاب في ملتحمة العين، طفح جلدي، حساسية للضوء. وصرح المختص في الصحة العمومية، الطبيب بن أشنهو فتحي، أن داء "البوحمرون " الذي عاد هذه السنة بقوة، وأثار رعب العائلات ليس بمرض غريب عن العائلات الجزائرية، وكانت تعالجه فيما مضى بطرق بدائية نابعة من "الخرافات" كعزل المريض وجعله في الظلام مرتديا ثوبا باللون الأحمر، فهذا المرض يتسبب فيه فيروس ولا يوجد علاج نهائي له، بل الوسيلة الوحيدة للوقاية منه- يقول محدثنا-هو التلقيح والعمل على تغيير نظرة المواطنين للقاح وجعله ثقافة راسخة بينهم ونشر الثقافة الصحية في وسطهم. ودعا المختص، العائلات إلى ضرورة مراقبة درجة الحرارة عند المصابين بالحصبة "البوحمرون" لأن المرض له مضاعفات خطيرة جدا على الصحة فقد يتسبب في تلف خلايا الدماغ، وانخفاض الصفائح الدموية. مشددا على أهمية الاعتناء بتغذية المريض لتقوية جهازه المناعي من خلال التركيز على وجبات مكونة من الخضر والفواكه والإكثار من السوائل مع الخلود للراحة، وتناول العلاج الذي وصفه له الطبيب ويكون في الغالب خافضا للحرارة ومضادا حيويا. واستطرد بن أشنهو قائلا إن الجهاز المناعي القوي، والتلقيح وكذا النظافة في المدارس، ووسائل النقل، والمنازل والتحفيز على غسل اليدين قبل الطعام سيشكل حاجزا واقيا ضد المرض، مع حث الأمهات على الرضاعة الطبيعية نظرا للأهمية القصوى لحليبها في تقوية الجهاز المناعي. وحذر المتحدث النساء الحوامل من الاحتكاك بالمصابين بالحصبة حتى ولو كانوا أبنائهن نظرا لخطورته الكبيرة على الحمل كإلحاق تشوهات بالجنين وتعرضهن لخطر الإجهاض، وطلب المختص من الأولياء إبقاء أبنائهم المرضى في العزل بالمنزل مع تفادي تعريضهم للتيارات الهوائية الباردة ومراقبة درجات الحرارة والتغيرات التي تتطرأ على جسدهم، وفي حال تسجيل أي عارض غريب يتوجب نقل المصاب على جناح السرعة إلى المستشفى.
الأطباء أمروا بوضعهم تحت العناية في انتظار نتائج التحاليل الاشتباه في إصابة 13 طفلا بداء البوحمرون في بسكرة وضعت مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الحكيم سعدان، بمدينة بسكرة، 13 طفلا تحت العناية عقب الاشتباه في إصابتهم بالحصبة "البوحمرون". وحسب مصادرنا فإنه لم يتم إلى غاية أمس، تأكيد إصابة أولئك الأطفال بداء "البوحمرون" بل إن بعض الأعراض التي ظهرت عليهم دفعت بالأطباء إلى اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة، في انتظار ظهور التحاليل الطبية اللازمة لتأكيد أو نفي الإصابة بهذا الداء. وأضافت مصادرنا، أن الحالات المشتبه فيها وصلت إلى مستشفى الحكيم سعدان من بعض العيادات وظهر على المصابين، بقع حمراء مع إصابتهم بالغثيان. ورغم محاولاتنا إلاّ أن مسؤولي إدارة مستشفى الحكيم سعدان رفضوا الإدلاء بأي تصريح، واكتفوا بالتأكيد أن كل الحالات التي استقبلها المستشفى تبقى محل شكوك واشتباه فقط، كما أننا حاولنا الاتصال بمدير الصحة والسكان بالولاية لاستقاء المعلومات الصحيحة من مصدر رسمي، إلا أن كل محاولاتنا باءت بالفشل، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحاليل المخبرية للحالات المشتبه في إصابتها.
الإشتباه في 6 حالات بوحمرون بباتنة كشفت مصادر طبية مطلعة، السبت، على أن ولاية باتنة سجلت ست حالات مشبوهة للإصابة بداء الحصبة المعروف بالبوحمرون، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. واستقبلت المصالح الطبية المختصة حالتين نهار الخميس، وأربع حالات أول أمس الجمعة، وقد تكفل بها من خلال العزل الأولي، غير أن تلك المصادر أكدت أن الأمر يتعلق بحالات مشتبه فيها، وقد أخضع المصابون لتحاليل معمقة أرسلت عينات منها للمعاهد المختصة لتأكيد أو نفي الإصابات. وكانت مصالح طب الأطفال لولاية باتنة استقبلت طيلة الأسبوع الماضي عدة حالات شبيهة وسط حالة الذعر التي أصابت الأولياء بعد تأكيد حالات نهائية بعدة ولايات جزائرية، غير أن التحاليل النهائية أثبتت أنها أعراض طفيفة مصنفة ضمن دائرة الحصبة الدنيا والتي لا خطر لها على صحة الأطفال. وأكد أطباء مختصون أن عودة البوحمرون إلى الجزائر راجع لاختلالات في عملية التواصل التي باشرتها مصالح وزارة الصحة التي لم توكل العملية للأساتذة الأطباء خلال الموسم الماضي، بل لرؤساء المدارس الذين طلبوا من أولياء التلاميذ التوقيع على شهادات موافقة خلال عمليات الحقن ما أدخلهم في حالة شك وارتباك تسبب في مقاطعة عدد منهم للعملية التي تميزت بفشل خلال العام الماضي ظهرت نتائجه المباشرة مطلع هذه السنة. تسجيل 36 حالة بوحمرون في تيارت سجلت مصالح الصحة في ولاية تيارت، السبت، 36 حالة استقبلها مستشفى يوسف دمرجي بعاصمة الولاية، فيما قالت مصادر إنّ الحالات غادرت المستشفى في معظمها لتعافيها السريع. وتعد هذه الحالات المعلنة هي الأولى من نوعها في الولاية منذ انتشار المرض في ولاية وادي سوف قبل أسابيع.