- البوحمرون يقتل أطفال الجزائر! - السل يهدد 25 ألف جزائري - الليشمانيا تهدد ولايات الجنوب يبدو أن انتشار العديد من الأمراض التي تعرف بأمراض الفقر على غرار البوحمرون ، قد عرفت منحى تصاعديا خلال الفترة الأخيرة، وذلك بسبب تخلف الكثير من المواطنين عن التلقيح بسبب تخوفهم من الوفيات التي عرفتها بعض الولايات بسبب التلقيح، وهو ما ينطبع على ولايات الجنوب، وهو ما أحدث حالة من الطوارئ والذعر لدى العائلات في مختلف ولايات الوطن، ما دفعهم للتقرب من مؤسسات الصحة الجوارية للاستفسار عن اللقاح والطرق الوقائية للحماية من المرض، خصوصا عند المتمدرسين ودور الحضانة، في حين بقيت العديد من العائلات متخوفة من انتشار العديد من الأوبئة على غرار السل واليشمانيا خلال فصل الصيف، وهو ما حذر منه المختصون في تصريح ل السياسي . بعد فيروسH1N1.. البوحمرون يرعب الجزائريين! بعدما أثارفيروسH1N1 الأنفلونزا الموسمية القاتلة حالة من الرعب وسط الجزائريين بعد حدوث وفيات بسببها، وما زاد من حدة الإشاعات ما شاع أن الفيروس القاتل هو أنفلونزا الخنازير، فيما أكدت وزارة الصحة أن الأمر مجرّد أنفلونزا موسمية حادة، ها هو اليوم داء البوحمرون يفرض منطقه بالعديد من ولايات الوطن خاصة الجنوبية منها وهو ما اثار حالة من الهلع والخوف في أوساط المجتمع، بحيث عرف خلال الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا واتخذ منحى آخر وصل لحد الوفيات في صفوف الأطفال وحتى البالغين، وترجع الأسباب إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أطفالهم، وذلك بعد تسجيل حالات وفيات في أوساط الأطفال، بسبب خضوعهم للتلقيح، إذ انتشرت، آنذاك، مخاوف كبيرة في أوساط الأولياء من أن يلقى فلذات كبدهم ذات المصير والوفاة بسبب التلقيح، وبين هذا وذاك، فقد أصاب البوحمرون فئات كثيرة من الأطفال بسبب عدم تلقيهم للتلقيحات ضد الحصبة، ليصبح الأمر بذلك هاجسا حقيقيا للأولياء والمواطنين على حد سواء، بحيث وجد الأولياء أنفسهم بين أمرين متناقضين مع بعضهما البعض، التخوف من التلقيح الذي يؤدي إلى تعقيدات صحية والوفاة، وحتمية التلقيح ضد الحصبة لتفادي الإصابة بالداء والوفاة، فقد خلطت كل هذه الأمور حسابات الأولياء وفرضت عليهم العيش في دوامة الخوف من الأمرين وكثر الحديث عن هذا الداء في الفترة الأخيرة لاتخاذه أبعادا ومنحى خطيرا في الآونة الأخيرة بانتشار الوفيات جراء ارتفاع حصيلة المصابين والإصابة ب البوحمرون وخاصة بالولايات الجنوبية للوطن التي عزف أغلب مواطنوها عن تلقيح فلذات كبدهم بسبب هاجس الوفاة الذي قد ينتج عن التلقيح من جهة، ومن جهة أخرى، بسبب الظروف التي يعيشون بها والتي هي أرضية خصبة للإصابة بسبب غياب النظافة والتهيئة والتغذية السيئة وكذلك غياب الوعي بأهمية التلقيح لدى الكثيرين. ومن جهته، فقد أثار انتشار البوحمرون ضجة واسعة، خاصة لتسببه في الوفاة في أوساط الأطفال، وهو ما دفع بالعديد من الأولياء للتوجه لتلقيح أبنائهم كإجراء وقائي لمكافحة الإصابة بالداء وتدارك الوضع قبل الوقوع في التعقيدات وقد ناشد سكان البدو الرحل، السلطات المعنية لإنقاذهم من هذا الوباء ونقل ما تبقى منهم من أفراد وعلاجهم، إضافة إلى تسطير برنامج وقائي من هذا المرض، ،أكد والي الولاية أن المرض قادم من جهات أخرى وأن عملية التلقيح فاقت الألفي حالة، وهي متواصلة في مختلف مناطق الولاية، مشيرا إلى أن 22 حالة موضوعة حاليا تحت الرقابة الصحية في المستشفيات وقد كشف الدكتور عويني عبد القادر، طبيب رئيسي بمصلحة الوقاية والمتابعة بمديرية الصحة لولاية الوادي، أنه تم تسجيل 588 حالة مؤكدة ب البوحمرون وأضاف أن هذه الحالات سجلت منذ بداية الحملة 24 جانفي 2018، منها 8 حالات من خارج الولاية، وأضاف أن 5 بلديات انتشر بها بشكل كبير هي الوادي والعقلة والنخلة والرقيبة وجامعة، وقد تم تلقيح 30 ألف و633 شخص، لحدّ الآن وتوسعت عملية التلقيح من أعمار 11 شهرا إلى 60 سنة، ويشكل هذا الوباء الخطر الأكبر على الذين أعمارهم ما دون 11 شهرا إلى 115 حالة والتي يمنع تلقيحها أصلا، وتأتي في المستوى الثاني الفئة بين 3 و5 سنوات إلى 94 حالة. و بين هذا وذاك، سجلت عديد الولايات حالات إصابة بداء الحصبة في الفترة الأخيرة وبصورة متفاوتة، بحيث وصلت بولاية غليزان إلى 50 إصابة في أوساط الأطفال، حسب ما أفادت به مديرية الصحة للولاية، وأوضحت الدكتورة خديجة بلعبيد من مصلحة الوقاية بأن ظهور حالات الإصابة بهذا المرض المعدي يرجع إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم خلال حملات التلقيح التي أطلقتها مؤخرا وزارة الصحة، كما سجلت ولاية تبسة 5 حالات إصابة مؤكدة بداء الحصبة وذلك عبر بلدية الشريعة وهو ما أفادت به مديرية الصحة للولاية، وأوضح محمد سالمي، رئيس الوقاية بذات المديرية، أن الأطفال ال5 المصابين خضعوا للتحاليل الطبية اللازمة التي أكدت إصابتهم بهذا المرض، وبالإضافة إلى ذلك، فقد أفاد ذات المصدر بأنه تم على مستوى ولاية تبسة تسجيل 44 حالة غير مؤكدة بالحصبة يخضع أصحابها حاليا للتحاليل الطبية، وستؤكد إصابتهم من عدمها، مشيرا إلى أن هذه الحالات سجلت ببلديات تبسة وبئر العاتر والعوينات. وبولاية بسكرة، تم تسجيل حالات مشتبه إصابتها بداء الحصبة، حسب ما أفاد به المدير المحلي للصحة والسكان، محمد العايب، وأوضح ذات المسؤول أن الحالات المسجلة، دون أن يحدد عددها، تم رصدها بالمقاطعة الإدارية بأولاد جلال وكذا ببلدية رأس الميعاد بأقصى غرب الولاية، وتعكف المصالح الاستشفائية حاليا على تشخيص الحالات المشتبه بها من أجل تأكيد أو نفي إصابتها بهذا المرض، مثلما أشار إليه ذات المصدر. السل يهدد حوالي 25 ألف جزائري ومن بين الأمراض التي تنتشر أيضا وتفشت بالمجتمع هي داء السل، والذي يعرف انتشارا بدوره مهددا بذلك صحة المواطنين، وينتشر مرض السل عادة في أوساط الأشخاص ذوي الوضعية الاجتماعية الرديئة، على غرار أماكن تفتقد للدفء وأشعة الشمس والتهوئة والنظافة وترتفع بها الرطوبة وهو ما يكفي لإصابة الأشخاص بهذا الداء الذي يصنف من أمراض الفقر، والذي كان مرتبطا دوما بالفقراء وذوي المعيشة الرديئة والمتدنية والذي طالما طاردهم داء السل، ومن مميزات داء السل السلبية هو أنه معدٍّ وقد ينتقل من شخص إلى آخر إن لم يتم علاجه أو التكفل به سريعا واحتواؤه، بحيث يتوجب على المصابين اتخاذ الحيطة والحذر كالخضوع للعلاج المكثف والمتابعة الدورية لهذا المرض لتفادي التعقيدات والمضاعفات التي قد تنتج عنه. وفي ظل هذا الواقع الذي بات يهدد العديد من الجزائريين، دق العديد من الأطباء المختصين في الجزائر ناقوس الخطر جراء بروز حالات سل جديدة تم تسجيلها عبر مختلف ولايات الوطن ما يستدعى، حسبهم، التدخل العاجل من طرف الجهات الوصية لردع مخاطر هذا المرض القاتل الذي يفتك سنويا بهؤلاء المرضى المصابين الذين يصارعون الموت البطيء. وأضاف المختصون أن معدل الإصابة مرشح للارتفاع بعدما تم تسجيل قرابة ال25 ألف حالة سل سنة 2016 بعدما كان العدد سابقا 22 ألف حالة سل سنة 2014، فضلا عن هذا، أكد المختصون في سياق متصل، أن مكافحة مرض السل يجب أن يشكل أولوية مطلقة لدى المصالح الوصية كون الأمر يتعلق خاصة بتحسين تشخيص السل خارج الرئتين الذي يمثل نسبة 62 بالمائة من مجموع الحالات المحصاة وهي حالات السل المنتشرة خارج الرئة التي تتكفل بها العديد من الاختصاصات لاسيما مصالح أمراض الأذن الأنف إلى جانب الحنجرة وكذا مصلحة الدم وحتى المفاصل مع الطب الداخلي ناهيك عن مصلحة أمراض الجهاز الهضمي والكلى وطب النساء كون السل يلاحق أيضا الجنس اللطيف لكن بنسبة أقل عن الرجال. الليشمانيا تهدد سكان ولايات الجنوب مع اقتراب فصل الصيف ومن الأمراض الشائعة والمستفحلة بالمجتمع هو داء الليشمانيا المتفشي بالمجتمع، إذ ينتشر خاصة بالولايات الجنوبية للوطن وبالطبيعة الصحرواية التي تتميز بالحر والجفاف، إذ يهدد هذا الأخير صحة الأشخاص وخاصة فئات الأطفال باعتبارهم فئة حساسة ويسهل إصابتهم بسبب مناعتهم الضعيفة، ويعد مرض الليشمانيا من الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات على غرار البعوض والذباب وذلك عن طريق اللسع، إضافة إلى الأماكن القذرة على غرار البرك العكرة والمتعفنة والصرف الصحي، وهو ما يحدث خاصة بالولايات الجنوبية للوطن، أين الجفاف والطبيعة الصحرواية التي تفرض هكذا أمراض متنقلة، ويصيب هذا الداء الخطير أعدادا كبيرة من الأشخاص، وخاصة في فصل الصيف، أين تصبح الأرضيات خصبة ومواتية للإصابة بهذا الداء، باشتداد الحرارة وانتشار البعوض والذباب والحشرات الضارة التي تساهم في نقل المرض. مديرية الصحة بغرداية تحسس بداء البوحمرون وفي ظل انتشار هذه الاوبئة والفيروسات، أطلقت مديرية الصحة والسكان لولاية غرداية حملة تحسيسية لداء البوحمرون ، وهذا بعد تسجيل حالات مؤكدة بالولايات المجاورة شمالا وجنوبا، بحيث تم اتخاذ جميع التدابير على مستوى الوحدات والمؤسسات الصحية لتفادي زحف هذا الداء نحو الولاية. خياطي: اللقاحات الفاسدة وراء انتشار البوحمرون بالجنوب وعن اسباب انتشار البوحمرون في الولايات الجنوبية، أوضح مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث والتطوير في اتصال ل السياسي ، بأن لقاحات فاسدة ومنتهية الصلاحية وراء انتشار البوحمرون بولايات الجنوب، إذ أن ولايات الجنوب معروفة بارتفاع درجات حرارتها المحسوس، بحيث أن عدم احترام سلسلة التبريد أصاب اللقاحات بالتلف وفقدان فعاليتها، وأشار إلى أن هناك سببا آخر لانتشار البوحمرون وهو انقطاع الأشخاص عن التلقيح خلال السنتين الماضيتين، كما أن بعض الولايات شهدت نقصا في الإمداد باللقاحات، وأضاف المتحدث بأن فيروس البوحمرون متواجد أصلا بالجزائر ويتوجب مكافحته عن طريق التلقيح. بن أشنهو: أوبئة فتاكة تنتظر الجزائريين في الصيف من جهته، اعتبر المختص في الصحة العمومية، الدكتور فتحي بن أشنهو، في تصريح ل السياسي ، أن داء البوحمرون إنذار، فالمرض قديم يحدثه فيروس، وفي كل جسم هناك جهاز مناعي بمثابة الجيش لمقاومة الفيروسات، فانتشار المرض، حسبه، دليل على ضعف المناعة لدى المواطنين نتيجة غياب تغذية صحية وسليمة وكذا غياب نظافة المحيط واليدين، لكنه يظل مرضا خطيرا خصوصا إذا بلغ تأثيره خلايا المخ. ويرى بن أشنهو أن الأماكن التي انتشر فيها المرض يعيش سكانها في ظروف صعبة ونوعية التغذية سيئة جدا، فضلا عن انعدام النظافة، أضف إلى ذلك انعدام الثقة في التلقيح الذي أصبح شبحا يرعب المواطنين، وشدد المتحدث على وضع الدولة نظاما صحيا وطنيا وهياكل مختصة مثل مصلحة الوباء والطب الوقائي الموجودة منذ عشرات السنين في كل القطر الوطني، لكنها تحولت إلى إدارة فقط تعدّ التقارير والأمر ذاته بالنسبة لمكتب النظافة البلدي، لذا صار من الضروري، برأيه، على هاتين المصلحتين النزول للميدان وأداء مهامهما. ودق بن أشنهو ناقوس الخطر، محذرا من الأمراض والأوبئة التي يمكن تسجيلها خلال فصل الصيف المقبل، حيث يكثر الباعوض (الناموس) والحشرات ونوعية المياه السيئة، ما من شأنه أن يفاقم ويولد أمراضا خطيرة. وأضاف المتحدث بأنه يوجد فجوة عميقة في المنظومة الصحية والتي لا تؤدي مهامها ولا تقوم به إلا بعد وقوع الحوادث أين تحدث الطوارئ وحالة من الاستنفار التي يتوجب أن يهيأ لها مسبقا لاحتوائها.