أكد السفير والممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة يوسف يوسفي في تصريح أمس الجمعة بنيويورك "أن هناك إصرار أمريكي وفرنسي وإسباني على انتهاك الشرعية الدولية إذ يتجاهلون بكل بساطة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهو ما يعد تجاهلا لأحد الأركان الرئيسية لمنظمة الأممالمتحدة". وأشار الدبلوماسي الجزائري في مداخلة له في خضم المشاورات الجارية حول مشروع اللائحة المتعلق بالصحراء الغربية, الذي حرر من قبل مجموعة أصدقاء مسألة الصحراء الغربية, التي تضم الولاياتالمتحدةوفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا, إلى أن البلدان الثلاثة (فرنساوالولاياتالمتحدة وإسبانيا) "يحاولون أيضا ترقية المشروع المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية" لكنهم وجدوا كما قال "المملكة المتحدة وروسيا بالمرصاد". بعد العرض الرسمي يوم الجمعة 20 أفريل للتقرير الأخير الذي أعداه الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء الغربية أمام مجلس الأمن عكفت مجموعة أصدقاء مسألة الصحراء الغربية على تحرير مشروع لائحة سيعرض على مجلس الأمن, وقد أدخلت الوفود الأخرى تعديلات واسعة على مشروع اللائحة الذي كان محل مناقشة خبراء الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن حيث تؤيد غالبية هذه الوفود توصيات الأمين العام فيما يتعلق لاسيما بالبحث عن حل سياسي مقبول من طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو من خلال استفتاء تقرير المصير والمعالجة المماثلة للمقترحات التي قدمتها جبهة البوليزاريو للسيد بان كي مون. خلال الأيام الأربعة الأخيرة توصلت مجموعة أصدقاء مسألة الصحراء الغربية إلى تحرير مشروع لائحة أثار جدلا ونقاشات ساخنة صباح الجمعة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك على مستوى الخبراء الذين يمثلون الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن, وفي آخر المطاف فإن الصياغة النهائية التي تم التوصل اليها صباح الجمعة تحت ضغط غالبية الوفود أعادت نوعا من التوازن حيث تراعي وتقر حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير كمبدئ مؤسس لأي تسوية للنزاع. على هذا فإن النص الذي كان مقرارا أن تعاد مراجعته مساء الجمعة وربما خلال عطلة نهاية الأسبوع من قبل مجموعة أصدقاء المسألة الصحراوية وخبراء الدول ال15 الأعضاء يتضمن في خطوطه العريضة إحدى أهم توصيات الأمين العام المتمثلة في دعوة طرفي النزاع إلى إجراء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة تفضي إلى حل سياسي مقبول من طرفي النزاع يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن "هذا النص يقلص بشكل معتبر سعي المغرب إلى حمل مجلس الأمن على المصادقة على مخططه للحكم الذاتي" مشيرا إلى أنه لم يتم التوافق على الصياغة النهائية لنص اللائحة الذي سيعرض على مجلس الأمن للمصادقة عليه يوم الإثنين المقبل كأقصى أجل. في هذا السياق صرح دبلوماسيون بمقر منظمة الأممالمتحدة أن عدة بلدان سيما جنوب إفريقيا وباناما يؤيدون ضرورة معالجة مماثلة للاقتراحين الصحراوي والمغربي و"يجددون تأكيدهم على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره", كما أكد عدة دبلوماسيين أن "مجلس الأمن سيختم أشغاله يوم الاثنين 30 أفريل على الأرجح لأن بعثة المينورسو ستنتهي عهدتها بتاريخ 30 أفريل وعليه فإنه يتوجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار بخصوص العهدة المقبلة للمينورسو والمصادقة على اللائحة". وأج/ الشروق